نقل الوقفات إلى الأحياء الشعبية بمراكش جوهر الخلاف

منذ تأسيسها، أطلت حركة 20 فبراير تنسيقية مراكش على الرأي العام الوطني، والمحلي من خلال ندوة صحافية احتضنها مقر حزب اليسار الاشتراكي الموحد بباب دكالة، وتبنتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي وهيآت نقابية وشبيبية وحقوقية قريبة من اليسار المغربي، ما انعكس على البيان التأسيسي للحركة الذي دعا إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين وتغيير الدستور وحل الحكومة والاعتراف بالأمازيغية، وغيرها من المطالب التي اعتبرتها الجهات الداعمة والمحتضنة للحركة مشروعة، وضمت الحركة مجموعة من الفعاليات الشبابية من الطلبة وبعض الهيآت السياسية وغــــــــــــيرها.لكن، لسبب ما بدأت الحركة تعرف بعض الانحراف عن الشعارات والأهداف التأسيسية. وكان واضحا خلال بعض المسيرات أن شيئا ما يحدث داخل الحركة خاصة بعدما تم رفع شعارات كانت الجمعيات الحقوقية والحزبية والنقابية بالمدينة تعلن امتعاضها ورفضها لها، وتعتبر ذلك خارج ما اتفق عليه داخل الحركة.واعتبر نقل الوقفات والمسيرات الاحتجاجية إلى الأحياء الشعبية (منطقة فران " التراب" بملتقى حيي سكوما وآزلي) جوهر الخلاف داخل الحركة خاصة بعد مسيرة 29 ماي الماضي، التي دعت لها جماعة العدل والإحسان والطلبة القاعديون والتروتسكيون، وعرفت مشاركة عناصر من حركة 20 فبراير، الأمر الذي طرح أكثر من علامة استفهام، وجعل بعض الأحزاب اليسارية الداعمة للحركة، والجمعيات الحقوقية والنقابية تدعو الحركة إلى العودة إلى بيانها التأسيسي، إذ أصبحت مراكش تعيش حوارا ونقاشا سياسيا واسعا حول حركة 20 فبراير، الأمر الذي جعل الهيآت المذكورة تتبرأ مما تقوم به جماعة العدل والإحسان. ومن أهم الملاحظات التي يمكن تسجيلها على حركة 20 فبراير بمراكش فشلها في استقطاب بعض النخب من الطبقات الوسطى للمجتمع، وكذلك الأطر العليا والمؤثرة، وحتى في المجال الرياضي والفني، إذ لم تتم معاينة نجوم أو فنانين يتظاهرون ويساندون شباب الحركة، إلا أنها نجحت في وضع كل الأحزاب والنقابات في الميزان، ما جعل قياداتها وعن استحياء تبدي نوعا من التعاطف معها، في محاولة منها لاسترجاع ثقة الرأي العام المغربي فيها، بعدما فقد الشباب المغربي ثقته فيها، وأصبحت في نظره عنوانا للانتهازية ومطية لتقاسم مغانم السلطة وامتيازاتها. حركة 20 فبراير أحدثت حراكا سياسيا واجتماعيا واسعا في الشارع المراكشي، جعلت جل الأحزاب السياسية والنقابات، تلتف على مطالبها و"الركوب" عليها، لعودة الروح إليها، في محاولة منها لإرجاع الثقة فيها من طرف أغلب مكونات المجتمع المغربي، الذي يعتبر أن أداءها لا يرتقي إلى نبض الشارع المغربي ومبادرات الإصلاح، لكنها اليوم تعيش مخاضا سيحدد معالمها مستقبلا في كل المدن المغربية وعلى رأسها مراكش . نبيل الخافقي (مراكش)

نقل الوقفات إلى الأحياء الشعبية بمراكش جوهر الخلاف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جلالة الملك يدشن مركزين للبحث العلمي بوجدة

العوني: حركة 20 فبراير تفتقر للامكانيات المالية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات