“فاص أفاص”: البرلمان ينتقد غياب الحكومة

في الجلسة العامة الأخيرة بمجلس المستشارين، اشتكى عدد من الفرق البرلمانية عدم استجابة أعضاء في الحكومة لدعوات حضور اللجان الدائمة قصد تدارس قضايا ومواضيع محددة. وانتقدت هذه الفرق الحكومة بسبب غياب التعامل الإيجابي مع السلطة التشريعية. هل صحيح أن الوزراء لا يستجيبون لدعوات الفرق البرلمانية؟ أم أن الأخيرة تبالغ في الشكوى؟ "الصباح" تناقش الموضوع مع برلمانيين. الكور *: الحكومة تُسهم في إضعاف العمل البرلمانيسجلنا في الجلسة العامة الأخيرة المخصصة للأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أن فرق الأغلبية هي التي اشتكت غياب أعضاء الحكومة عن اللجان، رغم الدعوات الموجهة إليهم. لا يخفى أن بعض فرق الأغبية وجهت، في الفترة الأخيرة، دعوات إلى مسؤولين حكوميين من أجل تدارس مجموعة من القضايا التي تهم القطاعات التي يشرفون عليها، إلا أنهم لم يلبوا الدعوة. وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة إلى فرق الأغلبية، فما بالك بفرق المعارضة، وفي هذا الصدد، أشير إلى أنه سبق أن طالبنا في عدة مناسبات بأن تنعقد لجان، لتدارس مواضيع محددة، إلا أننا لم نتلق أي جواب، إلى حدود الساعة، وأؤكد أنه إذا كان هناك جهاز يُسهم في إضعاف عمل المؤسسة التشريعية، فهي حكومة عباس الفاسي، لأنها لا تتجاوب مع المؤسسة التشريعية، رغم الوعود الكثيرة التي قطعها عباس الفاسي، بتطوير العلاقة بين السلطتين، إلا أنه لم يف بوعده، إذ نلاحظ تردد، بل عدم استجابة عدد من الوزراء لدعوات الفرق البرلمانية لحضور اجتماعات اللجن. لقد اتخذنا مبادرات لاستدعاء وزراء لمناقشات الأحداث المتواترة في العالم العربي، والتحولات الإيجابية التي يعيشها المغرب بعد انخراطه في إصلاحات سياسية ودستورية عميقة، وهذه التحولات كانت تستدعي تعميق النقاش، بصددها، على مستوى المؤسسة التشريعية، لكن ذلك لم يتم بسبب عدم استجابة الوزراء. إن المغرب عرف المسلسل الإصلاحي منذ سنوات، تعمقت بعد مجيء جلالة الملك محمد السادس إلى السلطة، وكان من اللازم على البرلمان أن يُبرز ذلك، ويظهر الفرق القائم بين المغرب ودول عربية أخرى، إلا أن ذلك لم يتحقق مع الأسف، وأنا أتساءل عن الأسباب التي تجعل الحكومة لا تتجاوب مع دعوات البرلمانيين.أشير، كذلك، إلى أنني في الولاية السابقة، وبصفتي رئيسا لفريق برلماني، طالبت بحضور وزير يُشرف على قطاع حيوي، لكنني لم أتلق أي رد.على مستوى الرقابة البرلمانية، وإلى جانب عدم حضور الوزراء في بعض الأحيان، في الجلسات العامة، يلاحظ، أيضا، أن الحكومة لا تحترم القوانين والمساطر الجاري بها العمل، ففي أحيان كثيرة يُطرح سؤال آني، إلا أن الحكومة تتلكأ، وتتعمد عدم الإجابة حتى يفقد السؤال طابعه الآني، وفي هذه الحالة، أتساءل عن جدوى طرح سؤال، هو في الأصل آني، لكنه لا يصبح كذلك بعد تأخر الحكومة عن الإجابة عنه؟ إن هذه من بين العوامل التي تُسهم في إضعاف العمل البرلماني. *عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين الأنصاري*: الوزراء لا يتحملون المسؤوليةلا أعتقد أن أعضاء الحكومة يتحملون المسؤولية في عدم الحضور إلى اللجان حينما تُوجه إليهم الدعوة، لتدارس قضايا ومواضيع محددة. إن الطلبات تُقدم من طرف رؤساء اللجان الدائمة، عن طريق المجلس، ولا أظن أن عضوا في الحكومة لا يمكنه أن يستجيب إلى دعوات اللجان، إذا كان رئيس اللجنة جادا وحازما في طلبه، وقُدم الطلب في الوقت المناسب. أعتقد أن في الأمر مبالغة، بل يمكن القول إنها مجرد مزايدة على الحكومة. إن المشكل في الفرق والبرلمانيين أنفسهم، وليس في أعضاء الحكومة، وهنا أطالب بتقديم نوع من النقد الذاتي، حتى لا نبالغ في الشكوى، وفي الادعاء بأن الوزراء لا يستجيبون لطلبات الفرق.إنني أنطلق من تجربتي الذاتية، إذ كنت رئيسا للجنة لمدة 12 سنة، ولم يسبق أن عاينت تلكؤا أو ترددا من طرف وزير أو مدير مؤسسة عمومية في الحضور إلى اللجنة، حينما توجه إليه الدعوة.على مستوى الجلسات العامة، من المعلوم أن هناك ظروفا خاصا تبرر غياب أعضاء الحكومة عن الجلسات العامة المخصصة للأسئلة الشفوية، وتتجلى، بالخصوص، في المشاركة في نشاط ملكي، أو وجود الوزير في مهمة خارج المغرب. في بعض الأحيان يحدث ذلك، ولكن الأهم هو أن نتحدث عن التضامن الحكومي، فالحكومة تُجيب عن أسئلة البرلمانيين، حتى في غياب بعض وزرائها، بفضل التضامن الحكومي الذي يسمح بأن ينوب وزير عن زميل له في الإجابة عن أسئلة البرلمانيين، والقول إن الوزراء يغيبون عن الجلسات العامة فيه مبالغة، إذ لم يحدث أن امتنعت الحكومة عن الإجابة عن أسئلة البرلمانيين، لأن الوزراء ينوبون عن بعضهم.* رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين جمال بورفيسي

“فاص أفاص”: البرلمان ينتقد غياب الحكومة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"ناس سوسيكا... لنعبر بالحركة" في 28 ماي الجاري

برلمانيو ومستشارو "البام" يرفضون الانشقاق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات