الإرهابيون يريدون إيقاف مسلسل الإصلاح في المغرب

تتابع كبريات عواصم العالم باهتمام كبير ما حدث في مراكش الأسبوع الماضي، التي ضربها انفجار إرهابي، هز مقهى أركانة الواقعة في ساحة جامع لفنا، ويتمنى مسؤولو العواصم نفسها، ألا يؤثر هذا الاعتداء على الإصلاحات السياسية لتحقيق الديمقراطية التي يشهدها هذا البلد المغاربي، وهو المطلب ذاته، الذي تنشده كل فعاليات المغرب، السياسية والنقابية والجمعوية والإعلامية.وندد السياسيون بمختلف أطيافهم وتلاوينهم، بهذا العمل الإجرامي، التي تعرضت له بلادنا في زحمة مسابقة الزمن من أجل إنجاز الأوراش الإصلاحية الكبرى، في مقدمتها ورش الإصلاح الدستوري و السياسي· كما أن منفذي هذا العمل الإرهابي، اختاروا وقتا مناسبا للتشويش وإدخال الشك على المسار الإصلاحي الذي انخرط فيه المغرب، الذي يطالب الجميع بأن يستمر حتى يحقق مبتغاه· ورغم أن الفعل الإجرامي الذي هز مراكش لم يود بحياة أي مواطن إسباني، فإن السلطات الحكومية المغربية، تعمل جاهدة من أجل إقناع الإسبانيين بالاستثمار في السياحة، ومنحها دفعة قوية، وتزامن هذا التحرك المغربي، مع وقوع هذا الاعتداء الذي استهدف القطاع السياحي، وهي عملية صعبة للغاية، علما أن وكالات الأسفار تضامنت مع المغرب وطالبت الإسبان بعدم إلغاء حجوزاتهم نحو المغرب واتخذت الأجهزة الأمنية الإسبانية إجراءات أمنية في الحدود مع المغرب، ورفعت من استنفارها الأمني تحسبا لأي طارئ، والأمر نفسه في باقي الدول الأوربية مثل فرنسا. وخصصت الجرائد الكبرى افتتاحياتها لهذا الحدث الإرهابي، ولا تستبعد جريدة ‘الباييس’ في افتتاحيتها المعنونة بـ «دماء في مراكش» عرقلة هذا الاعتداء لمسلسل المطالب الديمقراطية التي يرفعها المغاربة في إطار حركة 20 فبراير. وترى «الباييس»، أن الاعتداء تقف وراءه تنظيمات دينية متطرفة، سيما أن القاعدة هددت المغرب الأحد الماضي، فهي ترى أن جهات مختلفة عن التطرف الديني قد تستفيد من هذا الاعتداء، وذلك في إشارة واضحة إلى تيارات مناهضة للإصلاح في المغرب الذي تنشده أكبر سلطة في البلاد. وتحذر المصادر نفسها من مغبة التراجع عن طريق الإصلاح، إذ سيكون من غير المقبول وقف التطلعات الديمقراطية للشعب المغربي لدواعٍ أمنية. في السياق ذاته، قال خوان غويتيسولو، الكاتب الإسباني في تصريحات إعلامية متفرقة، إن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقهى «أركانة» في مراكش، يهدف إلى تقويض المسلسل الديمقراطي الذي انخرط فيه المغرب، مبرزا أن «الدافع وراء هذا الاعتداء واضح، وهو وقف المسلسل الديمقراطي» الذي أطلقه المغرب. وأشار الروائي الإسباني الشهير، الذي يقيم منذ عدة سنوات في مراكش، إلى أن هذا الاعتداء «الوحشي» في مراكش «لم يتسبب في أي إخلال بالنظام أو الذعر»، موضحا أن «الحياة عادت إلى وضعها الطبيعي بعد وقت قصير» من وقوع هذا الاعتداء الإرهابي. وأعرب الأديب الإسباني عن استيائه العميق لاستهداف ساحة جامع الفنا التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية (يونسكو) ضمن التراث الشفهي وغير المادي للبشرية من قبل هذا العمل الإرهابي الشنيع. وأكد مصدر حكومي رفيع المستوى أن الإصلاحات السياسية التي بدأها المغرب لن تتأثر رغم محاولات زعزعته، وذلك غداة الهجوم الإرهابي في مراكش، مضيفا أن الإصلاحات «لن تتوقف وسيكون المغرب أقوى في مقاومته كل المحاولات لزعزعة الاستقرار»، مضيفا «أننا ملتزمون بعملية إصلاح شاملة تطول كامل القطاعات ولن نتراجع فيها، إن القرار حازم». من جهته، اعتبر إدريس لشكر، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ان تفجيرات مراكش ‘لا تنفصل عن السياق الإقليمي والحراك الذي تعرفه المنطقة، حيث أن المغرب، على خلاف دول أخرى، ‘انخرط في حراك حضاري هادئ، وحوار مؤسساتي، انطلق على قاعدة خطاب ملكي قدم عرضا إصلاحيا قويا». وقال لشكر إن ‘المغرب يقدم نموذجا في الحوار الوطني السلمي المبشر بديمقراطية واعدة، ما يشكل استفزازا لخصومه من القوى الرجعية الظلامية المتحفزة لضرب التماسك الاجتماعي بالبلاد، من خلال محاولة يائسة ومحبطة، قصدت تحقيق صدى قوي عبر استهداف مكان ذي جاذبية سياحية عالمية»، داعيا إلى ‘التحلي بمزيد من الحذر واليقظة’، لمواجهة أي مخطط إرهابي، والثبات على المضي في المشروع الديمقراطي وتكريس دولة القانون والمؤسسات، معربا عن يقينه بأنه لا مجال للتخوف من انتكاسة في سياسة الانفتاح والديمقراطية، التي انخرطت فيها البلاد بمجموع قواها. عبدالله الكوزي

الإرهابيون يريدون إيقاف مسلسل الإصلاح في المغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكحل: الاعتداء يحمل بصمات القاعدة

أحزاب ونقابات وهيآت حقوقية تدين الاعتداء الإرهابي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات