حركة 20 فبراير تواجه التشرذم النقابي

دعا نشطاء حركة 20 فبراير، عموم النقابات المغربية الى مسيرة احتجاجية موحدة يوم فاتح ماي المصادف لعيد العمال، وأعلنت تنسيقيات الحركة في جميع المدن المغربية خروجها للتظاهر يوم فاتح ماي إلى جانب الطبقة العاملة، تعبيرا منها عن تضمانها مع الفئات الاجتماعية محدودة الدخل وتكريسا للتوجه الذي أخذته الحركة على عاتقها منذ خروجها إلى الشارع كموجه للتغيير المنشود، والذي ترجمته شعارات الحركة التي لامست من خلالها كل الملفات الاجتماعية من خلال المطالبة بالحق في الشغل والسكن والصحة... وانخراطها القوي في عدد من القضايا المرتبطة بتدبير الشأن المحلي.البعد الاجتماعي لحركة 20 فبراير، يجعل منها حركة احتجاجية اجتماعية للتغيير ومحركا قويا للمؤسسات الوسيطة من أجل تشكيل جبهة مضادة في مواجهة اختلالات تدبير الشأن العام، في أفق انتزاع أكبر قدر ممكن من المكتسبات السياسية والاجتماعية، ما جعل من حركة الشباب تبدو في نظر الأحزاب والنقابات على السواء، أكثر جاذبية في تأثيث مشهد فاتح ماي، وقبله تخصيص مقراتها لعقد اجتماعات الحركة ، ومساعداتها لوجستيكيا في مسيراتها السابقة، ما من شأنه فتح الباب أمام مختلف المركزيات النقابية ل" المنازعة" حول قدرة كل واحدة منها على استقطاب عناصر حركة شباب 20 فبراير لإظهار قوتها التعبوية ومناشدتها للتغيير، خاصة أن الركوب على موجة الحركات الاحتجاجية ميز تعامل مختلف الأحزاب والنقابات مع الحدث منذ مدة ، وبرز جليا في عدد من المسيرات والوقفات الاحتجاجية السابقة.لذلك فضلت حركة 20 فبراير مواجهة واقع التشرذم النقابي بحكمة توحيد صف المركزيات من خلال اقتراح مسيرات نقابية موحدة يوم فاتح ماي المقبل، وهي رسالة قوية من شباب الحركة للنقابات من أجل وضع حد للصراعات الجانبية التي كانت سببا مباشرا في تراجع دور الجماعة الضاغطة الذي تمثله النقابة في مواجهة كافة أشكال استغلال الطبقة العاملة سواء من قبل ارباب العمل أو الدولة. كما أن توحيد الشعارات خلال العيد الأممي للطبقة العاملة، يجد مرجعيته في وحدة الملف المطلبي للفئات محدودة الدخل.وكان بلاغ للجنة المتابعة للمجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير ذكر أن اللجنة تؤكد دعمها الثابت، ومشاركتها الفاعلة في سائر المبادرات الوحدوية الساعية إلى تحقيق أهدافها، وان المجلس الوطني، ومن خلال لجنة المتابعة، يدعم بالخصوص دعوة حركة شباب 20 فبراير إلى تنظيم تظاهرات ومسيرات وحدوية بمختلف المدن والقرى على غرار ما تم إنجازه في 20 فبراير و20 مارس الأخيرين، ويدعم كذلك الدعوة إلى المشاركة القوية في تظاهرات فاتح ماي. وتبعا لذلك، دعا المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير ينادي كافة الهيآت المكونة له (حوالي مائة هيأة سياسية ونقابية وحقوقية وشبابية ونسائية وثقافية وجمعوية أخرى) وكافة المجالس والتنسيقيات المحلية الداعمة لحركة 20 فبراير إلى التنسيق المشترك لإنجاح محطة فاتح ماي، وهو خطاب لا يستقيم وواقع حال النقابات بالمغرب، إذ تظل تراكمات الأمس تخيم بظلالها على علاقة التوتر بين المركزيات النقابية ، والتي تمتد إلى عقود، ما يجعل صوت الشباب لا يلقى صدى له داخل النقابات التي تحفظت على مطلب المسيرات الموحدة يوم فاتح ماي وفضلت بالمقابل تكريس واقع تشرذمها إلى ما لانهاية. رشيد باحة

حركة 20 فبراير تواجه التشرذم النقابي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحوار الاجتماعي... "مصائب قوم عند قوم.."

كلفة زيادات الأجور والمعاشات تتجاوز 8 ملايير درهم

مقالات ذات صلة