تتويج مسرحية “آخر بني سراج” التونسية بمهرجان فاس

اسم المرحومة فاطمة شبشوب أطلق على الدورة اعترافا بمسارها الجمعوي والإبداعي هيمنت مسرحية "آخر بني سراج" لفرقة داود للإنتاج التونسية، على جوائز الدورة السابعة لمهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي، دورة المرحومة فاطمة شبشوب، المنظمة بين فاتح وسابع ماي الجاري، بالمركب الثقافي "البلدي الحرية" بالمدينة، من طرف فرع النقابة المغربية لمحترفي المسرح، بمشاركة تسع فرق تونسية وفرنسية ومغربية خاصة من فاس وجرادة. وحازت نصف الجوائز، بما فيها جائزة المهرجان وجائزتا أحسن إخراج، ودور نسائي الذي فازت به سارة الحلاوي عن دورها "بلانكا". وفاز خالد ازويشي بجائزة أحسن تشخيص رجالي عن دوره في مسرحية "لعبة الحرية" لنادي المرآة بفاس، بينما حازت زينب مقداد، جائزة أحسن سينوغرافيا عن مسرحية "الجدار"، وتوجت "أبو الغرائب في بلاد العجائب"، بجائزة أحسن نص. وتحكي المسرحية التونسية المتوجة، لمخرجها حسن المودن، التي اقتبسها إدريس جابر عن قصة رينيه دي شاتوريان، قصة هاجر الفتاة التي انقطعت عن الكتابة منذ سنين، وهي واقفة على أطلال الحمراء تستعيد إمكانيات الإلهام، في ظل تداعي الصور والذكريات، وتنفس الأحجار والظلال، فإذا بها تقتفي أثر عاشقين جمعهما الحب وفرقتهما الحياة، في غرناطة المستباحة. ونوهت لجنة التحكيم، في تقريرها، بنسرين المنجى وهاجر الرماني عن دوريهما في مسرحيتي "أبو الغرائب في بلاد العجائب" لجمعية نجوم للثقافة والفن بفاس، و"الجدار" لفاطمة مكداد، والفرنسي روبيل جيل (84 سنة). ونوهت بأحسن سينوغرافيا لحسن صابر عن مسرحية "لعبة الحرية"، وجون جاك تيسيي كأفضل إخراج عن مسرحيته "ريح الشعوب". وترأس أحمد مسعايا، لجنة تحكيم المهرجان الذي اختتم ليلة السبت الماضي بتكريم الفنانين محمد المغراوي وفاطمة مستعد وإدريس المعناوي. وتشكلت من الفنانة بشرى أهريش وحميد التشيش ومصطفى الرمضاني وعبد الرحيم الحلوي. وأكدت في تقريرها، تحقيق الدورة ما كانت تصبو إليه، بينما احتجت مشاركة بشدة وكلمات نابية، على نتائجها، وهي تمتطي سيارتها. وأثنت الشهادات المقدمة في حق المحتفى بهم الثلاثة، على دورهم في إثراء الساحة المسرحية، وجهودهم البارزة في ذلك، وهم الذين عايشوا جيل الرواد، وكانوا دوما من المسرحيين الجادين الذين ساهموا في إكساب المسرح المغربي، هويته أيام النضال وما تلاها من أيام الزمن الجميل، حيث سردوا كرونولوجيا مساراتهم الفنية منذ البداية إلى الآن. ووصف الجامعي إدريس الذهبي، الفنانة فاطمة مستعد التي أبدعت في المسرح والزجل والبحث الأكاديمي، ب"الكوكبة الفريدة من النجوم التي سطعت في الثقافة العربية"، بعد أن لخص الفنان إدريس الفيلالي المعروف ب"الشوكة"، حياتها في قصيدة مرتجلة، علقت عليها المحتفى بها، بقولها إن هذا الفنان "كيعرفني من اللي كنت كنمشي حفيانة في دروب باب الفتوح".وقال المخرج حسن العلوي المراني، في شهادته في حق إدريس المعناوي "الفنان المخضرم الذي عاش حياته مخلصا للمسرح"، إن علاقته به تؤرخ لبداياته الأولى في المسرح، وأكد أن با إدريس الأخ والصديق والفنان، "أحب المسرح، فوهبه حياته"، و"لي معه شريط ذكريات جميلة وصعبة"، باعتباره فنانا مناضلا و"محرك المسرح الهاوي، أو "إدريس المخ" كما وصفه. وحكى أن "با إدريس"، كان يمكن أن يكون ربانا بعد نجاحه في مباراة ولوج الميدان، لكنه "تمرد وفضل الطيران على جناح المسرح"، مذكرا وهو يستعرض شريط ذكرياته معه، بقوله "يلا ما طاحتش شي بطانة ف هذا المسرح، ما غادي يكون مسرح"، وتأكيده "أنا أحيا بالمعاناة"، في إشارة منه إلى نسبة ما جناه من هذا الفن الذي وهبه كل حياته دون أن يستفيد ماديا.وقال المسرحي إدريس خشلة، في شهادته في حق محمد المغراوي الذي "عايش أجيالا وأخلص للركح"، أنه "يختلف في أناقته عن كل المسرحيين الذين أعرفهم لتوفره على عفة نفس غير مسبوقة، إلى حد يعتبرها البعض تكبرا"، ساردا أهم سمات البدايات الأولى لهذا الفنان الذي يصعب اختزال مساره في لحظات، وهو "الأنيق الرائع في سلوكه كفنان يحب الجميع".وأطلق اسم المرحومة فاطمة شبشوب التي كرست حياتها للإبداع، على هذه الدورة، ردا للجميل واعترافا بمسارها الجمعوي والإبداعي، وهي التي ألفت دواوين "تهليلة الحب" و"حروف من نار"، وترجمت ديوان سعيدة المنبهي، كناش "طبيق الورد"، وكانت بدايتها في تشخيص مسرحية "اللي كذب على الملايكة" من تأليف المصري علي سالم. وحاولت ندوة "دور الإعلام في النهوض بالمسرح المغربي" المنظمة بمناسبة المهرجان، الإجابة عن جملة من الأسئلة المتعلقة بمدى مواكبة الإعلام للعروض والملتقيات والمهرجانات، ومدى استطاعته الحفاظ على هذه الوتيرة في الإعلان والمواكبة والقراءة الانطباعية أو التحليلية، وأوجه تقاعسه عن القيام بدوره خاصة في مواكبة انتعاش الحركة المسرحية. حميد الأبيض (فاس)

تتويج مسرحية “آخر بني سراج” التونسية بمهرجان فاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العرض الأول لمسرحية "لالة بنكة في العمارية"

الرباط تحتضن تظاهرة "المسرح الآخر جزيرة الكنز"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات