استئنافية فاس تنظر في ملف منتحل صفة نائب وكيل الملك

زميله منتحل صفة عميد شرطة ما زال في حالة فرار والمتهمان زعما زواج أحدهما وكسبا ثقة صائغ قبل مباغتته شرعت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس، الأربعاء الماضي، في النظر في الملف المتابع فيه «س. ع» شاب له أكثر من 10 سوابق في النصب والاحتيال، وجنايات تتعلق ب»السرقة المقترنة بظروف التعدد والعنف واستعمال ناقلة». يأتي النظر في هذا الملف، بعد نحو أسبوعين من إحالة مصالح الدرك الملكي بتيسة في تاونات، الظنين، على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بفاس، بعد يومين من إيقافه إثر تورطه وزميله الذي ما زال في حالة فرار، في السطو على مبلغ مالي من محل لبيع الحلي والمجوهرات، بعد سيناريو محبوك للإيقاع بصاحبه. وضبطت بحوزته حينها، بطاقة مزورة تحمل شارة وزارة العدل، عليها صورته، وتشير إلى أن حاملها قاضي للتحقيق بمحكمة الاستئنافية بالرباط قبل أيام من اعتقاله، حل «س. ع» الذي انتحل صفة نائب للوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، وزميله الفار الذي انتحل صفة عميد شرطة، بمركز بلدية تيسة، بداعي رغبة أحدهما في الزواج من فتاة بالمنطقة. وبدهائهما نسجا علاقات خاصة، مع بعض أبناء المنطقة بينهم بائع مجوهرات، إلى درجة كسبهما، ودهم بالنظر إلى مركزيهما الاجتماعيين. كل ذلك لم يكن سوى خطة مدروسة، للإيقاع بالمعني بالأمر، الذي زادت ثقته بهما، بعد اقتنائهما خاتما ب1200 درهم، منه، ووعده بالعودة في اليوم الموالي، لشراء كميات أخرى من الذهب والحلي، للعروس، قبل أن يتضح فيما بعد، أن مراسيم الخطوبة والزواج، مجرد وهم وحيلة انطلت على الصائغ صاحب محل في حي المسيرة بمركز تيسة.تلك الصفقة، جعلت الصائغ يطمئن لزائريه، بعد أن تجاذب الحديث معهما، وأطلعاه على هويتيهما المزعومة، التي ذوبت كل احتمال للشك في نفسيته. لم يخطر بباله أن يكون عميد شرطة ونائب للوكيل العام نصابين. لكن عكس تخمينه، حدث السبت الماضي، حين زاراه نحو التاسعة صباحا، فاتحين نقاشا معه، حول النوعية والكمية المراد التزود بها. في تلك الأثناء، تناول أحدهما مشروب «رايبي»، وسلمه إليه، كي «يشاركوا الطعام». ولم يكن ليخلف الهدية، فتناول كمية منه، وواصل الحديث معهما، وفي باله، ربح مال وفير، في «همزة» لا تتكرر. لكن وما أن مرت دقائق معدودة، حتى أحس بدوار وغثيان، أثارا شكه، ما جعله، يستسمحهما، بإقفال المحل، والتوجه إلى مسكنه.رد فعل الصائغ، لم يرقهما خاصة أنه سيفشل خطتهما ويفوت عليهما فرصة السطو على المحل بكامله. وبسرعة، كان لا بد من بديل لاستراتيجيتهما للإيقاع به وتسهيل عملية السرقة، فرشه أحدهما بغاز مسيل للدموع، قبل أن يسقط أرضا بعد أن خارت قواه ولم يعد قادرا على الوقوف. وهي المناسبة التي استغلاها، للسطو على 40 ألف درهم كانت في خزانة المحل، ويفرا. السرعة التي كان يسير بها المعنيان، وحالتهما وارتباكهما في تلك الساعة المبكرة، أثارت شكوك بعض شبان الحي وأصحاب المحلات المجاورة، خاصة بعد امتطائهما سيارة من نوع كولف فولزفاكن، وانطلاقهما بسرعة كبيرة في اتجاه الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين تاونات وفاس. حينها تيقنوا أن شيئا ما غير مرغوب فيه، حدث.كان الصائغ ساقطا على الأرض في حالة اختناق وهو يحاول إغلاق باب محله، حين حضر شباب المنطقة، الذين بادروا بإخبار مصالح الدرك بتيسة، بما حدث، للتدخل والحيلولة دون مغادرة السيارة التي أدلوا بشكلها ونوعها ومواصفاتها، تراب البلدية والإقليم، في وقت كان الجانيان، قطعا أشواطا مهمة، في طريق فرارهما فرحين بنجاح عمليتهما. لم تمر سوى دقائق معدودة، حتى تسرب خبر العثور على سيارة من النوع والشكل نفسه، في حالة عطب بجماعة الولجة بقرية با محمد، قبل أن يحاصرها أفراد الدرك، في محاولة للإيقاع ب»القاضي» و»عميد الشرطة»، اللذين لم يخطر بباليهما، حدوث مثل هذا العطب المفاجئ، قبل أن يستنجد أحدهما بزميل آخر، لإحضار سيارة إغاثة تقل سيارة «وكيل الملك» المعطوبة. حين حضور سيارة الإغاثة إلى الموقع، وبينما كان يهم بنقل السيارة، توجه إليه أفراد الدرك، لإخباره بالحقيقة، فما كان من السائق سوى أن يهاتف زميله، مخبرا إياه بكون مرافقه، متهم بالسرقة والنصب والاحتيال، على صائغ، ليلتمس منه، التوجه إلى أقرب مركز أمني بفاس، حيث اعتقل المتهم الذي يتحدر من سيدي مومن بالبيضاء، بحي سيدي بوجيدة. بعد اعتقال «س. ع» الذي له عدة سوابق عدلية في النصب والاحتيال والسرقة قضى على إثرها مددا متفاوتة داخل السجن بعد إدانته بعقوبات حبسية، وحجز السيارة اتضح أنها مسجلة في اسم زوجته، تم الاستماع إليه من قبل درك تيسة في محضر قانوني، اعترف فيه بالمنسوب إليه، فيما حررت مذكرة بحث في حق شريكه، بعد التعرف على هويته. حميد الأبيض (فاس)

استئنافية فاس تنظر في ملف منتحل صفة نائب وكيل الملك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف متهم باستغلال زوجته وقريبته في الدعارة

تفاصيل سقوط جلماد في شبكة التهريب الدولي للمخدرات (الحلقة التاسعة)

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات