آيت إيدر… يروي حكاية الوطن

الزعيم الذي عايش ثلاثة ملوك يكشف تفاصيل الحراك السياسي بين مغرب الأمس واليوم عن الإصلاح الدستوري، والحراك الداخلي، والتغيير المنشود، تحدث محمد بن سعيد آيت إيدر، الزعيم اليساري الذي عايش المغرب المعاصر بأكمله، وعايش فيه ثلاثة ملوك، باختلاف أفكارهم وقناعاتهم ووسائل تدبيرهم للصراع السياسي. الزعيم الذي جرب كل شيء في السياسة، العمل المسلح، ضمن جيش التحرير، والعمل السري، داخل حركة 23 مارس، ثم العمل السياسي الحزبي العلني، ضمن منظمة العمل الديمقراطي الشعبي. في ضيافة "الصباح"، جلس الزعيم يحكي كل التفاصيل، يقف عند الجزئيات والأساسيات، ذاكرة حية تملك ناصية ما تقول، وتحفظ التواريخ دون انقطاع، ذاكرة الزعيم اليساري، تختزل مرحلة بأكملها، بملوكها وصراعها وحراكها.عن الحراك الداخلي، وبالضبط حركة 20 فبراير، يقول بن سعيد آيت إيدر، إن الجديد في ما يقع أن الخوف، كما زال الغطاء عن الطقوس التي كانت تفرض هذا الخوف. فـ"العديد من مبادرات الأحزاب السياسية فشلت لأنها لم تعتمد الإشراك الشعبي، وقد ساهمت الدولة، بدورها، في فصل الناس عن السياسة والأحزاب"، خلال هذه الفترة من الصراع كان "يتم بناء حكم مطلق، بضرب القوى الوطنية، وحدثت المحاكمات الشهيرة، واعتقال 30 مقاوما من جيش التحرير، غطت عليها أحداث زلزال أكادير، ثم في مرحلة ثانية وجهت ضربة ثانية إلى مناضلين من الحركة الوطنية، بتهمة محاولة اغتيال ولي العهد، قبل أن يتدخل الملك الراحل محمد الخامس، للعفو عن المعتقلين الذين كانوا يواجهون أحكاما ثقيلة". في مسار هذا الصراع وقعت تحولات كثيرة، وبدأ القمع وكان طرفا الصراع مناضلين من الحركة الوطنية وجيش التحرير والملك، الذي كان يبني نظام حكمي فردي. بالعودة إلى الحراك الدائر اليوم، يقول محمد بنسعيد آيت إيدر، عن حركة الاحتجاج التي وصلت إلى العالم العربي اليوم، بدأ قبل خمس سنوات في أمريكا اللاتينية، حين انتفضت الشعوب هناك وأعادت حكم موجهة اليسار. والإصلاحات السياسية والدستورية المطروحة اليوم، قدمت في وثيقة الكتلة الديمقراطية سنة 1992، وقد أعادت في حينه فتح بارقة الأمل، بعد سنوات طويلة من الصراع، غير أن الاستفتاء الذي جرى حول دستور 1996، ضرب كل هذه الآمال، فقد اتضح إذن أن "الملك يريد أن يحكم بنا وليس أن يحكم معنا"، وهنا وقع الخلاف داخل الكتلة نفسها بشأن التصويت على الدستور، وقد اتضح اليوم أن هذا الاختيار كان خطأ، رغم أنه برر في حينه بدعوى بناء الثقة بين الملك وأحزاب المعارضة، وبعده، يقول آيت إيدر، سيعلن عن حكومة التناوب، وستمنح المعارضة أغلبية من أحزاب اليمين، والنتيجة، اليوم، فشل الكتلة ووقوع انسداد بداخلها، وفي النهاية جاءت انتخابات 2007 لتضع مصداقية الأحزاب السياسية على المحك. وفي حديثة عن حركة 20 فبراير، يقول محمد بنسعيد آيت إيدر، إن هؤلاء يملكون شرعية وجودهم اليوم، وهم شباب ليس عاد، لأن يشتغل بأدوات غير عادية وبتقنيات تواصل متقدمة جدا، تتجاوز الإطار التقليدي لعمل الأحزاب، وهو اليوم يرفع شعارات كبرى عن الإصلاح، فهو يطالب بالحكم المدني، وبملكية برلمانية، تمنح سلطات واسعة للوزير الأول، وبوضع أجهزة الدولة، دون استثناء، تحت رقابة الدولة، وبمحاربة الفساد والقطع مع الممارسات السياسية التي تتأسس على القوة المتنفذة، كما حدث مع تأسيس "البام" على شاكلة "الفديك". الشباب، يقول بنسعيد، أخذ المبادرة وهو لم يتركها إلا بعد تحقيق مطالبه، و"لعله ليس من الصدفة، أن أصدقاء الملك متهمون أمام الرأي العام، كما أصدقاء بنعلي في تونس، وأصدقاء مبارك في مصر"، وهؤلاء قد يشكلون خصوما للتغيير والإصلاح في مغرب المستقبل، "لا فرق بين الحرس القديم والحرس الجديد الذي يسكن بعض الأحزاب". في تقييمه للتطورات الحالية، يخلص، الزعيم بنسعيد آيت إيدر، إلى أن المغرب في حاجة إلى مناخ سياسي جديد، بتوسيع الحريات وانطلاق سراح المعتقلين والقطع مع الأجهزة التي ظلت خارج رقابة الدولة، وفتح نقاش داخل الأحزاب، المطلوب أيضا، تغيير الجو السياسي العام بإبعاد المساهمين في الفساد، لقد أضاع المغرب يقول بنسعيد "فرصة الاستقلال وأضاع الفرصة مرة ثانية بدستور ممنوح في 1962، وفي المرة الثالثة بدخوله صراع سياسي تحول الملك إلى طرف فيه، ولا يجب أن يضيع الفرصة اليوم". إحسان الحافظي

آيت إيدر… يروي حكاية الوطن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري: بنسعيد... الـ"خالد"

محنة الصباح في مقر الفرقة الوطنية وإنصاف القضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات