الإرهاب و”الصباط”..علاقة حب مجوسية

عبد الحق بنتاصر وعادل العثماني وعبد الحق بطار وعبد الحكيم الداح مشتبه فيهم بروائح عطنة بعد أسبوع من البحث والتدقيق والتمحيص في بقايا تفجير أركانة الإرهابي، وجد محققو عبد اللطيف الحموشي، مدير مديرية مراقبة التراب الوطني، أن القضية، مرة أخرى، فيها "سبرديلة" و"صباط" عطنين، استلهم منهماثلاثة شباب، في عمر الزهور، أفكارا كريهة تحولت إلا وديان دماء في جامع الفنا استثنت، لحكمة لا يعرفها سوى الضالعون في الإرهاب، المنقبات وأزواجهن فـــقط.في كل بلاد الدنيا، التي شهدت تفجيرات إرهابية باسم الدين والعراق وفلسطين، تقود خيوط التحريات مباشرة إلى ملامح مهندسين معماريين وأطباء وخبراء برمجيات ومهندسي كمبيوتر ودكاترة في الكيمياء، إلا في هذه البلاد السعيدة التي لا يحالفها الحظ حتى في إرهابييها، فما أن تكشف الأجهزة بطائق هوياتهم حتى تطلع منها رائحة الجلد والقماش والملابس المستعملة "البال"، أو يصعد منها عبق "الخودنجال" والأعشاب غير الطبية ودخان الشحوم والمأكولات الخفيفة.سيرة حياتهم تفضحهم باستمرار، وهي عادة، ما تبدأ في دكان لبيع الأحذية المستعملة، أو وراء عربة تجرها دابة يمارس بها الواحد منهم عملية تمويه على المقدم والشيخ والقايد، وما إن يتوصل بكلمة السر حتى يمد يده لفك صاعق حزام متفجر، أو تركيب رقم حقيبة مفـخخة.فما هي العلاقة المفترضة بين الإرهاب بصيغته المغربية و"الصباط"، هل لأن أصحاب الأحذية "يسخن عليهم رأسهم"، فجأة، من فرط إقامتهم في فضاء نتن تؤثثه الروائح الكريهة و"الكولا" و"السوميلا"؟ أم لأنهم يقضون سواد حياتهم في النظر إلى تحت، لذلك يختمونها بالضرب تحت حزام الوطن؟ أم أنهم يهبون أنفسهم إلى الانفجار لإحساس دفين بوجود "صباط" ضخم فوق رؤوسهم في تعبير مجازي عن "الحكرة"؟ أو ربما اقتداء بذاك الصحافي العراقي الذي أراد تحرير بلده من الاحتلال الأمريكي برمي جورج بوش الابن بفردتي "برودكان" جلبهما خصيصا لهذا الغرض، فلا العراق تحررت ولا بوش لطمه الحذاء في وجهه، ولا الصحافي "المسخوط" حافظ على عمله.مساء الجمعة 16 ماي 2003، حين اهتزت مدينة الدار البيضاء على وقع خمسة انفجارات إيذانا بنهاية مغرب الاستثناء، لم يتعب رجال الأمن كثيرا في العثور على بصمات عبد الحق بنتاصر الذي كان يلقب، قيد حياته، بـ"مول الصباط"، لامتلاكه محلا لبيع الأحذية بفاس، حيث تم اعتقاله يوم 21 ماي من السنة نفسها من أمام منزله، قبل أن يُعلن يوم 28 ماي عن وفاته ومعه الكثير من الأسرار حول تفجيرات الدار البيضاء، وأساسا حول قصة الحب المجوسية هذه (حسب تعبير الرائع عبد الرحمان منيف) بين الإرهاب والصباط. وتشاء الصدف العطنة أن تسافر القصة نفسها من فاس إلى آسفي لتفرخ لنا ثلاثة متهمين آخرين تم ضبطهم متلبسين بحالة "صباط".واقعيا، لا توجد علاقة بين الحذاء والدم، (لا نتحدث هنا عن الحذاء البلاستيكي العجيب الذي يرتديه أغلب المشتغلين في المجازر البلدية والخاصة)، كما أن كتب فك الطلاسم والأحلام والكوابيس لا تسعف كثيرا في فهم هذه العلاقة ذات الخصوصية المغربية بين الإرهاب و"الصباط"، فهناك مثلا رؤية الحذاء البالي والقذر في الحلم الذي يعني عدم استجابة صاحبه للانتقادات الموجهة إليه واحتمال تكالب الأعداء عليه، أو الحذاء الذي دهن باللون الأسود الذي يعني تحسنا مرتقبا في أحوال صاحبه وحدثا مهما قد يدخل السرور والرضا إلى قلبه.وتعني رؤية الحذاء الجديد أن تعييرات مهمة قد تطرأ في المستقبل، أما إذا رأيت رباط "صباطك" مفكوكا، فتأكد أن متاعب وخسائر ومشاكل صحية في انتظارك لا قدر الله، كما يعني الحذاء الضائع الخصام والهجران والطلاق، لكن لا أحد من المفسرين ربط وضعية ما لحذاء معين بتفجير أو حادث دموي أو خسائر في الأرواح، أو عمل إرهابي مقيت، لأن العيب في المادة السوداء القابعة في جمجمة "مول الصباط" وليس في "الصباط" في حد ذاته. يوسف الساكت

الإرهاب و”الصباط”..علاقة حب مجوسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفجيرات 16 ماي أنهت الاستثناء المغربي

أنصار المهدي والتونسي والمرابطون الجدد... مسميات لتنظيم واحد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات