مراكش تسترجع بهجتها وتتحدى الإرهاب

عودة الروح إلى جامع لفنا وجمعيات الساحة تستنكر لم يثن الإرهاب الذي ضرب مقهى أركانة سكان مراكش عن مواصلة حياة البهجة والمرح، إذ أصروا على استئناف نشاطهم المعهود، وأعادوا الروح والبهجة إلى أشهر ساحة في العالم، حيث الفرجة والحكاية والفن والمأكولات الشعبية بساحة جامع لفنا، أو كما يحلو للمراكشيين أن يسموها "جامع الربح". فبعد الحادث الإرهابي الذي استهدف مقهى أركانة، استرجعت ساحة جامع لفنا بهجتها، وروحها المعهودة، وشاعريتها، حيث حضور الفرق الموسيقية الأمازيغية، وغيرها تطرب الزوار بإيقاعات مختلفة تمثل تراث المغرب.سياح أجانب ومواطنون مغاربة أصروا على مواصلة الحياة، والاستمتاع بفرجة الحكواتيين، وباعة السندويتشات، والعرافات أو ما يعرف ب "الشوافات"، كل مكونات الساحة ذائعة الصيت عادت إلى أماكنها تدريجيا، ومزاولة مهامها، وإلى جانبهم، كان مهنيو السياحة يحملون أكاليل الورود، ليضعوها أمام مقهى أركانة، وهي المبادرة التي اقترحت من طرف جمال السعدي، رئيس جمعية المرشدين والمرافقين السياحيين بجهة مراكش.وتحدى المراكشيون الإرهاب، وخرجوا إلى ساحة جامع لفنا، التي امتلأت مساء يوم أول أمس (السبت) بالزوار الذين جاؤوا إلى جانب جمعيات المجتمع المدني، وشخصيات عمومية.لم يستطع حادث أركانة أن يثني مصطفى المعروف ب "التمساح"، وهو فكاهي شهير عن استئناف نشاطه بساحة جامع لفنا، وهو الذي قضى عشرات السنين يتردد على الساحة لتقديم فرجة الحلقة، إذ غالبا ما يقوم بانتقاد المتفرجين، مما يدخل مصطفى التمساح في أخذ ورد مع الجمهور.غير بعيد عن حلقة مصطفى التمساح، تجلس فرقة "الجيل"، والتي تردد الأغاني القديمة والخالدة لفرقة "جيل جيلالة"، فيما اختارت فرقة "الحوزي" الفضاء المجاور لبائعي عصير البرتقال لتقديم فرجتها، إلى جانب حلقة "الشلح ولعروبي"."الصباح" التقت مجموعة من الفعاليات من جمعيات تجار ومهنيين وحلايقية، استنكروا العملية الإجرامية التي استهدفت أركانة، وأكدوا ل"الصباح" أن الحياة عادت إلى طبيعتها مساء يوم الحادث، ووصفوا ما جرى بالجريمة النكراء.وتأكد المراكشيون من أن مدينتهم خلقت من أجل الفرجة والفرح، وكان خروجهم وتحديهم للإرهاب رسالة واضحة لمنفذي العملية، رغم أن قطاع السياحة الذي يعاني أصلا أزمة وتراجعا، قدره وزير السياحة ياسر الزناكي ب5 في المائة، ستزداد أزمته بعد الحادث الإرهابي.وقد ألغيت العديد من الحجوزات مباشرة بعد التفجير، لكن صور المراكشيين الذين يتحدون الإرهاب بالشموع والورود والكلمة والنغمة تساعد في إقناع بعض السياح بالمجيء إلى مدينة فتحت ذراعيها دائما للعالم، وشكلت دوما ملتقى للحضارات ومدينة للمواعد والملتقيات الدولية.إلى ذلك، عادت الحركة والنشاط بشكل تدريجي إلى مختلف أسواق مراكش.وعاينت "الصباح" جموع السياح الأجانب الذين يشكلون قوافل سياحية يتوجهون صوب أسواق المدينة الحمراء، خاصة أسواق السمارين، حيث الجمال والإتقان والجودة مضمونة بامتياز، في الوقت الذي فضل العديد من السياح التمتع بشمس مراكش الدافئة ومناظرها الطبيعية.ومن جانب آخر، رفعت المؤسسات السياحية المجاورة لساحة جامع لفنا درجة اليقظة إلى مستوى كبير، وعززت أمنها بفرق الأمن الخاص المزودة بتجهيزات حديثة للمراقبة، فيما استقبلت مقاهي الساحة، خاصة مقهى فرنسا ومقهى كلاصي، زبناءها بشكل عاد، خاصة الأجانب الذين يقصدون سطح المقاهي المذكورة للتمتع بمنظر الساحة المغري. واللافت للانتباه أن عدد المراكشيين والسياح الذين يقصدون الساحة بعد حادث مقهى أركانة، التي من المنتظر إلى تتحول إلى مزار لكل زائر أو ضيف على المغرب.واعتبر المحجوب رفوش، الرئيس المنتدب لجمعية منتجي ومصدري منتوجات الصناعة التقليدية ونائب عمدة المدينة في تصريح ل"الصباح" أن الحادث عمل إجرامي شنيع، وأن مراكش صامدة، والتجار كلهم مستعدون للوقوف جنبا إلى جنب من أجل تجاوز هذه المحنة، وبالتالي إعادة الروح إلى المدينة التي ستظل قبلة للسياحة الدولية ووجهة مفضلة للسياح المغاربة والأجانب على حد سواء. منع مستخدمي أركانة من رفع لافتة أمام جلالة الملك أكدت مصادر مطلعة ل"الصباح" أن أجهزة أمنية منعت 13 مستخدما بمقهى أركانة بساحة جامع لفنا بمراكش من الناجين من الانفجار من رفع لافتة يرحبون من خلالها بزيارة جلالة الملك محمد السادس لساحة جامع لفنا، ومقهى أركانة أول أمس (السبت)، وكان مستخدمو مقهى أركانة الذين التقتهم "الصباح" يودون توجيه الشكر الجزيل وتحية الملك وتقديم الولاء لجلالته على الرعاية والعناية التي أولاها للضحايا.إلى ذلك، ووري أول أمس (السبت) جثمان ياسين البوزيدي، النادل بمقهى أركانة من ضحايا الانفجار، بمقبرة حي أزلي الجنوبي بحضور محمد امهيدية والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، وحشد كبير من المواطنين من عائلة الضحية وسكان الحي.ومن جانب آخر، علمت الصباح أن سائحين روسيين (أحدهما ابن ملياردير روسي) غادرا المغرب على متن طائرة خاصة، كما غادر سائحان سويسريان المغرب، وكان السياح الأربعة ضمن المصابين، وقد ضرب حصار كبير حول هذه الشخصيات. نبيل الخافقي (مراكش)

مراكش تسترجع بهجتها وتتحدى الإرهاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مكاوي: البصمات الوسيلة الأنجع للوصول إلى الجناة

حركة 20 فبراير وعاطلون ينقذون احتفالات عيد العمال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات