الـتـعـاونـيـات الـفـلاحـيـة… ركـيـزة الاقـتـصـاد الـتـضـامـنـي

مشاكل وعوائق تعانيها التعاونيات تؤثر على مردودية إنتاجها مواد تجميل طبيعية، وأدوية من الأعشاب والعسل والزيوت، بالإضافة إلى مشتقات حليب الجمل وأشياء أخرى، كل ذلك يعرض برواق "التعاونيات الفلاحية" في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في دورته السادسة، والتي اختير أن تكون تحت شعار "الفلاحة التضامنية"، وهي فرصة، اعتبرها الكثيرون مناسبة للنهوض بقيم التضامن من خلال تشجيع ودعم تعاونيات مختلف الجهات. المعرض فرصة للمنافسة بين التعاونياتالكل عازم، في رواق التعاونية الفلاحية، في الدورة الحالية للمعرض الدولي للفلاحة، على تقديم منتوجاته وإظهارها في أحسن صورة، وبطريقة تثير الزوار الذين ينتظر أن يبلغ عددهم 750 ألف زائر، حسب اللجنة المنظمة، لكن كل التعاونيات توحدت في اختيار المواد الطبيعية التي تمتاز بها كل جهة، فمنهم من اختار العسل، فيما أخرى وضعت الرهان على زيت الزيتون والأركان والصبار، فيما كانت جهات معينة على موعد مع محبي مختلف مشتقات الحليب.وفي حالة إذا اختارت جهتان مختلفتان عرض منتوجات واحدة، فالمنافسة تزيد حدة، لإظهار مميزات منتوجات كل جهة، والتي لها قدرة على الإقناع تربح الرهان، وتعود إلى ديارها بعد أن تبيع ما جاءت به إلى المعرض.يقول عضو اتحاد تعاونية للعسل بجهة أزيلال، إن المعرض يتيح للجهات المغربية وللتعاونيات الفرصة للتعريف بمنتوجاتها الطبيعية التي تمتاز بها عن باقي الجهات، مضيفا في حديثه مع «الصباح» أن اكتشاف باقي التعاونيات والتعرف عليها عن قرب، يعد أيضا من بين ايجابيات المشاركة في المعرض الدولي للفلاحة في مكناس.واعتبر المتحدث ذاته، أن التعاونيات في مختلف مناطق المغرب، تحتاج إلى أكثر من معرض من أجل تحقيق أهدافها، والتي تتجلى أساسا في تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لأعضائها، وتشجيع الروح التعاونية لديهم، معتبرا أن عرض المنتوجات في المحلات التجارية الكبرى من أهم تطلعات مختلف التعاونيات. في المقابل، تحدث العضو نفسه عن المشاكل التي من الممكن أن تواجهها التعاونيات، مؤكدا أن الخلافات الداخلية لها تأثير قوي على مردودية الإنتاج، إلى جانب مشاكل أخرى تتخبط فيها العديد منها، كمشكل التسويق والمنافسة التي تفرضها بعض الدول الأجنبية.واعتبر أن تكاليف الحصول على منتوجات طبيعية، وفي الوقت ذاته ذات جودة عالية، مرتفعة جدا، إذ أن المتعاون يتحمل كل المصاريف، إلا أن استيراد المواد المنافسة يجعل المغربية تخسر الرهان، باعتبار أن الزبون غالبا ما يختار منتوجات يعتبرها رخيصة الثمن، وتناسب قدراته الشرائية «ضاربا عرض الحائط أنها قد تكون غير فعالة» حسب تعبير المتحدث.وفي هذا الصدد، منح مكتب تنمية التعاون، خلال الثلاثة اشهر الأولى من سنة 2011، الترخيص لتأسيس 279 مقاولة تعاونية جديدة، ضمنها 197 تعاونية فلاحية، وتضم هذه المقاولات التعاونية في صفوفها 4079 متعاونا ومتعاونة، ويصل حجم رأسمالها إلى 5 ملايين و752 ألفا و499 درهما، واستطاعت بذلك خلق 3904 مناصب شغل، ويتوقع أن يصل حجم استثمار هذه التعاونيات إلى ما يقارب 24 مليون درهم، وان تساهم في خلق 15 ألفا و616 فرصة عمل، خلال السنوات المقبلة.يشار إلى أن جهة سوس-ماسة-درعة تستحوذ على 11.6 في المائة من مجموع التعاونيات وطنيا، ثم جهة دكالة_عبدة بنسبة 9.7 في المائة، ثم الجهة الشرقية بـ9.2 في المائة، فجهة مكناس- تافيلالت بنسبة 7.8 في المائة، ثم جهة مراكش-تانسيفت- الحوز بنسبة 7 في المائة، أي ما مجموعه 55.3 في المائة، بينما تتقاسم الجهات الأخرى، بمعدلات متفاوتة النسبة المتبقية.واقع التعاونياتيهدف خلق التعاونيات إلى تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لأعضائها، وتشجيع الروح التعاونية لدى هؤلاء الأعضاء، إلى جانب القيام، لفائدة أعضائها وبفضل جهودهم المشتركة، بتخفيض ثمن التكلفة، وكذا ثمن بيع بعض المنتجات أو الخدمات إن اقتضى الحال ذلك. كما يتوخى من التعاونيات تحسين جودة المنتجات التي تقدمها إلى أعضائها أو ينتجها هؤلاء لبيعها للمستهلكين، وتنمية إنتاج أعضائها ورفع قيمته.ومن أجل تحقيق جل الأهداف، لا بد من احترام عدد من المبادئ، فلا يمكن تجاوزها، وتتجلى أساسافي أنه لا يمكن لأي كان، دون تمييز، أن ينضم إلى تعاونية إذا لم تتوفر فيه الشروط الجوهرية التي يقررها مؤسسو التعاونية مراعاة لنشاطها، كما يجوز لكل متعاون أن ينسحب من التعاونية على ألا يلحق ضررا بسيرها بسبب انسحابه في وقت غير ملائم.كما أن المتعاونين متساوون في الحقوق، مهما كان عدد الحصص التي يملكونها، ويترتب على ذلك أن لكل منهم صوتا واحد في الجمعيات العامة للتعاونية، ويجب أن يقسم ما زاد من موارد التعاونية على نفقات استغلالها بين المتعاونين، بحسب العمليات التي أجروها مع التعاونية أو العمل الذي قدموه إليها، إلى جانب انه لا يجوز أن يوزع الفائض المدرج في الاحتياطي على أعضاء التعاونية.إلى ذلك، انتقل عدد التعاونيات من 6632 سنة 2009، إلى 7311 تعاونية خلال 30 يونيو 2010، إذ بلغت نسبة النمو 10.2 في المائة، كما فاق رأسمال التعاونيات 700 مليون دولار، أي ما يعادل 830 ألفا و270 درهما للتعاونية، و16 ألفا و619 درهما للمتعاون، وتمثل الفلاحة نسبة 22.2 في المائة. إيمان رضيف (موفدة الصباح إلى مكناس)

الـتـعـاونـيـات الـفـلاحـيـة… ركـيـزة الاقـتـصـاد الـتـضـامـنـي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وفد أمريكي يطلع على آفاق الحكم الذاتي

دراسة: الإجراءات القانونية لمعالجة صعوبات المقاولة (2/2)

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات