الكـلاسـيـكـو فـي بـيـرنـابـيـو … طـقـوس فـريـدة

فرجة قبل المباراة وأطباء ومسعفون في الملعب ومشجعون من مختلف البلدان بالنسبة إلى الاسبانيين لم يعد الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة مباراة في كرة القدم فقط، بل تعداها ليتحول إلى اقتصاد حقيقي يدر الملايين، سواء من حيث السياحة أو من حيث عائدات بيع كل ما يتعلق بالريال أو البارصا من أقلام الرصاص إلى الأقمصة والأعلام. أحد المغاربة الذين يشتغلون في سانتياغو بيرنابيو، معقل ريال مدريد، أكد ل الصباح الرياضي، أنه لا يمكن خلال الأسبوع الذي يسبق الكلاسيكو أن تجد غرفة واحدة شاغرة في كل الأحياء المدريدية مهما حاولت، وحتى إذا ما وجدت فالأسعار ترتفع إلى السماء.فرجة قبل المباراةقبل انطلاقة المباراة بأربع ساعات تبدأ الجماهير في الاقتراب من ملعب سانتياغو بيرنابيو، ليس من أجل الولوج إلى مدرجاته وانتظار موعد المباراة الكبيرة بين الريال والبارصا، ولكن من أجل متابعة حفل إلترا ريال مدريد بالشارع المقابل للملعب وطريقة استعداد رجال الأمن للمباراة، خصوصا الخيالة منهم، والذين يحظون بمتابعة كبيرة بالنظر إلى الطريقة الخاصة التي يصطفون بها، قبل توزيعهم على مداخل الملعب والطقوس التي من المفروض احترامها، إذ يتم إنزال الخيول وعددها يفوق الخمسين، واصطفافها في الشارع بطريقة تشبه إلى حد كبير مسابقة الخيول المدربة في الألعاب الأولمبية، وهو الشيء الذي يقابل بتصفيق حار من قبل كل الحاضرين.لفرقة الخيالة دور آخر، إذ لا يتحرك رجال الأمن إلا بعد اقتراب موعد وصول حافلة ريال مدريد، إذ يجري تطويقها بالخيول وإيصالها إلى البوابة الرئيسية للملعب وفق طقوس خاصة، وكأنها عربة ملكية من القرون الوسطى.الإلترات حكاية أخرىأما بالنسبة إلى الإلترات فهذه حكاية أخرى، إذ يسمح لهم بالتجمع في مكان مخصص قرب إحدى الساحات المقابلة للملعب، وتطويقهم برجال الأمن إلى حين اقتراب موعد انطلاق المباراة، دون السماح لهم بالدخول إلا من بوابة واحدة، رقصهم وأناشيدهم تدفع الآلاف إلى تسجيل الحدث على هواتفهم المحمولة، ما يزيد من حماسة الإلترات المدريدية وسط تصفيقات المحبين والعاشقين للفريق الملكي.الريال يوحد الشعوب ويحترم الزوارعند الاقتراب من سانتياغو بيرنابيو يخيل لك أن الأمر لا يتعلق بمباراة في كرة القدم بل بتجمع سياسي دولي لكثرة الأعلام، فالمحبون يصرون على إظهار أعلام بلدانهم، من الشيلي والهندوراس وتركيا والمغرب والجزائر والمملكة العربية السعودية إلى إسرائيل وفلسطين.فرغم الخلافات السياسية التي يمكن أن تثار بين الدول إلا أن ريال مدريد ينجح في تذويبها، فبسانتياغو بيرنابيو من السهل أن تجد محبين إسرائيليين وفلسطينيين يتحدثون عن انجازات الريال وقوتها وتاريخها الطويل مع الكؤوس والألقاب، بكل حميمية وهم يحتسون قنينات من الجعة في إحدى حانات سانتياغو بيرنابيو.والمثير أن في بيرنابيو عادة شبه مقدسة، وهي عدم التعرض أو الاعتداء على أي مشجع لفريق زائر. يقول مغربي مقيم في مدريد إن رغم العداء والتنافس الشديد بين ريال مدريد وبرشلونة فلم يسبق أن تعرض أي مشج لبرشلونة لأي مكروه في سانتياغو بيرنابيو أو خارجه". مسعفون لخدمة الجمهوربرمجت المباراة على الساعة العاشرة مساء من يوم السبت الماضي بالتوقيت المحلي، والأبواب لم تفتح لآلاف إلا ساعة قبل انطلاقة المباراة، ورغم ذلك لم تحدث ولو مناوشة واحدة بين جمهور الفريقين، فالأمن والمسعفون والأطباء في المدرجات والأبواب والأدراج والمصاعد.لجأ أحد المغاربة الذين حلوا خصيصا لمتابعة الكلاسيكو، إلى أحد المسعفين بعد أن أحس بصداع في رأسه، فعرضه على أحد الأطباء الموجودين ضمن الصليب الأحمر الاسباني، فسلمه الدواء ومعهم وصفة طبية.يقول هذا المغربي المهووس بكرة القدم وبريال مدريد "بعد ما عشت خلال هذه التجربة الصغيرة ازداد حبي لهذا النادي الكبير، فالتعامل كان في المستوى، والأطباء والمسعفون يتعاملون مع الجميع بكل لطف".بعد الكلاسيكو... مباراة النظافةبعد نهاية المباراة، أفرغ الملعب في ربع ساعة، وانطلقت مباراة أخرى داخله وخارجه، بقدوم أكثر من عشرين شاحنة لجمع القمامة وتنظيف الملعب والشوارع المحيطة به.كل شاحنة متخصصة في نوع من القمامة، للورق للقنينات الزجاجية والبلاستيكية، وللأعلام ولمخلفات الخيول، قبل أن يتم استقدام شاحنتين لرش المياه وغسل الشوارع والأزقة المحيطة بالملعب. أحمد نعيم (موفد الصباح إلى مدريد)

الكـلاسـيـكـو فـي بـيـرنـابـيـو … طـقـوس فـريـدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بويو لـ "الصباح" : الزاكي والنيبت وسما الكرة الإسبانية

جمهور الكوكب: الجامعة دخلت مرحلة فساد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات