مطعم “أركانة” يتحول إلى مزار سياحي

سكان مراكش يدافعون عن السياحة بالمدينة بعد التفجير الإرهابي بالابتسام في وجوه السياح عاد الهدوء إلى مراكش، وبالأخص إلى ساحة جامع لفنا، وتحول مطعم "أركانة" إلى مزار للسياح الأجانب والزوار المغاربة، الذين يختارون مواساة الضحايا عن طريق وضع الورود وإيقاد الشموع في تعبير عن رفضهم للإرهاب الذي حاول قتل البهجة في ساحة تراثية عالمية. ما تزال فرق الشرطة العلمية رغم انتهائها من تحديد هويات الضحايا في مسرح الحادث تواصل أبحاثها للعثور على مؤشرات يمكن أن تقود إلى تحديد هوية منفذي العملية الإرهابية. الحمض النووي لتحديد هويات قتلى مسؤول في الشرطة العلمية: استخدمنا أدوات تنظيف الأسنان وخصلات شعر لتحديد هويات ضحايا نجحت فرق الشرطة العلمية المغربية، ظهر يوم الأحد الماضي، في تحديد هويات جميع قتلى تفجير مطعم أركانة بساحة جامع الفنا بمدينة مراكش، ويتعلق الأمر بـ 16 ضحية منهم 13 أجنبيا.وحسب مسؤول في الفرقة المركزية للشرطة العلمية، فإن فرق البحث انقسمت إلى مجموعات، تولت إحداها مهمة تحديد هويات الضحايا، وباشرت مهمتها بعد ساعة ونصف من وقوع الحادث، واعتمدت في ذلك على تقنية الحمض النووي بالنسبة إلى الضحايا الأجانب أما بخصوص القتيلين المغربيين فحددت هويتهما في الدقائق الأولى على اعتبار أنه عثر بحوزتهما على بطاقتي تعريفهما الوطنية، ما سهل الاتصال بعائلاتهما لتتأكد عن طريق معاينة جثثيهما من هويتهما.وقال المسؤول نفسه "إن خمسة من الأجانب تعرفنا على هوياتهم بناء على وثائق السفر التي عثرنا عليها بحوزتهم بعد وقوف التفجير، أما باقي الضحايا فجرى تحديد هوياتهم بناء على تقنية الحمض النووي".وصرح المسؤول في الفرقة المركزية للشرطة العلمية أنه بالنسبة إلى الأجانب الذين لا يتوفرون على جوازات سفر بيومترية لإجراء تقنية مطابقة البصمات اعتمادا على قواعد المعطيات سواء لدى الإدارة العامة للأمن الوطني ولدى المصالح الأجنبية التابعين لها، اضطررنا إلى الانتقال إلى الفنادق المرجح أنهم كانوا نزلاء فيها لأخذ عينات من الحامض النووي لمطابقته بالعينات التي أخذت من أشلاء الضحايا، لأجل هذا أخذت عينات من أدوات تنظيف الأسنان وخصلات الشعر التي عثر عليها على أفرشة النوم أو في الحمام، وهو ما قاد إلى تحديد هويات الضحايا في زمن قياسي. وتفيد الحصيلة النهائية أن تفجير مراكش خلف مقتل مغربيين وثمانية فرنسيين وبريطاني واحد وكنديين (2) وهولندي وبرتغالي وسويسري.واعتمد في عملية تشخيص هويات الضحايا على تحديد هويات ضحايا بصمات الأصابع والحمض النووي وعلم الأسنان.وأكدت مصادر بقسم الطب الشرعي بمراكش أن بعض الضحايا حددت هوياتهم في الساعات الأولى التي أعقبت التفجير، وذلك بفضل الرقم الأخضر الذي وضعته وزارة الداخلية رهن إشارة كل من يبحث عن معلومات حول ضحايا حادث مطعم أركانة.وما يزال يتلقى العلاج في المستشفى العسكري ابن سينا ومستشفى ابن طفيل 7 جرحى، ويتعلق بثلاثة فرنسيين ومغربيين وهولندي.ونقل سبعة جرحى بينهم روسيان إلى بلدانهم بعد تلقيهم العلاجات الأولية في مستشفى ابن طفيل، في الوقت الذي غادر فيه تسعة جرحى المستشفى نفسه بعد تلقيهم الإسعافات الضرورية.وأشادت فرق الشرطة العلمية الفرنسية والإسبانية المشاركة في عمليات البحث بمستوى محققي الشرطة العلمية المغربية، على اعتبار أنهم نجحوا في زمن قياسي في تحديد نوعية المتفجرات وهويات الضحايا، رغم أن أغلب الضحايا كانوا أجانب.وفي سياق متصل لفت أحد المحققين الأجانب المتابعين لهذا الملف أن استخدام تقنية التفجير عن بعد مشابهة للطريقة التي استخدمت في تفجيرات مدريد، ما يرجح أن التفجير يحمل بصمة القاعدة.وصرح المصدر نفسه أن تقنية التفجير تعكس بصمة خبرة الجهة التي تقف وراء التخطيط والتنفيذ، وأن من المحتمل أن تدبير العملية كان من طرف تنظيم له خبرة في تنفيذ العمليات الإرهابية، والذي من المحتمل أن يكون «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». ولم يستبعد المصدر ذاته أن يكون التفجير جرى التدبير له وتنفيذه من طرف خبير في صناعة المتفجرات ليس له أي انتماء، وإنما يؤمن بفكر القاعدة، واختار مدينة مراكش بحكم صيتها العالمي ليكون لعمليته وقع وتحبس أنفاس العالم من جديد مثلما فعلت تفجيرات 11 شتنبر وأحداث الدار البيضاء ومدريد. ومن جانب آخر، صرح مصدر مسؤول أن السلطات المغربية رفعت حالة اليقظة الأمنية إلى الدرجة القصوى، بحكم أن الخطر ما يزال قائما إلى حين اعتقال المتورطين في التخطيط لهذه العملية وليس فقط إيقاف منفذيها.ولم تؤثر تفجيرات مراكش على الرواج السياحي وحركة أفواج السياح الأجانب، إذ ما تزال الحركة عادية في ساحة جامع الفنا مثل السابق، بل إن «حلايقية» الساحة التاريخية متشبثون بالدفاع عنها لأنها، على حد وصفهما تراث ليس فقط للمغاربة وإنما للإنسانية جمعاء. "حلايقية" جامع لفنا يعيدون البهجة إلى أركانة رفضوا إعلان الحداد في الساحة ونزلوا بعد 24 ساعة من الحادث لبث الابتسامة بين الزوار خلافا للإستراتيجية التي اقترحها وزير السياحة خلال لقائه بمهنيي القطاع في مدينة مراكش، يوم السبت الماضي، أي عقب التفجير الإرهابي، قرر سكان مدينة البهجة الدفاع عن السياحة بمدينتهم بالابتسام في وجوه السياح، وإطلاق حملة لمحاربة أي تقطيبة ترتسم على وجوه زوار المدينة بسبب العملية الإرهابية التي هزت الساحة التاريخية التي تعتبر تراثا إنسانيا عالميا. وعبر مجموعة من «حلايقية» جامع الفنا أنهم قرروا بعد 24 ساعة من وقوع التفجير النزول إلى الساحة لمواصلة «البهجة» التي حاولت أيادي الإرهاب قتلها. وقال أحد الحلايقية في تصريح ل»الصباح» «كان البعض ينتظر منا إعلان الحداد في الساحة غير أننا قرارنا بالنزول لزرع البهجة بين زوار جامع الفنا تقبله الجميع بالترحيب واعتبروه قرارا شجاعا وينم عن وعي منا بمخططات خفافيش الظلام الذين يريدون جر المغرب إلى الوراء».ونظم مهنيو قطاع السياحة وقفة تضامنية مع ضحايا تفجير «أركانة» بساحة جامع الفنا، رفعوا خلالها شعار «ستواصل مراكش البهجة»، في تحد لما حدث يوم الخميس الأسود، بل إن مجموعة منهم تبرعوا بالدم لفائدة الجرحى الذين يتلقون العلاج في مستشفى ابن طفيل.وأعلن مهنيو و»حلايقة» جامع الفنا أنهم جميعا بمثابة «رجال أمن» سيحرسون الساحة التاريخية وسيدافعون عنها بأرواحهم، لأنها قلب المغرب ومن يريد استهدافها يستهدف جميع المغاربة، على حد تعبيرهم.وفي السياق نفسه طالب مهنيو القطاع بوضع مجموعة من كاميرات المراقبة في جميع أركان الساحة، على اعتبار أن ذلك سيسهل مراقبتها، موضحين أنه لو كانت هناك أكثر من ثلاث كاميرات قبل التفجير لنجحت المصالح الأمنية في تحديد هوية منفذ التفجير ولكان بالإمكان إحباط العملية حتى قبل تنفيذها.وتحول مطعم أركانة إلى مزار للسياح الأجانب وحتى الزوار المغاربة، بل إن لكل زائر طريقته في التضامن مع أسر ضحايا التفجير، إذ هناك من يوقد الشموع وهناك من يختار وضع إكليل من الزهور ترحما على القتلى، والأكثر من ذلك صادفت «الصباح» راهبا كنديا اختار قراءة الإنجيل ترحما على الضحايا ومنهم مواطن كندي، كان من المجندين في القوات المسلحة لدولة كندا.ومنذ يوم التفجير يزور كل يوم وفد رسمي سواء كان مغربيا أو أجنبيا مطعم «أركانة»، للاطلاع عن قرب على حجم الدمار الذي خلفه التفجير، لكن ما يلفت انتباه السياح الأجانب هي تلك البهجة الدائمة المرتسمة على وجوه سكان مراكش ورواد ساحة جامعة الفنا، والتي دفعت صحافية أوفدتها القناة السادسة الفرنسية إلى ختم ربورتاجها بالقول «أعشق مراكش منذ ثلاثة عقود وعشقتها بعد عملية أطلس آسني وسأعشقها بعد تفجير أركانة». أسماء عزو.. عابرة سبيل أصيبت في التفجير ما تزال أسماء عزو تتذكر تفاصيل ما حدث يوم الجمعة الماضي في حدود الساعة 11 و45 دقيقة، حين كانت تعبر أمام مطعم «أركانة» لتفاجأ بدوي انفجار قوي قبل أن تسقط على الأرض وتجد نفسها تحت ركام وفوقها أشلاء عدد من الضحايا.تقول أسماء «توجهت صباح ذلك اليوم إلى جامع لفنا للبحث عن عمل، ولدى مروري أمام مطعم «أركانة» وقع الانفجار وكان مهولا ومن شدته سقطت على الأرض لأجد نفسي تحت ركام وأشلاء، قبل أن ينتشلني مواطنون كانوا قريبين من مكان الحادث، لأنقل إلى المستشفى لأنني أصبت بجروح في أنحاء مختلفة من جسدي».ولم تتلق أسماء عزو العلاجات الضرورية في مستشفى ابن طفيل، رغم أنها أصيبت إصابة بليغة في الرأس، وهذا الأمر علقت عليه بالقول «لم يكشفوا علي بأي جهاز سكانير رغم أني قلت لهم إني أصبت في رأسي وأن الإصابة تؤلمني، فطمأنوني بالقول في حالة تكرار الألم عودي إلى المستشفى لنجري لك الفحوصات اللازمة».وتلقت أسماء عزو يوم الأحد الماضي رسالة مواساة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس سلمت لها من طرف مصالح الدرك الملكي. وعبرت عن اعتزازها بالالتفاتة الملكية.ويشار إلى أن أسماء عزو يتيمة الأب وتتحدر من المدينة العتيقة بمراكش، وهي عاطلة عن العمل. إنجاز: رضوان حفياني (موفد الصباح إلى مراكش)

مطعم “أركانة” يتحول إلى مزار سياحي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

افتتاح حديقة الحيوانات الجديدة بالرباط في علم الغيب

تفاصيل جديدة عن اغتيال زعيم القاعدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات