“الصباح” تتبع خطوات المتهمين الثلاثة الجدد بخلية آسفي

الأول بارع في إصلاح الهواتف والثاني كان ينتمي إلى الدعوة والتبليغ لم يكد سكان آسفي، يستوعبون تلك الصدمة، التي خلفها اعتقال ثلاثة متهمين في تفجير مقهى أركانة بمراكش، والذين ينتمون إلى آسفي، حتى جاء اعتقال ثلاثة متهمين آخرين، ينتمون جميعهم إلى المنطقة الجنوبية سيدي واصل، حيث منزل المتهم الرئيسي عادل العثماني، وحيكم الداح. المتهمون الثلاثة، لهم قاسم مشترك يجمعهم وهو علاقتهم بحكيم الداح وعادل العثماني، علاقة أكدها أكثر من مصدر، والتي تبدأ بلقاءات أمام مسجد الحي، وانتهاء بالتدريب بغابة العرعار.يعتبر المتهم الأول إبراهيم بارعا في إصلاح الهواتف المحمولة، ما جعله يكتسب سمعة كبيرة داخل المدينة، في حين أن المتهم الثاني عز الدين، ذو مستوى دراسي محدود، ويقتصر عمله على بيع الهواتف "بالخردة". أما المتهم الثالث، وديع، الذي يعتبر أصغر المعتقلين، والذي يمتهن الخياطة، (المستوى الدراسي إعدادي)، فالمعطيات التي حصلت عليها "الصباح" تشير إلى أنه كان ينتمي إلى جماعة الدعوة والتبليغ..."الصباح"، زارت الأحياء التي يقطنها المتهمون الثلاثة، واستقت آراء الناس حولهم، وطبيعة ظروفهم وعلاقاتهم بمحطيهم. دفع اعتقال ثلاثة مشتبه فيهم جدد بآسفي، على خلفية ملف تفجير أركانة بأسر المعتقلين إلى مغادرة بيوتهم في اتجاه منازل أخرى، لم يفصح عنها الجيران، وذلك دفعا للعار والفضيحة، وهروبا من مطاردة الصحافة، يقول قريب أحد المعتقلين.فخلال بداية الأسبوع الجاري، جرى اعتقال ثلاثة متهمين، ويتعلق الأمر بكل من إبراهيم وعز الدين لشداري ووديع سقيربة، وتشير المعطيات الأولية التي حصلت عليها الصباح، إلى أن المتهمين الثلاثة كانت لهم علاقة بالمتهم حكيم الداح، الذي اعتقل في وقت سابق رفقة عادل العثماني وعبد الصمد البيطار.إبراهيم... البراعة في إصلاح الهواتفكان أول من اعتقل من بين المتهمين الثلاثة، هو إبراهيم. ش، وذلك بعدما قصد المصالح الأمنية للتبليغ عن وجود دراجة نارية مملوكة لحكيم الداح بحوزته ليتم التحقيق معه في شأن العلاقة التي تربطه بحكيم، إذ تبين أن إبراهيم، هو من قام ببيع الهاتف الذي تم استعماله في عملية التفجير، بالإضافة إلى بعض اللوازم الأخرى.وأكد مصدر مقرب من إبراهيم، أن الأخير بعد تردد دام عدة أيام قرر التوجه إلى مقر مصلحة الشرطة للتبليغ عن الواقعة.وكان إبراهيم يعيش حياة وصفها جيرانه بالطبيعية بتجزئة سمية بحي المطار بآسفي، كما يعتبر من بين أبرز المتخصصين في إصلاح الهواتف المحمولة بأسفي، ويملك محلا مخصصا لهذا الغرض بزنقة الفوسفاط حي الكورس، والذي لا يبعد سوى ببضعة أمتار عن مقر سكنى "حكيم الداح".وتشير مصادر مقربة من عائلة إبراهيم.ش إلى أن عناصر الشرطة لم تقم بأية عملية تفتيش أو مضايقات للأسرة، واكتفت بإيقاف المشتبه فيه، والذي مازال البحث جاريا معه.وتشير العديد من الروايات التي استقتها "الصباح" من تجزئة سمية، حيث يقطن المتهم إبراهيم.ش، إلى أن الأخير كان منضبطا ويؤدي جميع صلواته بالمسجد، كما أنه يعيش وضعا اجتماعيا مستقرا، ولم تظهر عليه أي علامات للتشدد، يقول أحد الجيران."هاذ الشي راه مصيبة السيد كان كايعيش عادي، حتى شدوه في قضية ديال الإرهاب"، يقول شيخ في عقده السابع تقريبا يجلس القرفصاء بالزقاق الذي يوجد به منزل "إبراهيم.ش".ويؤكد مصدر مقرب من إبراهيم، إلى أن الأخير كانت تربطه علاقة صداقة بحكيم، الذي كان يتردد عليه دوما بمحله التجاري، ويقضي رفقته وقتا غير يسير.كما كان يتردد عليه من حين لآخر، عادل العثماني المتهم الرئيسي في الملف، وهي المعطيات نفسها التي أكدتها العديد من المصادر ل "الصباح".ويتميز إبراهيم، حسب العديد من الروايات، بأنه بارع في إصلاح الهواتف المحمولة، ما جعله يكتسب شهرة كبيرة بآسفي والنواحي، وصار يتردد عليه العديد من الراغبين في إصلاح الهواتف "راه كيف ما كان البورطابل كايصلحوا إبراهيم، داك الشي عندو في الدم".لكن أسرة المعني بالأمر، تؤكد أن ابنها إبراهيم، ليس مصلح هواتف، وكل ما تعرفه عنه، أنه يقوم ببيع الأجهزة الإلكترونية كالصحون الهوائية.عزالدين... في البدء كانت صداقةالمتهم الثاني الذي اعتقل، أخيرا، بمركز اللويحات جماعة الخوالقة إقليم اليوسفية، في حدود الساعة الثالثة صباحا، يدعى عز الدين لشداري المزداد سنة 1979، غير متزوج يقطن بزنقة السلسلة بحي القليعة سيدي واصل، بالمنطقة الجنوبية لآسفي، والذي يشتغل بائعا للأحذية المستعملة.نشأ عز الدين وترعرع وسط أسرة فقيرة، مكونة من عدة إخوة، إنسان طبيعي ومواظب على صلواته. ويشير العديد من سكان الحي الذي يقطنه، إلى أن عز الدين كان كتوما، وله علاقات محدودة، إذ يعتبر حكيم الداح وإبراهيم .ش، من بين أبرز أصدقائه.كما تم إيقاف شقيق عز الدين، وجرى التحقيق معه قبل إخلاء سبيله من طرف عناصر الفرقة الوطنية.وفي الوقت الذي تعذر فيه العثور على شقيق عز الدين، أشارت مصادر مطلعة إلى أن الفرقة الوطنية، انصبت أسئلتها حول علاقة عز الدين بحكيم الداح وإبراهيم شداري، ومدى معرفة الأول بوقوع التفجير، وحول ما إذا كان يتردد على مكان تجريب المتفجرات بسيدي دنيال بطريق الصويرية القديمة.وأجمعت العديد من الشهادات لسكان زنقة السلسلة،على أن عز الدين، كان يبدو طبيعيا، "إلى أن تفاجأنا بتورطه في هذه القضية واعتقاله من طرف الشرطة... لم نصدق الأمر في بدايته، لكن بعد مدة تبين أن الأمر فعلا حقيقة لا غبار عليها"، يقول أحد المواطنين.أما "أحمد.ت" أحد أفراد عائلة عز الدين، فأكد ل "الصباح"، "أن الأخير معروف ب"أنه كايقلب على رزقو، وإنسان ملتزم ماعزيزش عليه قلة الحيا أو قلة الدين، داخل سوق راسو، ولكن ما كناش نعتقد أنه غادي تكون عندو علاقة مع هاذ ولاد الحرام لي دارو ديك المصيبة".وأضاف أحمد، "أسرة عز الدين، اليوم لا تطالب سوى بالحقيقة، "إذا كان داير شي حاجة خاصو ياخذ الجزاء ديالو، ولكن إلى ما كانش إيردوه لعائلتو..".وحسب معطيات حصلت عليها "الصباح"، فإن عز الدين، اعتقل مباشرة بعد اعتقال إبراهيم من طرف عناصر الفرقة الوطنية.وديع... العائد من جبة الدعوة والتبليغبعد اعتقال عز الدين، اعتقل وديع المزداد سنة 1982، والقاطن بحي المسجد الزنقة 6، بسيدي واصل على بعد أمتار قليلة من منزل عادل العثماني.وتم حجز مجموعة من الكتب الدينية لديه، وكان يتردد عليه عادل العثماني وحكيم الداح وإبراهيم.ش.وحسب مجموعة من المعطيات، فوديع كان ملتزما، وسبق أن انتمى إلى جماعة الدعوة والتبليغ، قبل أن ينسحب منها بعدما تبين له "فساد منهجها"، يقول أحد المواطنين، لكن ذلك لا يعني أنه كان متشددا إلى درجة قصوى، بل كان طبيعيا، رغم أنه يرتدي الزي الأفغاني وذو لحية"، يضيف المتحدث ذاته الذي يقطن بجوار منزل أسرة وديع.وتشير مصادر مطلعة، إلى أن المعني بالأمر متزوج وزوجته حامل في شهرها الثالث، حفظ القرآن الكريم بمنطقة الزمامرة، وتعلم الخياطة التقليدية على يد شقيقه.الأسرة غادرت في اليوم الموالي لاعتقال ابنها إلى وجهة مجهولة، هروبا من مطاردة الصحافة، لأن أسرته "على قد الحال وما قادرين على صداع الراس، راهم غاديين اتفقسوا على هاذ الشي اللي وقع".وأكدت مصادر مطلعة، أن بعد تفجير مقهى أركانة بثلاثة أيام، لوحظ وديع رفقة عادل العثماني، بحي بوعودة بالكورس، حيث يوجد منزل أسرة العثماني، المتهم الرئيسي في تفجير أركانة، وغادر رفقته الحي إلى وجهة مجهولة، يؤكد شهود عيان.كما أن وديع، الذي يشتغل خياطا كان يتأخر بعد صلاة العشاء إلى ساعة متأخرة.وتؤكد مصادر مطلعة إلى أن وديع، تخلى في الفترة الأخيرة عن الخياطة، وأصبح يتعاطى علاج الصرع، وغسل الأموات والحجامة.لوحظ أمام باب المسجد في الفترة الأخيرة، رفقة كل من حكيم الداح وعادل العثماني، وهو الأمر الذي كان يثير العديد من المصلين "راه كا يخرجوا هوما الأولين مباشرة بعد صلاة العشاء، ويبقاو شادين الهضرة قدام باب المسجد، أوناس باقين كتصلي الشفع والوتر"، يقول أحد المصلين بمسجد بوعودة، حيث كان المتهمون يؤدون الصلاة جماعة.كما تشير معطيات إلى أن المتهمين الستة، كانوا يزاولون رياضة الجري والتداريب بغابة العرعار قرب مفتاح الخير بالمنطقة الشمالية للمدينة ثلاث مرات في الأسبوع، مباشرة بعد صلاة الصبح. خلية الزاوية... واقع مر القاسم المشترك بين المتهمين الخمسة، هو انتماؤهم إلى المنطقة الجنوبية بآسفي، وهي من المناطق الأكثر هامشية، والتي تعرف وجود العديد من البنايات العشوائية، ومرتعا لشتى صنوف الانحراف.الأكثر من ذلك، فهذه المنطقة، تعتبر خزانا للأصوات الانتخابية، حيث يتم استغلال فقر الناس وحاجتهم، لتحويل ذلك إلى سندات انتخابية، إذ أن نسبة التصويت تكون مرتفعة بهذه المنطقة مقارنة مع الأحياء الشمالية بالمدينة، والتي تكون فيها نسبة التصويت، حسب الانتخابات الأخيرة أقل من20 في المائة.كما تعتبر منطقة الزاوية، النواة الأساسية لحركة 20 فبراير بآسفي، بحكم أن اغلب المشاركين في الوقفات والمسيرات التي تنظمها الحركة ينتمون إلى هذه الأحياء، أضف إلى ذلك، أن أغلب تنسيقيات محاربة الغلاء، كانت انطلاقتها من هذه الأحياء.هذا الأمر يفسره، أحد المتهمين بالشأن المحلي، بأن هذه المنطقة، نظرا للفقر المتفشي فيها، وكذا البطالة المستشرية بين صفوف أغلب سكانها، مقارنة مع المنطقة الشمالية، عوامل جعلت من هؤلاء السكان، أداة يتم توظيفها في العديد من المحطات، سواء انتخابية أو احتجاجية.وتجمع العديد من الآراء على أن هذه المنطقة عرفت لسنوات عدة تهميشا مطلقا، وتحولت خلال إحدى الفترات الانتخابية، خصوصا مع بداية التسعينات إلى مقبرة للمشاريع، حيث العديد من المشاريع التي التهمت الملايير تحولت إلى خراب لعدم إتمام الأشغال بها، وتحولها إلى أوكار للمنحرفين.إلى ذلك، قال سمير كودار، نائب رئيس المجلس الحضري لآسفي، أن هذا الحادث، لا يعني أن مدينة آسفي تفرخ الإرهاب، لأن الأخير لا وطن له، ولا يسعنا سوى التنديد بذلك وإدانته.وأضاف كودار، أن هذا الوضع، يتطلب من مختلف المتدخلين من مجالس منتخبة وقطاعات حكومية، التفكير في تنمية المنطقة الجنوبية لآسفي، وخلق مشاريع كبرى بالمدينة، لفك العزلة عنها، كإنجاز مشروع الطريق السيار آسفي الجديدة، والطريق السريع آسفي مراكش...إعداد: محمد العوال (آسفي)

“الصباح” تتبع خطوات المتهمين الثلاثة الجدد بخلية آسفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مشروع قانون لحماية الحيوانات المتوحشة

سكان بالشاوية يعتصمون أمام القيادة الجهوية للدرك بسطات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات