لا يكاد يمر يوم دون أن تتوالى تعليقات الاستنكار بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتتناسل عبارات التنديد بما تتعرض له الاحتجاجات السلمية التي يخوضها الأساتذة المتدربون في معركتهم لإسقاط المرسومين القاضيين بفصل التكوين عن التوظيف وتقليص المنحة إلى النصف، ليشهد الفضاء الأزرق في اليومين الأخيرين، إنزالا مكثفا لمقاطع الفيديو والصور الفاضحة ل"بشاعة" التدخل الأمني الذي طال مسيرات الأساتذة، التي نظموها في عدد من المدن، وقوبلت بالقمع، وتعرضوا خلالها إلى التعنيف، الذي أسفر عن تسجيل إصابات تتفاوت خطورتها في صفوف الأساتذة.مسيرات الأساتذة انتقلت من الأحياء وشوارع المدن لتجتاح العالم الافتراضي، وتغرق صفحات الدعم والمساندة، وصفحات التنسيقيات المحلية للأساتذة المتدربين، موقع التواصل الاجتماعي، بالعشرات من مقاطع الفيديو التي تنقل مجريات مسيرات الغضب التي خاضها الأساتذة، كما هو الشأن بالنسبة إلى مسيرة الخميس الماضي بتازة، التي عرفت خروج مئات الأساتذة، مؤازرين بأبناء المدينة، أكدوا الاستمرار في فصول النضال والتصعيد إلى حين انتزاع مطالبهم كاملة دون نقصان. المسيرة نفسها عرفت تضامنا فيسبوكيا واسعا، ندد فيه رواد الموقع التواصلي بالتعنت الحكومي، والإصرار على "الضغط" على أساتذة الغد، فيما ذكر آخرون بالدور الذي يقوم به الأستاذ داخل المجتمع، واستعرض آخرون المعاملة ورواتب الأساتذة في دول قالوا إنها تحترم الأستاذ وتكرمه، في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة "أبناء الشعب من المنتسبين إلى مراكز التربية والتكوين بالزرواطة والكريموجين".أكثر ما أثار "شعب الفيسبوك"، متم الأسبوع الماضي، كان التدخل الأمني الذي طال الأساتذة المتدربين في المسيرة التي نظموها بالبيضاء، وتداولوا بكثرة صور ضحايا "الاعتداء العنيف"، الذي قالوا إنه طال الإناث كما الذكور، وخلف عشرات الجرحى والمصابين بإصابات متفاوتة الخطورة، قال بعض المعلقين إنهم لم يجدوا حتى من يسعفهم، قبل أن يبادر المواطنون إلى نقلهم بسياراتهم الخاصة. مشاهد القمع والعنف، تكررت من جديد في طنجة، التي رصدت كاميرات رواد موقع التواصل الاجتماعي، كيف تدخل رجال الأمن لتفريق مسيرات عرفتها أحياء المدينة، عشية الحديث عن مفاوضات مباشرة بينهم وبين الأساتذة المتدربين، لينتهي المعلقون إلى أن "العربون باين، والحوار مع بنكيران سيكون فاشلا"، موردين تصريحات للوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، تؤكد ألا نية للحكومة لإسقاط المرسومين، وتشبثها بالتوظيف على دفعتين.هجر المغلي