صوناداك… شلال من الاختلالات

عاد قضاة المجلس الأعلى للحسابات للتدقيق في برامج ومشاريع ومنجزات الشركة الوطنية للتهيئة الجماعية (صوناداك) التي تحول نشاطها منذ 1995 إلى انجاز مشروع المحج الملكي الذي سيربط بين مسجد الحسن الثاني وساحة الأمم المتحدة بالدار البيضاء، وتتمثل مهامها في إخلاء منطقة المشروع من السكان واقتناء الوعاء العقاري الذي سيقام عليه المحج المقدر بـ48 هكتار وإعادة إسكان 12 ألف عائلة. ورغم مرور أزيد من 20 سنة على انطلاق هذه المشروع، لم تتقدم الشركة كثيرا في انجاز المهام المكلفة بإنجازها بسبب اختلالات التدبير المالي والقانوني كما ورد في حوالي 35 صفحة من تقرير 2009.فإضافة إلى ضآلة المساحة المنتقاة المخصصة للمشروع (7.5 هكتار من أصل 48 هكتار، 3.9 هكتار فقط منها تتوفر على رسم عقاري)، تعرف عملية الهدم بطءا شديدا، إذ لم يتم هدم سوى 600 متر من طول المحج الذي يبلغ طوله كيلومتر ونصف كلم، بينما لم يتعد عدد العائلات التي إسكانها 2546 عائلة، ضمنها 500 عائلة تم إسكانها من طرف شركة التشارك.وأشار التقرير إلى غياب رؤية استراتيجية منبثقة عن دراسة لجدوى المشروع وتحديد الأهداف بوضوح وحصر أشغال التنفيذ، ووضع نظام للمراقبة والتتبع وغياب نظام للمعلوميات موثوق به، ما خلف عددا من الاختلالات في التدبير وثقوبا كبيرة كانت تتسرب منها أموال الدولة إلى الأرصدة البنكية للمسؤولين.من هذه الاختلالات، بيع قطع أرضية بمشروع إسلان الاقتصادي بثمن 450 درهما للمتر مربع، أي بسعر أقل من سعر التكلفة المقدر بـ746 درهما للمتر مربع بناء على سندات التسليم الموقعة من طرف الإدارة العامة. كما باعت الشركة 1825 محلا تجاريا بسعر 5 آلاف درهم للمتر مربع في حين يبلغ سعر التكلفة 5895 درهم للمتر المربع، إذ بلغ الضرر اللاحق للشركة 1.5 مليون درهم.وقام المدير العام السابق بتسليم قطع أرضية وشقق ومحلات تجارية إلى أقربائه بأسعار تفضيلية ولجأ هؤلاء إلى التخلي عن هذه الممتلكات لفائدة الغير، وقد بلغت قيمة الخسارة في هذه العملية 648.249 درهما. من جهته، استفاد مسؤول قطب المهن من 5 قطع أرضية وتسعة محلات تجارية و4 شقق وقطعتين أرضيتين لبناء حمام وروض للأطفال، وقد اقتني بعضها بأسعار تفضيلية. ويشار إلى أن المسؤول نفسه هو عضو اللجنة الداخلية لتحديد الأسعار، ما يشكل وضعية صريحة لتنازع المصالح. في المقابل، استفاد معظم مستخدمي الشركة من عدة منتوجات، بعضها بأسعار تفضيلية، وقد أفضت دراسة البيع إلى استنتاج أن كل هذه المنتوجات تم التصرف فيها عن طريق إعادة البيع.وأشار التقرير إلى ما أسماه العلاقة المبهمة بين الشركة ومقاولة تم الإشارة إليها بحرف "إس"، وعند الفحص، تم ضبط عدة اختلالات منها أداء تعويضات غير مستحقة لهذه المقاولة، منها مبلغ 10.113.006.33 درهما بسبب ضرر ناتج عن نقص في كمية الأشغال، في الوقت الذي بلغت الأشغال المنجزة 50906.376.61 درهما، أي أقل من 30 في المائة، وبالتالي، فإن المقاول، لا يمكنه أن يطالب بأي تعويض طبقا للفصل 228 من دفتر المقتضيات الخاصة. الصباح

صوناداك… شلال من الاختلالات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"شركة استغلال الموانئ" ... اثنان إلى ثلاثة منافسين في طلبات عروض

خالد عليوة انفرد بقرارات تصفية ديون عالقة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات