مستشارات “بيجيدي” بأكادير يعتقلن “كوامانجي”

عزلنه داخل صندوق بالمنصة وخبير في قضايا الإسلام السياسي يصف السلوك "الداعشي" بالخطير فاجأت منتخبات باسم حزب العدالة والتنمية، الذي يدير شؤون الجماعة الترابية أكادير، بالأغلبية المطلقة، أول أمس (الخميس)، المدعوات إلى حفل لمناسبة تخليد اليوم العالمي للمرأة، من تنظيم جمعية الشؤون الاجتماعية لعمال وموظفي الجماعة الحضرية (أوسفوك) بشراكة مع المجلس البلدي، بـ"اعتقال" عازف الكمان المنتمي إلى فرقة موسيقية نسائية، في "عازل" من الثوب الأبيض فوق منصة الحفل، منعا لوقوع الاختلاط بينه والمحتفلات، وحتى يستطعن "أخذ راحتهن" وينزعن حجابهن.وأثارت الخطوة، جدلا واسعا، تواصل أمس (الجمعة)، ففي الوقت الذي تحجج المبسطون لأبعاد الخطوة بأن ظاهرة منع الاختلاط بين الموسيقيين والنساء، "مألوفة" في كثير من الحفلات الخاصة للأسر المحافظة، إلا أن طرفا ثانيا، يوجد فيه مستشارون في المعارضة، ومنتخبون في الولاية الماضية، وعدد من الشخصيات في المجتمع المدني وخبراء في قضايا الإسلام السياسي وشؤون الجماعات الإسلامية، نددوا بالأمر، ورأوا فيه تحولا وأبعادا دالة.وفي هذا الصدد، قال سعيد الكحل، الباحث الأكاديمي المتخصص في قضايا الإرهاب والإسلام السياسي، لـ"الصباح"، تعليقا منه على الواقعة، بأنه من غير المقبول التحجج بأن سلوكا مماثلا يجري في حفلات ومناسبات عائلية مغربية، بل هو سلوك يكتسي خطورة ومثير للاشمئزاز لأنه صدر من مؤسسة رسمية، واجب عليها أن ترعى وتكرس المشروع المجتمعي الديمقراطي الذي اختاره المغاربة وصار من الثوابت في الدستور بموجب استفتاء يوليوز 2011.وأكد الباحث الأكاديمي ذاته، أنه لو صدر السلوك من جماعة متشددة، لتقبلناه، لكن أن يتخذ بعدا رسميا، ويصل الأمر، تحت تبرير عادات أسرية، إلى مستوى فصل رجل وعزله وسط النساء في حفل ترعاه مؤسسة رسمية، فهو أمر مرفوض، لأن جميع المؤسسات الرسمية بالمغرب، قائمة على الاختلاط بين الرجال والنساء، وتكريس التساكن والتسامح، في مغرب كرس دستوره خيار المجتمع الديمقراطي الحداثي، ثابتا وطنيا، لا أن يكون منع الاختلاط سياسة ممنهجة.وفي وقت باءت فيه بالفشل محاولات الاتصال من قبل "الصباح" بعبد الله راجي، رئيس جمعية الشؤون الاجتماعية للموظفين لاستيقاء تفسيره لما وقع، فاجأت الخطوة التي جرت في حفل نظم ببناية تابعة للجماعة الحضرية لأكادير وتستغلها جمعية الشؤون الاجتماعية للموظفين والموظفات، أيضا، عددا من الأصوات بأكادير، التي تفاجأت بالتحول الطارئ لدى جمعية الموظفين في واحد من أول تجمعاتها بعد انتقال حكم المجلس البلدي من الاتحاد الاشتراكي إلى العدالة والتنمية.وفي هذا الصدد، أكد منتخب مسؤول في الولاية السابقة، على أنه وإن كان المتحكمون في الجهة المنظمة، ذوي توجهات محافظة، تعد مباركة المجلس البلدي، بصفته شريكا في التنظيم، والمانح الأول لجمعية الموظفين (150 مليونا في السنة)، والمالك للقاعة التي شهدت الاحتفال، خطأ بكل المقاييس، ورغم العبث الذي تتسم به خطوة عزل عازف الكمان، بحكم أن المستشارات والموظفات، وبحكم طبيعة عملهن يختلطن تلقائيا بآلاف الرجال يوميا، تبقى الخطوة، مؤشرا دالا وعفويا على حقيقة العقليات والفكر غير الديمقراطي الذي اخترقّ، بآليات ديمقراطية، المؤسسات التمثيلية للشعب المغربي.امحمد خيي

مستشارات “بيجيدي” بأكادير يعتقلن “كوامانجي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

25 سنة لملتح اغتصب ابنة أخته القاصر

حرب الشعير تستنفر الداخلية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات