متابعة ثلاثة أطباء بالقتل غير العمد

الضحية أصيبت بالتهاب رئوي بعد عملية شفط دهون وأسرتها تتحدث عن خطأ طبي حملت أسرة امرأة الهيأة الجهوية للأطباء بالبيضاء مسؤولية تعطيل التحقيقات في وفاة ابنتها، الأم لثلاثة أبناء، بعد أربعة أيام من خضوعها لعملية تجميلية لشفط الدهون، نتيجة مضاعفات صحية خطيرة. وقال زوج الضحية إن وكيل الملك قرر، أخيرا، متابعة مصحة خاصة بالبيضاء وثلاثة أطباء بالقتل غير العمد، مدرجا الملف في جلسة الأربعاء المقبل بعد تأخير في التحقيقات التي بدأت منذ أكتوبر الماضي بعد وفاة الضحية نتيجة التهاب رئوي حاد، ناتج عن نزيف تعرضت له أثناء العملية.وحسب الزوج، فإن الهيأة لم تستجب لتعليمات وكيل الملك بابتدائية البيضاء وتذكيراته المتكررة بضرورة دراسة الملف الطبي للضحية وإبداء الرأي الاستشاري فيه، خاصة بعد أن اعتذرت مصلحة الطب الشرعي بابن رشد عن القيام بالمهمة، وهو ما ترتبت عنه مضاعفة معاناة الزوج والأبناء الذين خسروا والدتهم بسبب عدم تزويدها بالدم في الوقت المناسب. وتعرضت الضحية، حسب زوجها، إلى نزيف أثناء العملية الجراحية، إلا أن المصحة لم تكن تتوفر على مخزون دم، ما دفع الطبيب المختص في جراحة التقويم والتجميل إلى الاستعانة ببنات الضحية لجلب الدم من مركز تحاقن الدم وهو ما استغرق وقتا طويلا، خاصة أن فصيلة دمها من النوع النادر. وكشف الزوج أن الطبيب طالب أسرة الضحية بعد ساعات من إجراء العملية بتحاليل لتحديد فصيلة الدم، رغم أن المريضة أجرتها قبل خضوعها للعملية الجراحية ب17 يوما وأمدته بالنتائج، ليتم إعادتها مرة أخرى من قبل المصحة بعد إصابتها بنزيف، ما يطرح عدة علامات استفهام. وزاد الزوج أن زوجته لم تعلم بالمضاعفات المحتملة لما بعد العملية أثناء جلسات التشاور التي أجراها معها الطبيب المختص، فيما نفى هو ذلك في محاضر الاستماع إليه، إذ ألح على أنه قدم جميع الشروحات اللازمة حول العملية للمريضة، ومنحها فترة 20 يوما لاتخاذ القرار المناسب.وأرفقت الأسرة المشتكية ملفها القضائي بتقرير طبي عن التدخل الجراحي الذي خضعت له المريضة، وهو التقرير الذي وجهه ضابط الشرطة القضائية المكلف بالملف، إلى مصلحة الطب الشرعي لإبداء رأيها وموقفها من الناحية الفنية والطبية لما جاء فيه، إلا أنها اعتذرت عن ذلك، فيما لم تقدم هيأة الأطباء أي جواب مقنع، ولم تستجب لتعليمات وكيل الملك، ما اعتبرته أسرة الضحية «انحيازا» إلى الأطباء الثلاثة المتابعين في الملف.من جهتهم أجمع الأطباء الثلاثة المتابعون أن الوفاة جاءت نتيجة التهاب رئوي تم تشخيصه عن طريق الفحص بجهاز «السكانير»، وهو ما تسبب للمريضة صعوبة في التنفس، ما استدعى تزويدها بتنفس اصطناعي، واعتبر الأطباء أن الالتهاب نتيجة طبيعية للتدخل الجراحي. وأشار مدير المصحة إلى أنه لم يشعر مصالح الأمن لأن الوفاة طبيعية نتيجة إجراء عملية جراحية، وهي حالة لا تدخل ضمن الحالات التي تلزم الإخبار، موضحا أن المصحة تتوفر على تأمين لمثل هذه الحالات، غير أنه عند البحث تبين من وثائق التأمين لدى الشركة المعنية أن المسؤوليات الناتجة عن عمليات جراحة التجميل غير خاضعة للتأمين.واستغرب الزوج من عدد الساعات التي استغرقتها العملية، إذ باشرها الطبيب حوالي الساعة العاشرة و20 دقيقة صباحا، وحوالي الثالثة زوالا سجلت طبيبة التخدير والإنعاش هبوطا في ضغط الدم، لتطالب الطبيب الجراح بتوقيف العملية، خاصة أنه بدأ عملية ثانية لوضع الدهون التي شفطها في وجنتي الضحية.ونفى الطبيب المختص في جراحة التقويم والتجميل أن تكون المريضة ظلت فاقدة لوعيها بعد العملية، ملحا على أنه راقب حالتها الصحية في غرفة الإنعاش وكانت مستقرة، وأطلعها بحضور ابنتيها على كمية الدهون المشفطة، مضيفا في محاضر الاستماع إليه، أنه صباح اليوم الموالي كانت المريضة مستيقظة، ومدركة وفي أتم التمييز تحت مراقبة طاقم التخدير والإنعاش، وأنه عمل في اليوم الثالث على تغيير ضماداتها وإزالة الأنبوب البلاستيكي الطبي، وعند زيارتها، في اليوم الموالي، وقف عن كثب على تنفسها السريع واتضح بعد فحوصات أنها تعاني التهابا رئويا ليتم تزويدها بالتنفس الاصطناعي، قبل أن تسلم الروح لباريها صباح اليوم الموالي. وقال الطبيب إن عملية التتبع والمراقبة بعد العملية توكل، من حيث الاختصاص، إلى طاقم التخدير والإنعاش، وبالتالي فهو الوحيد الذي يمكنه الإجابة عن الدافع إلى طلب كمية الدم من مركز تحاقن الدم.ضحى زين الدين

متابعة ثلاثة أطباء بالقتل غير العمد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران: الزيادة في الأجور خط أحمر

لجنة جامعية في دورة تكوينية بفرنسا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات