تفاصيل اعتداء سائقة على شرطي مرور بمراكش

إصدار مذكرة بحث في حق المتهمة الرئيسية وانطلاق محاكمة شقيقها والمحامون شهود القضية تنطلق، غدا (الجمعة) بالقاعة 2 بالمحكمة الابتدائية بمراكش، محاكمة شقيق المرأة التي صفعت شرطي مرور، والتي ما تزال في حالة فرار. وعلمت «الصباح» أن مصالح الأمن الوطني أصدرت مذكرة بحث في حق الظنينة وشقيقتها، فيما تبنى فرع مراكش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان قضية الشرطي، وتتابع الظنينة إلى جانب شقيقها وشقيقتها بتهمة محاولة الإيذاء العمدي، وإهانة موظفين عموميين أثناء مزاولتهم عملهم، واستعمال العنف، والضرب في حقهم وعدم الامتثال والعصيان. بناء على برقية من قاعة المواصلات، مفادها تعرض أحد عناصر شرطة المرور للإهانة والضرب، وعدم الامتثال من طرف سائقة سيارة رباعية الدفع، إذ تطور الخلاف إلى مشكل بالشارع، تدخلت الدائرة الأولى للأمن الوطني التي انتقلت عناصرها إلى المكان، ووقفت على وجود حشد من المواطنين وعرقلة كبيرة لحركة السير، إذ كانت امرأة في حالة انفعال رفقة أخيها يوجهان عبارات الإهانة والاستفزاز إلى شرطي المرور، دون مراعاة الاحترام الواجب لرجال الأمن.وبعد محاولة تهدئة الأمر، انصرفت الظنينة، وظل شقيقها بمكان الواقعة، وحين حاولت عناصر الأمن الوطني نقل السيارة من نوع «أودي كيو 7» إلى المحجز البلدي، استغلت شقيقة الظنينة الرئيسية في القضية انشغال رجال الأمن بتفريق الفضوليين وتهدئة الوضع، وانسلت إلى السيارة، وأخذت المفتاح، ولما طالبها بعض عناصر الشرطة بتسليم المفتاح لتسهيل مأمورية الشرطة، بدأت تصرخ بأعلى صوتها أمام الملأ، وهي الأثناء التي حضر فيها والدها الذي استفسرها عن مفتاح السيارة، وصرحت له أن الشرطة حاولت أخذه منها بالقوة، إثرها تدخل شقيقها "أ.ص" بعنف في حق أحد عناصر الشرطة، وهو مقدم شرطة إذ أمسك بخناقه بقوة، ورماه مسافة مترين تقريبا إلى الوراء، وسقط الشرطي أرضا، ما جعل عناصر الشرطة تتدخل، وأوقفت شقيق الظنينة الرئيسية، ووضع بسيارة النجدة، بعد ذلك، سقط والد الظنينة مغمى عليه، وبعد حين استفاق من غيبوبته، وبعد وقت وجيز أصيب بنوبة مماثلة فنقلته سيارة الإسعاف ونقلته إلى المستعجلات لتلقي العلاج.فرار المتهمة الرئيسية أكدت مصادر مطلعة للصباح أن "ف. ص" المتهمة الرئيسية في القضية ما تزال في حالة فرار، وقد أصدرت مصالح الأمن الوطني مذكرة بحث في حقها، بعدما أمر وكيل الملك بإغلاق الحدود في وجهها ووجه شقيقتها التي كانت صحبتها وقت الحادث.وعلمت "الصباح" أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية استمعت إلى زوج المتهمة الرئيسية، فأكد أن السيارة موضوع الحادث في ملكيته، وأن زوجته كانت تقود السيارة رفقة شقيقتها، لينتقل صبية الأمن الوطني إلى منازل بعض أقاربه للبحث عنها، لكن ذلك لم يسفر عن شيء، بعدها فرضت المصالح المذكورة حراسة على الأماكن التي ربما تلجأ إليها.أمر وكيل الملكأمر نائب وكيل الملك بابتدائية مراكش بالاستماع إلى الشرطي رشيد بلمقدم، فأكد في شكايته أن المشتكى بها "ف. ص" التي كانت تقود سيارة زوجها ارتكبت مخالفة سير بعبورها الخط المتصل، فأشار عليها من أجل التوقف، غير أنها لم تمتثل وواصلت السير، ما دفع الشرطي إلى إجبارها على التوقف، فقامت أثناء ذلك بمحاولة دهسه بسيارتها، وكررت المحاولة عدة مرات، ولولا تفاديه لها لتعرض للأذى، وعندما أدركت الظنينة الرئيسية استحالة متابعة سيرها، نزلت من سيارتها وتوجهت نحوه وصفعته أمام الملأ ثم أمسكته من زيه الرسمي، وشرعت في جذبه نحوها ودفعه موجهة إليه عبارات سب وشتم، كما قامت شقيقتها المسماة "ل. ص" بالأفعال نفسها والتصرفات في حق المشتكي موجهة إليه العنف والضرب، ومتلفظة في حقه بعبارات وكلام حاط من الكرامة.أما الشرطي الثاني المدعو "عبد اللطيف عنور" المرافق لسيارة الجر، فقد أكد في معرض تصريحاته أنه تعرض للإهانة والشتم والتهديد من طرف المشتكى بها "ا.ص" وشقيقتها الثالثة "ص. ص" ، اللتين حضرتا إلى مكان الحادث من أجل منع الشرطي المذكور من قطر السيارة التي كانت متوقفة بالشارع في وضعية غير ملائمة، مضيفا أن المشتكى بهما نعتتاه بعبارة "المرتشي" وكذا بعبارة "الشفار".أما الشرطي الثالث المدعو "عبدالله آيت بو الله"، فقد أكد أن شقيق الظنينة الرئيسية في القضية عرضه للعنف وخدشه في وجهه، مع أنه يعلم أنه شرطي، ويزاول مهامه بمكان الحادث بناء على أمر من رئيسه المباشر. وقد أبدى الشرطيون الثلاثة رغبتهم وإصرارهم على متابعة المشتكى بهم أمام العدالة.الشهود الخمسة في القضية أكدوا في معرض تصريحاتهم للضابطة القضائية ما جاء على لسان شرطي المرور المذكور، والأمر نفسه بالنسبة إلى المحامين الثلاثة علي لحا، ومحمد آيت عطوش، وعبد اللطيف احتيتش من هيأة المحامين بالمدينة الذين أكدوا جميعهم ما جاء على لسان الشرطي المذكور.زوج المتهمة يقر بأن السيارة في ملكيتهأكد زوج المتهمة الرئيسية في القضية في معرض تصريحاته للضابطة القضائية أنه صاحب السيارة التي كانت تسوقها زوجته، وارتكبت بواسطتها مخالفة سير كانت السبب المباشر في الاعتداء بالعنف والضرب والإهانة التي تعرض لها الشرطي المذكور، مضيفا أن السيارة خاصة بشركته، وأنه وافق لزوجته على استعمالها، مؤكدا أنها أخبرته بأن شرطي أوقفها، وهي عائدة إلى منزلها، وأنه طلب منها تسليمه الوثائق فسلمتها له، ورغم ذلك منعها من مغادرة المكان، مؤكدا أنها لم تقدم له أي توضيحات أخرى، وأنه بعد مرور ساعتين تقريبا بلغ إلى علمه أن زوجته وأختها عرضتا شرطي مرور للإهانة والضرب والعنف بالشارع، وأمام المواطنين. شقيق المتهمة ينفي أكد "أ. ص" شقيق المتهمة أنه حينما كان عائدا من منزل أصهاره الموجود قرب محطة القطار، ولدى مروره على متن سيارته بشارع الحسن الثاني، وبالضبط بالقرب من منزل أخته، أثار انتباهه وجود رجال الشرطة، وبعض المواطنين بالمكان نفسه، فطلب من صهره، والد زوجته التأكد مما وقع أمام منزل أخته، فعاد المعني بالأمر وأخبره أن أخته "ل. ص" تتشاجر مع شرطي مرور، فنزل من سيارته ويلتحق بالمكان نفسه حيث شاهد سيارة أخته "ف. ص" وهي من نوع "أودي" متوقفة على بعد أمتار وبجانبها شرطي المرور، وتقدم من الأخير وسأله عن سبب المشكل، وأجابه أن صاحبة السيارة ارتكبت مخالفة سير، وامتنعت عن تسليمه وثائقه، فطلب من الشرطي السماح لأخته ( ل ) بالمغادرة من أجل إحضار وثائق السيارة، لأنها كانت ترتدي بذلة خفيفة، غير أنه رفض وأصر على بقائها بالمكان، وقد أخبرته أخته أن الشرطي المذكور طلب من المتهمة الرئيسية رشوة قيمتها 100 درهم، مما جعله يتوجه نحو الشرطي، ويخاطبه بعبارة " غادي التشفر..."، مضيفا أنه تدخل لمساندة أخته (ص) ضد الشرطيين المذكورين، وقام بنزع أيديهم عنها، لكنهم كانوا يحيطون بها، ويحاولون إزالة المفتاح من يديها بالقوة، مضيفا أنه لم يعرفهم بسبب ارتدائهم الزي المدني.مساندة وتنديد ... ولكن لم تسجل قضية رجل أمن إجماعا من طرف المواطنين كما سجلته قضية الاعتداء على رشيد بلمقدم، إذ انضم وعن طواعية مجموعة من المارة للإدلاء بشهادتهم في القضية، معلنين مساندتهم التامة للضحية، الأمر الذي وصف بالدرس الراقي والأخلاقي الكبير الذي قدمه المراكشيون.وانضم فرع مراكش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لمساندة الشرطي، الذي يظل قبل كل شيء إنسانا، ويأمل المواطنون بمراكش أن يفكر رجال الأمن مليا قبل محاولة بعضهم تلفيق تهمة الاعتداء على موظف أثناء مزاولة عمله، وهي القضايا التي تطرح أكثر من علامة استفهام، ليظل شرطي المرور مرهونا ومقيدا بدرس المراكشيين الذي قالوا " لا للظلم ". وبالمقابل، تقدم ثلاثة محامين للإدلاء بشهادتهم في الموضوع، واعتبر أحمد فارس، المحامي بهيأة مراكش ودفاع الإدارة العام للأمن الوطني، والشرطيين الثلاثة المعتدى عليهم، في تصريح للصباح أن مختلف مكونات المجتمع المراكشي أدانت الاعتداء على رجال الشرطة، مضيفا أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش اتخذت كل الإجراءات القانونية، وأصدرت مذكرة بحث في حق الأختين الفارتين، مبديا أسفه الشديد بخصوص السلوكات الخارجة عن نطاق المعاملة الجديرة بالاحترام لرجال الأمن، وأبدى قناعته بكون العدالة فوق الجميع. الشرطي: خاطبتني ب "الموسخ والحمار وغادي نربيك" أكد رشيد بلمقدم، شرطي المرور برتبة مقدم شرطة، في معرض تصريحاته للضابطة القضائية أنه تعرض للاعتداء أثناء قيامه بعمله بشارع الحسن الثاني من طرف امرأتين، واعتديتا عليه بالعنف والضرب أمام مجموعة من المواطنين، مرتديا الزي النظامي، بعد أن طالب سائقة السيارة بالوثائق فرفضت الامتثال، وحاولت دهسه وإيذاءه بواسطة سيارتها ذات الدفع الرباعي عدة مرات، غير أنه ونظرا لإصراره على تطبيق القانون وضرورة تسجيل المخالفة التي ارتكبتها، وهي عبور الخط المتصل، وظل يلح عليها كي تتوقف عن السير، نزلت من سيارتها وتقدمت منه وصفعته، واستعملت العنف في حقه، عن طريق جذبه من بذلته الرسمية إلى أن مزقتها وتطايرت أزرارها، وقد انضمت إليها بعد ذلك شقيقتها، واعتدت عليه هي الأخرى بالعنف بواسطة الطريقة نفسها، إذ صفعته وبصقت في وجهه، معرضتين إياه لوابل من السب والشتم والاحتقار من قبيل "الموسخ ... الحمار... لا كتحبسني...غادي نربيك ..."، ليتم نقل شرطي المرور إلى مستشفى ابن طفيل، وهناك تلقى العلاجات الضرورية، وزار طبيبه الخاص محمد المنصوري الذي سلمه شهادة طبية مدة العجز بها 28 يوما، فيما مدة المراقبة الطبية 30 يوما. إنجاز: نبيل الخافقي

تفاصيل اعتداء سائقة على شرطي مرور بمراكش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إتمام البرامج الدراسية مجرد سراب

وزير العدل يتقن وضع الحروف على النقط

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات