محامو العالم يناقشون الخطأ الطبي بالبيضاء

الناصري: مفهوم المسؤولية الطبية يطرح إشكاليات قانونية غير معهودة تجمع مئات المحامين من مختلف دول العالم في البيضاء صباح أمس (الجمعة) لأجل مناقشة الخطأ الطبي والمسؤولية. واعتبر إدريس شاطر الرئيس المنتخب للاتحاد الدولي للمحامين أن اختيار المغرب لاحتضان الندوة الدولية أملت حالة الاستقرار والتعايش السلمي الذي يعيشه، وأن هذه ليست الندوة الأولى للاتحاد في المغرب، بل سبقها ندوتان السنة الماضية. وأكد وزير العدل محمد الناصري، في الجلسة الافتتاحية، أنه بقدر التقدم المبهر الذي يعرفه الطب عبر العالم، بقدر تزايد المخاطر المحدقة بالإنسان، وأوضح الناصري أن موضوع الندوة يتميز بجوانبه العلمية الصرفة، ويطرح العديد من الإشكاليات القانونية والفقهية، والتي يتخذ القضاء بشأنها العديد من المواقف سواء في الميدان المدني أو في الميدان الزجري. كما أن مسؤولية الطبيب تلامس مستويين هامين يقتضيان إيجاد توازن بينهما، أولهما حماية المرضى مما قد يصدر عن الأطباء من أخطاء، وثانيهما توفير الطمأنينة والحرية اللازمة للأطباء في معالجة مرضاهم، حتى يتسنى لهم القيام بواجبهم النبيل على الوجه المطلوب.وأضاف أن هذا التطور المتسارع في مفهوم المسؤولية الطبية أصبح يطرح إشكاليات قانونية غير معهودة، كالتمييز بين الأخطاء الطبية الشخصية والأخطاء الطبية ذات الطابع التقني، ومسؤولية الفريق الطبي، في القيام بالعمليات الطبية عن بعد، واستخدام الربوت الدقيق في التشخيص، فضلا عن مواضيع التلقيح الاصطناعي، والاستنساخ، وزرع الأعضاء، والجراحة التجميلية إلى غير ذلك من المواضيع المحدثة في الميدان الطبي.وأكد الوزير أنه إلى جانب كل ذلك يثار موضوع يؤرق الأطباء، والمتضررين والمحامين والقضاة على السواء، ويتعلق بمشكل إثبات الخطأ الطبي، وعلى من يقع عبء هذا الإثبات، وكذا تزايد تمسك المتضررين بالخطأ الطبي الاحتمالي أو المفترض، هذا مع تصاعد الوعي بحقوق المتضررين، سيما بعد انتشار التأمين في ميدان المهن الطبيةولذلك فإن السؤال المطروح اليوم، يتعلق بمدى كفاية القواعد التقليدية للمسؤولية للإحاطة بمستجدات الميدان الطبي، وبمدى قدرة هذه القواعد على معالجة بعض الوضعيات التي يتم فيها إثارة المسؤولية الطبية، كامتناع الطبيب عن معالجة المريض، والتشخيص الخاطئ، أو عدم إطلاع المريض على مخاطر العملية الجراحية، أو الخطأ في وصف العلاج، أو الخطأ في التخدير، بل حتى تفويت فرصة حقيقية في الشفاء، هذا علاوة على ما يتعلق بعدم كشف السر الطبي إلا في حالات معينة كالتبليغ عن جرائم محددة. كلمة باسكال مورير رئيس الاتحاد الدولي للمحامين، كانت مقتضبة جدا وحاولت الإشارة إلى الجوانب الإيجابية في ما يخص عمل الطبيب بالنظر إلى ما قدموه لأحل إنقاذ ملايين المرضى عبر العالم، وان الخطأ لا يقتصر على الأطباء، حدهم بل إن حتى المحامين يخطئون.وتواصلت خلال يوم أمس (الجمعة) الندوة الدولية حول الخطأ الطبي والمسؤولية بمناقشة مجموعة من المواضيع تخص الإشكالات والتقييم المقارن للقوانين الوطنية، وتعريف الخطأ الطبي عند المهنيين والممارسين والمستشفيات والمصحات والمخابرات، وتحديد المسؤولية الجنائية، ثم شروط المسؤولية المدنية ومسؤولية المستشفيات والمصحات والمختبرات، وبالنظر إلى أهمية مسألة تحديد التعويض للمتضرر من الخطأ الطبي، ومسؤولية السلطات العمومية ومبدأ الاحتياط. كريمة مصلي

محامو العالم يناقشون الخطأ الطبي بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصبار: سنواصل الاشتغال على الملفات العالقة

تهيئة الجديدة ... استثمار يتحول إلى كابوس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات