جودة التعليم تتوقف على حل مشاكل رجاله

خلف الإضراب الذي شنته نقابات تعليمية عدة، أثرا سيئا في نفوس آباء وأولياء التلاميذ الذين أجمعوا على عدم ارتياحهم لمستقبل أبنائهم أمام الاحتجاجات المتكررة التي لا مبرر لها لرجال التعليم الذين أتخموا بعدد أيام العطل على حساب الأيام الدراسية لأبناء الشعب الفقراء، لأنها تقلص عدد الحصص الزمنية المقررة لهم، ما يعيق تعلمهم بشكل جيد، ويحول دون تحقيق جودة التعليم بعد أن راهن البرنامج الاستعجالي على تحقيق نتائج جيدة خلال الموسم الجاري. ويتخوف آباء وأولياء التلاميذ من أن تتحول المدرسة إلى بؤرة للانحراف نتيجة الإضرابات المتكررة التي ينفذها رجال التعليم في المدرسة العمومية، إذ أن التلاميذ المحرومين من الدراسة يمكثون أمام المؤسسات التعليمية، ما يدفعهم إلى استغلال فرص لقاء شباب منحرف، ويؤثر سلبا على سلوك المتعلمين، ويكسبهم عادات سيئة تدمر مستقبلهم الدراسي.من جانبه، تحدث مسؤول تربوي، بأسى عما لحق منظومة التربية والتكوين من ممارسات لا مسؤولة، وقال للصباح التربوي، إن إصرار بعض النقابات على الإعلان عن إضرابات بعد أن توصلت الحكومة إلى اتفاق مع النقابات ذات التمثيلية الواسعة، يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي لأبناء الشعب الذي يتوق إلى المعرفة والخروج من شرنقة الجهل الذي يشكل عقبة كأداء أمام التنمية الحقيقية، ويوفر لهم فرص التسكع للأبناء في الشارع وقضاء أوقات ضائعة أمام المدرسة لإثارة مواضيع تافهة تساهم في هدم ما بنته المدرسة طيلة موسم دراسي.وأضاف أن التلاميذ راحوا ضحايا الإضرابات، بل صاروا يدفعون ثمنها بعدما حرموا من حصص دراسية برمجت لحسابهم في إطار برنامج دراسي سنوي وضعته الوزارة لرفع مستواهم المعرفي وفق برامج دراسية محددة، ما ساهم في تدني مستواهم الدراسي رغم مبادرات الوزارة إضافة أسبوع للزمن المدرسي لتدارك ما فات من الحصص، رغم غياب الطرائق الديداكتيكية الفعالة، لأن المدرس صار ملزما بتسريع وتيرة تقديم الدروس بطرق تلقينية بعد اقتراب موعد الامتحانات.وأكد المصدر ذاته، أن مشاكل التعليم تفاقمت وصارت تهدد مستقبل المدرسة العمومية التي افتقدت وهجها المعتاد بعد تنامي وتيرة ظاهرة الهدر المدرسي التي دفعت الآباء إلى طرق أبواب التعليم الخصوصي حرصا على توفير الظروف الملائمة لتعليم الأبناء، سيما أن مدرسين يضربون عن العمل ويطرقون يوم الإضراب باب مؤسسات التعليم الخصوصي.واستنكر المتحدث استمرار الإضرابات في المدرسة العمومية التي أثرت بشكل واضح على مستقبل التلاميذ الذين يعلق عليهم المجتمع المغربي آمالا عريضة لتجاوز المشاكل العالقة ، لكن تأسف لحالهم لأنهم يحرمون من الأسس المعرفية والتربوية رغم محاولة تعويضهم الحصص الضائعة.وأثنى المسؤول التربوي على مجموعة من رجال التعليم المتضررين من جور الأنظمة الأساسية للتعليم، لكن لم يشاركوا في الإضرابات، لشعورهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم ومدى تأثير الغيابات المتكررة على التحصيل الدراسي، بل يحرصون على أداء الواجب أولا قبل الاهتمام بالمشاكل التي تهم القطاع. ودعا إلى حل مشاكل القطاع عبر الإنصات إلى نبض المشكل واستحضار مشاكل المدرسين، سيما المتفاقمة منها لتجاوز خطر الوقوع في سنة بيضاء، بعدما تأكد للمتتبعين أن المتعلمين راحوا ضحية إضرابات أصرت بعض النقابات على تنفيذها بعدما يئست من وعود الحكومات المتعاقبة على ملف التعليم.ولم يفت المصدر ذاته، أن يشير إلى أن قطاع التعليم الخصوصي لم يصب بعد بلوثة الإضرابات التي شلت شرايين المعرفة والتكوين، رغم أن العاملين في القطاع يتقاضون أجورا هزيلة، لكن يبذلون طاقات جبارة لتحسين مردودية التلاميذ الذين حصدوا نتائج باهرة حثت الآباء على التفكير في نقل أبنائهم إلى مؤسسات تعليمية خصوصية، تفاديا للإضرابات المتوالية التي شلت قطاع التعليم العمومي. في السياق ذاته، دعت نقابات إلى إضراب جديد (المنظمة الديمقراطية للتعليم، والجامعة الوطنية لموظفي التعليم والهيئة الوطنية للتعليم والنقابة المستقلة للتعليم والفدرالية الديمقراطية للتعليم) احتجاجا على ما أسمته مهزلة الاتفاق الأخير بين الحكومة والنقابات ذات التمثيلية الواسعة. ونددت النقابات الخمس، في بلاغها، بالقمع الذي تعرض له أساتذة السلم 9 خلال اعتصامهم بالرباط، يوم الاثنين 16 ماي الجاري وجددت رفضها لاتفاق 26 أبريل بخصوص الحوار الاجتماعي القطاعي، وشجبت تمديد الموسم الدراسي من طرف الوزارة الوصية ودعت إلى تسوية جميع الملفات العالقة في قريب الآجال.وحملت النقابات المذكورة، وزارة التربية الوطنية مسؤولية ما وصل إليه قطاع التعليم من احتقان وتذمر، ودعت جمعيات آباء وآولياء التلاميذ إلى تفهم دواعي وظروف الدعوة إلى هذا الإضراب. سعيد فالق (بني ملال).

جودة التعليم تتوقف على حل مشاكل رجاله

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشأن التربوي بين مصلحة موظفيه وحقوق متعلميه

إجماع على سلبية الوزارة في حماية الحق في تأمين الزمن المدرسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات