عامر: ألف مغربي فقدوا منازلهم في زلزال لوركا

كاتب الدولة المكلف بالجالية قال إن استمرار الأزمة الليبية سيصعب وضعية المرحلين أكد محمد عامر، كاتب الدولة المكلفة بشؤون المهاجرين أن ما يناهز ألف مهاجر مغربي ببلدة لوركا بإسبانيا فقدوا منازلهم، عقب الزلزال الذي ضرب البلدة، موضحا أن الوزارة بصدد تقديم المساعدات للضحايا، وإعادة الراغبين منهم في العودة إلى أرض الوطن.وأضح عامر في حديث ل»الصباح» أن المواطنين المغاربة العائدين من ليبيا يواجهون اليوم صعوبات كثيرة وتحاول الحكومة إيجاد الحلول للمطالب الأكثر استعجالية، لأنه من الصعب جدا تلبية مطالب الجميع في آن واحد. وأكد عامر أن استمرار الأزمة الليبية سيزيد من صعوبة الوضعية الاجتماعية للمرحلين، خاصة أن المعطيات المتوفرة حاليا تؤشر على ظرفية هذه الأوضاع، ما يدعونا، في الوقت الحاضر إلى اتخاذ تدابير مؤقتة ولكن عاجلة.في ما يلي نص الحوار: تسبب الزلزال القوي الذي ضرب بلدة لوركا الإسبانية في تشريد المئات من أفراد الجالية المغربية، ماذا قدمتم كوزارة من مساعدات إلى هؤلاء؟منذ يوم الخميس، توجه وفد من الوزارة إلى لوركا لتقصي الوضع هناك، وبالفعل تمكنا عبر هذه البعثة من التعرف عن كثب عن مدى تأثير هذه الكارثة على المدينة التي يقطنها أزيد من 8 آلاف مغربي، أي 10 بالمائة من مجمل سكانها. ولحسن الحظ، عدا بعض الإصابات الطفيفة، لم تسجل أي حالة وفاة في صفوف المغاربة. لكن العديد منهم أصبح الآن بدون مأوى؟فعلا، وصل عدد الذين فقدوا منازلهم من المغاربة إلى ما يناهز الألف، واضطر الكثيرون إلى مغادرة بيوتهم التي تضررت إثر الزلزال. وتبعا لملاحظات فريق الوزارة، يمكنني القول إن رد فعل السلطات الإسبانية كان سريعا، إذ قامت بنصب مخيم لإيواء 3500 شخص بمنطقة كامبو فريال، كما وعدت بتقديم مساعدات مالية لفائدة المتضررين ليتمكنوا من إيجاد مساكن. مع ذلك، هذا لا يعني أن أفراد الجالية المغربية لا يشتكون من سوء التدبير؟خلال الزيارة التفقدية، سجل فريق من الوزارة بقيادة مدير الديوان بعض الشكاوى من مواطنينا، وتتمحور جل مطالبهم، في احترام خصوصياتهم الاجتماعية والثقافية، وبالتالي، فإنهم يطلبون المزيد من الخيام لفصل النساء عن الرجال والمتزوجين عن العزاب. أما بشأن التغذية، فإنهم يطلبون توفير الطعام الحلال، والبعض منهم يريد منا تسهيل عملية عودتهم إلى ديارهم. وبالفعل، فقد تم تقديم جميع هذه الطلبات للوفد الرسمي الذي يتكون من سفير المغرب في مدريد، والأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج. كما تم فيما بعد عقد اجتماع مع السلطات الإسبانية للتحسيس بهذه المشكلة، وكان رد فعل مندوب الحكومة المركزية الإسبانية في منطقة مورسيا، رافائيل جونزاليس توفار إيجابيا، إذ عمل على توفير اللازم على المستوى اللوجستيكي، بما فيها الخيام والمواد الغذائية بالإضافة إلى إنشاء مخيم ثان. يطالب بعض المتضررين بمساعدتهم على العودة إلى المغرب، ماذا قدمتم لهم؟ إن الأغلبية الساحقة من العمال المغاربة في لوركا موسميون، وحيث أن الموسم الفلاحي أشرف على نهايته، فإن البعض منهم يريد من السلطات تحمل نفقات ترحيلهم إلى الوطن لقضاء عطلتهم الصيفية الاعتيادية. وفي ظل هذه الظروف، لا يمكننا رفض مساعدة هذه الفئة من المغاربة الأكثر تضررا من الزلزال، والذين أصبحوا بدون مأوى، لهذا قررنا تنظيم عودتهم، وذلك بالتنسيق مع سفارة المملكة هناك، وأستطيع أن أعطي لكم بعض الأرقام، حتى الآن تلقينا أكثر من 300 طلب للإخلاء. وجه العديد من المواطنين المرحلين من لهيب نيران ليبيا انتقادات للوزارة تتعلق بتجاهل محنتهم المركبة ومطالبهم المتعلقة بالسكن والعمل والتعليم لأطفالهم، ما قولكم بهذا الخصوص؟أكيد، لا أحد يستطيع تجاهل محنة مواطنينا الذين تم إجلاؤهم من ليبيا. إنني، وعلى غرار جميع المغاربة، أتعاطف معهم في هذه الفترة الصعبة، خصوصا أنهم عايشوا لحظات رهيبة في قلب نزاع مسلح. بالتأكيد لا أملك حلا لكل المشكلات، ولكنني، بتعاون مع باقي الوزراء في الحكومة ومع السلطات المحلية، نحاول إيجاد الحلول للمطالب الأكثر استعجالية، لأنه من الصعب جدا تلبية جميع المطالب في آن واحد. وأعتقد أننا نجحنا تماما في تلبية الأهم، بحيث تم إجلاء ما يقارب 15 ألف شخص. وغني عن البيان أن هذه الأزمة تزامنت مع ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية، مما عقد أكثر عملية إعادة إدماج هؤلاء المواطنين. ومع ذلك، فإن عملية الإجلاء تظل لوحدها غير كافية، فهذه الشريحة من المواطنين بحاجة إلى المساعدة فورية. في هذه الحالة، تدخلت الحكومة من أجل إنقاذ حياة هؤلاء المواطنين، فتدخلها يشبه إلى حد كبير تدخل رجال الإطفاء، فالإطفائي لا ينتظر توفير سكن لفائدة هؤلاء المنكوبين حتى يقرر إنقاذهم، وإلا لكنا وقعنا في حالة عدم تقديم المساعدة لشخص في خطر. ويجب الإقرار بأن استمرار الأزمة الليبية، سيزيد من صعوبة الوضعية الاجتماعية للمرحلين. وقد شكلنا لجنة متابعة يترأسها الكاتب العام للوزارة. وبخصوص تمدرس الأطفال، تعمل اللجنة بتعاون مع وزارة التربية على إيجاد حل لهم، وتمكينهم من الالتحاق بالمدارس. أما فيما يتعلق بالسكن، فبموجب الاتفاقية التي تربطنا بمؤسسة «العمران»، تقرر إعطاء الأولوية في اقتناء الشقق المتوفرة للمواطنين المرحلين من ليبيا، وذلك في ظل الشروط العادية للبيع للزبناء المغاربة. وبالنسبة إلى الحالات المستعصية، يتم تقديم الدعم لها من قبل المؤسسات المتخصصة، كما قدمت المساعدات الطبية اللازمة للعائدين. وموازاة مع كل هذا، نعمل جاهدين على تحسيس جميع القطاعات الحكومية لإيجاد حلول ملائمة. وعلى سبيل المثال، الاستجابة لطلبهم المتمثل في تحويل خاص لمبلغ محدد من الدنانير الليبية إلى العملة الوطنية. تدبير عودة مغاربة ليبيا مسؤولية الحكومة والبرلمان لكن ماذا عن المرحلين من ليبيا الذين ليس لديهم أي موارد؟ وقد وجهت إليكم فرق المعارضة بالبرلمان انتقادات واتهمتكم بالتخلي عن هؤلاء المواطنين. لنكن موضوعيين وبدون مزايدة سياسوية. السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو هل هذه العودة نهائية أم مؤقتة؟ إذا اعتبرنا أن هؤلاء المرحلين، الذين كانوا تحت رحمة نيران المدافع، وتم إجلاؤهم، قد كانت حياتهم في خطر، فقد تم توفير الحماية لهم. وفي هذه الحالة، يجب خلق آلية للتضامن دائمة ودولية، وتفعيلها كما جرت العادة في حالة نشوب حرب في بلد من بلدان الاستقبال. وإذا كان موظفو الوزارة قادرين على بلورة وتفعيل هذه الآلية التضامنية، فيجب الإقرار أنهم لا يمكنهم مواكبة مآل أوضاع 15 ألف مرحل. والمؤشرات المتوفرة حاليا تؤشر على ظرفية هذه الأوضاع، ما يدعونا، في الوقت الحاضر إلى اتخاذ تدابير مؤقتة، ولكن عاجلة حتى يصبح الوضع أكثر وضوحا في ليبيا، وآنذاك لكل حادث حديث. لكن، يجب علينا ألا نخادع أنفسنا، فإذا تم التأكد من دوام مقامهم بالمغرب، فهذا الوضع سيستوجب انخراط جميع المؤسسات ومكونات الأمة، بما في ذلك البرلمان والحكومة لتدبير الأزمة، فلا يكفي أن ندعو للتضامن من فوق كرسي وثير، بل يجب على كل طرف تحمل نصيبه من المسؤولية. أجرى الحوار: برحو بوزياني

عامر: ألف مغربي فقدوا منازلهم في زلزال لوركا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأحرار يتحرك لرأب الصدع قبل انتخابات أكتوبر

لجنة مغربية إسبانية تهيئ "عبور صيف2011" من مدريد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات