“بير إبراهيم” بالجديدة… فوضى ونشل

أغلب سكان المدينة قاطعوا السوق الأسبوعي بسبب "الفتوات" سوق "بير إبراهيم" أو "سوق للازهرة" كما يحلو لسكان الجديدة تسميته، لم يعد كما كان قبل 20 سنة خلت، مكان الجديديين وزوار المدينة المفضل للتبضع والتزود، بل صاروا يتحاشون ارتياده ولا يزورونه إلا لماما إذا ما اضطروا إلى ذلك، بفعل الفوضى وطغيان ظاهرة النشل وسيطرة فتوات على المجال الجغرافي للسوق، يستعرضون عضلاتهم على المتبضعين ويلحقون بهم أذى متواصلا في الزمان والمكان، رغم تدخلات أمنية لم تفلح أبدا في تجفيف روافد ميولات عدوانية آخذة في التنامي. في السبعينات وبداية الثمانينات، كان سوق "للازهرة" هو السوق الأسبوعي لأهل الجديدة، ينعقد مرتين في الأسبوع يومي الأربعاء والأحد. رغم أنه كان المقصد الرئيسي للمتبضعين، حراسته الأمنية كانت من قبل أفراد قلائل من القوات المساعدة كانوا آنذاك، تحت إمرة "لاجودان العربي"، ولم يحدث أن سجلت أي انزلاقات أمنية هددت الناس في سلامتهم أو نفرتهم من سوقهم المفضل. السوق نقطة سوداء منذ حوالي 10 سنوات خلت حجز سوق "بير إبراهيم" لنفسه مكانا متميزا بخريطة الإجرام بالجديدة، لدرجة أضحى معها النقطة السوداء لحجم ما يسجل فيه من عمليات نشل وسرقة وشجارات متكررة لأسباب تافهة أحيانا.كان منشأ الفوضى مسؤولون تعاقبوا على المقاطعة الحضرية الرابعة التي كان يتبع لها السوق منذ 1979، قبل أن يصبح تابعا إلى المقاطعة الحضرية الخامسة، إذ أكد المسؤولون فشلهم في التصدي لظاهرة العشوائية التي عششت بالسوق، لدرجة أنها وفرت تربة خصبة لظهور انحرافات، حولته إلى مصدر قلق لمرتاديه وللسكان المجاورين له، الذين لم يسلموا من بطش فتوات تحصنوا بعشوائية المكان، واستعرضوا عضلاتهم في النهار كما في الليل.وفي خضم هذا التحول السلبي تعرض السوق لأكثر من ثلاثة حرائق، أتت على محتويات مجموعة من دكاكين متخصصة في بيع مواد غذائية وأخرى في بيع الأثاث الجديد والمستعمل، وغالبا ما أكدت أبحاث الشرطة العلمية أن الحرائق بلمسة جنائية، وسجلت ضد مجهول، رغم أنها حرائق لم تخلف أضرارا بشرية، لكنها بمقابل ذلك كبدت ضحاياها خسائر مادية جسيمة تجاوزت ملايين السنتيمات وعطلت حركية السوق لفترات غير قصيرة من الزمن . كوميسارية لتطويق الفوضى أمام تنامي ظواهر مقلقة بسوق "بير إبراهيم"، سن أمن الجديدة خطة استباقية لتجفيف منابع الجريمة به، بإحداث كوميسارية تحمل رقم 4 في الخريطة الأمنية للمدينة، ولد ظهورها في نفسية السكان ارتياحا كبيرا، بقدر ما رأى فيها الخارجون عن القانون، تقريب حبل الأمن من أعناقهم في أفق تضييق الخناق عليهم وإعادة الطمأنينة المفقودة . ولم يكن إحداث الكوميسارية وحدها الحل الأنجع لقطع دابر الفتوات، بل ومنذ سنة تقريبا نشطت الشرطة القضائية وفق ما تؤكده إحصائياتها في تعزيز نشاط البناية الأمنية، بتدخلات نوعية مؤازرة من فرقة الصقور مكنت من إسقاط العديد من عتاة المجرمين الذين نقلوا وفي فترات سابقة نشاطهم من طور نشل أموال وهواتف محمولة وغيرها إلى مجال تسويق مخدرات وأقراص مهلوسة وغيرها من المحظورات .وفي كثير من الأحيان شوهد عناصر الشرطة يطاردون على طريقة الأفلام المثيرة، مجرمين يحاولون يائسين التخلص من الأصفاد. وأكدت معظم المداهمات الأمنية، أن الذين وقع التحفظ عليهم من قبل النيابة العامة وأودعوا السجن المحلي بسيدي موسى، ليسوا من أبناء منطقة "بير إبراهيم"، ولكن من أماكن أخرى خارج المدينة .ورأت جهات متتبعة أن نشر سيارات تابعة لأمن الجديدة مجهزة بأنظمة تنقيط على الناظم الآلي، مكنت من إيقاف العديد من المبحوث عنهم. المبادرة الوطنية في صلب التغيير ولأن المقاربة الأمنية وحدها غير كافية، كانت تعليمات السلطات الإقليمية أساسية في جعل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في صلب العملية الأمنية ولو بشكل غير مباشر، عبر إحصاء الباعة المتجولين بالسوق وضبط هوياتهم في أفق توطينهم بسوق نموذجي بمحاذاة المقاطعة الحضرية الرابعة .واعتبر متتبعون أن إخلاء سوق "بير إبراهيم" بالشكل الذي يتم التخطيط له، سيمكن من تحرير المجال العمومي وإنهاء ظاهرة احتلاله، وهو ما سيوفر لأمن الجديدة مجالا حيويا للتحرك بسهولة بواسطة دوريات راكبة بكل تراب السوق، ما سيقطع مع مرحلة سوداء أرخت بظلالها على كل منطقة "للازهرة"، ويؤشر على ثمار عمليات أمنية نوعية نجحت في اجتثاث جذور سلوكات إجرامية . عبد الله غيتومي (الجديدة)

“بير إبراهيم” بالجديدة… فوضى ونشل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مختصرات

التوفيق يعد مرشدات للبنوك الإسلامية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات