الحب الفاشل يولد الانتقام

إذا طرحت سؤال الحب اليوم على رضى، شاب بيضاوي، في الرابعة والعشرين، سيطلق العنان لضحكة كبيرة، ليس للبسط، بل للسخرية، فبعد تجربة حب فاشلة أطلق العاشق القديم رصاصة على جبين الحب، وأصبح بالنسبة إليه مجرد كذبة يعيش في ضبابها الأغبياء فقط.عاش رضى قصة حبه الأول منذ سن المراهقة، "كنت في الثالثة عشرة عندما ذقت نار الحب لأول مرة، لأبعث برسالتي الأولى إلى زميلتي في الدراسة، والتي كانت تصغرني بسنة، وبالفعل بادلتني الحب بردها برسالة رقيقة منها، كنت أحتفظ بها للذكرى إلا أنني مزقتها قبل خمس سنوات".تطور الحب الطفولي إلى حب أكبر، لكن حبيبة رضى سرعان ما كبرت وظهرت ملامح أنوثتها أكثر، وأصبحت أكثر جمالا، وتصبح بذلك أكثر إثارة للانتباه "استمرت علاقتنا سنوات. حصلت على شهادة الباكلوريا، وكنا نخطط معا لمستقبلنا المهني، لذلك كانت معي حين حررت طلبات اجتياز مباريات عدة معاهد كبرى، غير أنه لم ترد علي أي واحدة منها، لأصاب بالإحباط، وأجد نفسي وجها لوجه مع الجامعة". فشل خطة رضى في الولوج إلى أحد المعاهد الكبرى لم يجهض أحلامه المهنية فحسب، بل أجهض علاقته العاطفية، "في الوقت الذي كنت أعاني فيه تغيرت سميرة، ورغم أن علاقتنا أصبحت عائلية تقريبا، لأنني عرفتها على أفراد عائلتي، كما هو حال عائلتها التي تقبلت علاقتنا، ولم تكن تمانع قضاءها أوقاتا في بيتنا، رغم كل ذلك أصبحت سميرة تعتذر عن ملاقاتي بمبرر أن عائلتها تمنعها من ذلك".استغربت والدة رضى بسبب انقطاع زيارات سميرة فاستفسرت ابنها، إلا أنه أخبرها أنها لم تعد تجيب على مكالماته أو رسائله النصية، "تبين لي بعد ذلك أنها لم تكن تحبني لشخصي، بل لأني كنت أحصل على الرتبة الأولى في الدراسة، وكنت محط أنظار باقي الفتيات، فكانت تعتقد أني سألج كلية الطب بسهولة، وبتغير أحلامنا تغيرت هي كذلك لأكتشف بعد مرور الوقت أنها كانت تربط علاقات مع عدة شباب، ولا يمر أسبوع أو اثنان على علاقتها مع أحدهم حتى تربط علاقة مع آخر باحثة عمن يهديها الهدية الأغلى، وهذا ما أخبرتني به صديقتها".فيما كان رضى يبحث عن الحب، كانت سميرة تبحث عن الرجل الذي سيسعدها ماديا مستقبلا، ويضمن لها حياة الرفاهية. وهي الحقيقة التي صدمت رضى لفترة، قبل أن يقرر الانتقام ليس منها فحسب، بل من كل بنات حواء، "ربطت علاقات عاطفية بصديقاتها، وكنت قصدا أهديهن هدايا رفيعة، لأني اقتنعت أخيرا، أنه لا وجود للحب الحقيقي، فلو كان ذلك صحيحا لاستمرت علاقتي بسميرة، فما عشناه معا لسنوات، لم يكن بنظري لينهار بهذه السهولة".لم يشعر رضى بالإهانة لقطع سميرة علاقتها به بطريقة غامضة، بل لأنها رفضت الرد على مكالمات والدته التي كانت تحاول فهم ما جرى، وهي ترى ملامح المعاناة على وجه ابنها. ض.ز

الحب الفاشل يولد الانتقام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصراع الأبدي بين الرجل والمرأة

"بضـاض" ... "ما كاينـش معا مـن"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات