إقبال كبير على تذاكر مهرجان فاس للموسيقى العريقة

مدير المهرجان نفى أن يكون لحادث "أركانة" تأثير على الدورة الحالية تجاوز مجموع مداخيل التسجيل وأداء تذاكر الدخول عبر الأنترنت، لحضور سهرات الدورة 17 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، المرتقب تنظيمه بين 3 و12 يونيو المقبل في موضوع "حكم الكون"، قبل نحو أسبوعين من انطلاقه، (تجاوز) نصف ميزانيته المالية المقدرة ب17 مليون درهم، في إقبال كبير ومشجع، يرجح أن يرتفع مع قرب حلول موعده. وأكد فوزي الصقلي، المدير العام للمهرجان، قائلا "منذ فتحنا باب التسجيل والأداء الإلكترونيين المباشرين، تجاوزنا بسهولة مليون درهم". وأكد أن هذا مؤشر مشجع، في سياق الوضعين الداخلي والخارجي الذي يمكن أن يكون لهما تأثير نسبي على السياحة بشكل متفاوت. وأبرز أن الإقبال على المهرجان مهم مقارنة مع السنوات السابقة، متوقعا مضاعفة المبلغ مع قرب انطلاق الدورة. وما كان لهذا الرقم أن يتحقق، لولا الدعاية الإلكترونية للمهرجان، وتسويقه خارجيا وداخليا، بعد أن نظمت مؤسسة روح فاس، ثلاثة أسفار كان لها وقع وتركت صدى، خاصة في أوبرا برشلونة، حيث نظمت أمسية مع الصحافة حضرها نحو 400 مدعو وشخصيات كاطالونية، تم خلالها عرض فيلم وتقديم عرض موسيقي، إضافة للقاء مجلس الشيوخ بباريس بحضور 255 صحفيا. ونظمت المؤسسة بشراكة مع مؤسسة "الصويرة موكادور"، شهرا كاملا للثقافة المغربية بنيويورك، في نشاط انضاف لسابقيه، وكان له وقع في ترسيخ سمعة المهرجان وتثبيت قوته الرمزية ودوره في الحوار بين الثقافات، بالنظر إلى الظروف العالمية والعربية المنظمة فيها تلك الجولات، لكنه "كان دوما المرسخ والمأصل لذاك التعايش بين الثقافات والأديان"، يقول الصقلي. وأوضح أن الهدف الأساسي للمهرجان، ليس الربح أو الاقتصار على تشجيع السياحة الثقافية أو فتح المهرجان فقط في وجه زبنائه في الخارج، إنما "نروم خلق فضاء عمومي ثقافي خاص نتمنى أن يكون من الأسباب المحركة لنهضة ثقافية واسعة"، بما يتيحه من حوار واحتكاك مع الثقافات، أما "الاقتصاد فهو وسيلة وليس غاية"، وأن "نجعله في خدمة الثقافة والتنمية، وليس العكس". وقال فوزي الصقلي في حوار خص به جريدة "الصباح"، "سنكون أغبياء، إن قلنا أن هدفنا هو الربح التجاري"، ف"نحن لسنا مقاولة تجارية، إنما مقاولة تروم إقلاعا ثقافيا كهدف ووسيلة أنجع لتحقيق التنمية الشاملة لمدينة فاس"، متمنيا أن يتحول المهرجان بعد التغييرات التي شملت المؤسسة الحاضنة، إلى "قاطرة لمفعول ثقافي ناجع وتحقيق الدينامية الضرورية". ورغم هذا الإقبال المتميز للأجانب، فشباب وجمهور مدينة فاس، معني بهذا المهرجان، ف"نحن لا نروم أن يكون الجانب المالي هو الطاغي، فكل من له رغبة، نرحب به"، يقول المدير العام للمهرجان، الذي تحدث عن اتصالات أجراها مع الكليات والجامعات، لحصر لوائح طلبة وأساتذة لدعوتهم لحضور سهراته، مجانا، لكن شريطة أن يكون ذلك "منظما وبناء على رغبة". وقال "أداء التذاكر فيه نوع من التضامن الاجتماعي والثقافي"، ف"من يملك المال، سيساهم، والفقير يجب أن لا يحرم"، و"شي كيخلص على شي" بتعبيره، نافيا إلغاء سهرات باب بوجلود المجانية، لأن "ارتباط المدينة العتيقة بالمهرجان، يجب أن نحرس على تطويره وأن يتواصل لإحياء هذا الوسط التاريخي ونفخ روح جديدة فيه".واستبعد أن يكون للحادث الإرهابي الذي استهدف مقهى "أركانة" بمدينة مراكش، تأثير على هذه الدورة، وحجته الإقبال الإلكتروني المهم، وتأكيد كل الفنانين مشاركتهم وتوقيعهم عقودا بذلك، مشيرا إلى أن الرسالة المحمدية نموذج للتعايش بين المسلمين والنصارى، ومصدر قوة أخلاقية وفي تدبير الاختلاف والتنوع داخل النسق الواحد، في ظل انسجام بين الفن والجانب الروحي. وقال إن موضوع المنتدى الدولي، جاء لإضفاء الروح على العلماء في ظل ما يعيشه المجتمع الدولي والداخلي، ويحتاج إلى التفحص والتحليل ومحاولة الفهم، اعتبارا لأن الجانب الروحي "ليس منقطعا عن المجتمع، بل هو الذي يعطينا بعدا للتأمل ووقفات تأملية"، ومن هنا جاءت مقاربة المواضيع المختارة المتعلقة بالآفاق المغاربية الجديدة ومستقبل الشرق الأوسط والديموقراطية. ولعل من جديد المهرجان، بعد عودة الصقلي وطاقمه لتسيير دواليبه، انفتاحه على مشارب فنية متعددة، تمتاز بإبداعيتها وريبرتواراتها الغنية، في مهرجان يمتد طيلة أكثر من أسبوع بشكل متواصل، بعد إضافة أمسية أخرى بفضاء باب الماكينة، وأخرى في ليالي المدينة العتيقة، لتدعيم وزيادة الانسجام الموجود بين مهرجاني داخل المدينة، وفي باب الماكينة. وقال المدير العام لمهرجان فاس للموسيقى العريقة، إن هذه الدورة ستقدم الكثير من المفاجآت بما في ذلك حضور جوليا بطرس أو "الوارثة الحقيقية لفيروز" كما أسماها، إلى المغرب بعد غياب عنه، وما سيقدمه الفنان السينغالي يوسو ندور، من إهداء خاص للشيخ أحمد التيجاني، مؤسس الطريقة التيجانية الضاربة جذورها في غرب وشمال إفريقيا، لاستعادة جذوره الصوفية. وأكد فوزي حضور كاظم الساهر المهرجان لثاني مرة، وإحيائه حفلا مع أسماء المنور، وتأكيد كل الفنانين مشاركتهم، بمن فيهم بين هاربر الذي سبق أن اعتذر عن المشاركة في دورة سابقة، ومغني الراب الفرنسي عبد المالك، إضافة إلى تجارب فنية مختلفة من الهند وباكستان وأفغانستان وفرنسا وإسبانيا وإثيوبيا وأمريكا اللاتينية ومصر وسوريا ولبنان. حميد الأبيض (فاس)

إقبال كبير على تذاكر مهرجان فاس للموسيقى العريقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أزرو تـحـتـضـن مـهـرجـان فـنـون الـفـرجـة

متابعة طالبين بفاس بتهمة التجمهر المسلح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات