الصراع الأبدي بين الرجل والمرأة

محاكم الأسرة مسرح لنشر الغسيل والبوح بالأسرار تختزل المقولات الشعبية، علاقة الرجل بالمرأة، وكيف ينظر كل واحد إلى نصفه الآخر. فالرجل لا يعترف بأفضال المرأة عليه، ولا هو قادر على ذكرها وتعدادها، إذ يعتقد أن ذلك يمس برجولته وينتقص من استقلاليته وقيمته، بل يخشى أن يسقط تحت رحمتها ويصبح لعبة في يدها. أما المرأة، فتعتقد بدورها أنها فاتحة أبواب الرزق وأن الرجل/الزوج، لم تظهر عليه ملامح الترف والنعمة، إلا بعد الاقتران بها...ويستمر الصراع، ضاربا القاعدة الفقهية، "إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، حتى في حال الطلاق، إذ تستعر الحرب بين الطرفين، وتغذيها أطراف متعددة، كل يبحث عن السبيل للإيقاع بالآخر.محاكم الأسرة تعج بالقضايا من هذا النوع، كما ان الجلسات التي تنطلق داخل القاعات تمتد تداعياتها خارج بنايات المحاكم عبر مشاهد عنف أـو تبادل الاتهامات.قضت (س)، بدون عمل، 15 سنة من الزواج، ووجدت نفسها في آخر المطاف أمام محكمة الأسرة بالبيضاء، بعد توصلها بالاستدعاء لحضور جلسات التطليق.تروي أنها تعرفت على الزوج في العمل، وأنهما، اتفقا على التعاون في ما بينهما لتأسيس أسرة. قبلت وتسارعت الأحداث بعد ذلك ليتزوجا. اضطرت (س) إلى ترك العمل بعد أن أنجبت الولد الثاني، كان ذلك بإيعاز من الزوج، فلم تمانع، إذ استسلمت إلى الظروف التي تحيط بها وإلى حاجة ابنيها إلى الرعاية، سيما أن وجودها في العمل يحرمهما من اشياء كثيرة، ناهيك عن مشاكل أخرى نجمت عن تصرفات الخادمات اللاتي تعاقبن على المنزل.تواصلت الحياة بين الاثنين، وأنجبا طفلة، ليقررا بعد ذلك، تحديد النسل. وما إن مرت السنوات متعاقبة والمرأة منشغلة بين تربية الأبناء وحاجات الزوج، حتى وجدت نفسها وجها لوجه أمام نفور من نوع آخر، لتتغير سلوكات الزوج نحوها.تروي أنها ساهمت بقدر كبير في تكوينه ورقيه، وحتى طريقة اختيار اللباس وتناسق وحداته، هي من علمتها إياه، وبعد كل ذلك جافاها، بل امتدت المشاكل بينهما إلى أن دخلا في شنآن وأدخلا معها أبناءهما الثلاثة.تساير اليوم إيقاع جلسات قاضي التطليق، وتنتظر إنصافا ولو بنفقة تعيلها وأبناءها الذين بلغ أكبرهم 13 سنة.بعيدا عن المرأة، يصارع الأزواج بدورهم مشاكل ناجمة عن ظروف الحياة، وليس الرجل من يبادر دائما إلى الانفصال أو إلى عدم الاعتراف بقدر الزوجة ومكانتها، بل هنا حالات أخرى لنساء اخترن الانفصال، بدون سبب حسب رأي أزواجهن.يروي عادل أنه تعرف على الشابة التي اقترن بها وهي ما تزال طالبة قبل سنتين من التخرج. خطبها من أسرتها، واتفقا على أن تكمل مسيرتها التعليمية، إذ لم يعقدا قرانهما إلا بعد أن التحقت بالعمل، ليتسنى لهما الارتباط رسميا، لكنه ارتباط شكلي، سيما أن الزوجة عينت في مدينة جنوب المغرب.يمارس عادل أعمالا حرة، حسب ما حكاه، وهي أعمال تتضاعف مداخيلها بحسب الظروف والسوق، ورغم كل ذلك، كان مسؤولا عن زوجته، إذ أنه تحمل مصاريفها وهما مازالا خطيبين، وواصل ذلك حينما تزوجا رغم أنها لا تأتي إلى البيضاء إلى في العطل، ما كان يدفعه لزيارتها في مدينة إقامتها. فجأة ومن دون مقدمات بعد مرور سنتين من الزواج، لم تعد الزوجة إلى بيتها، رغم حلولها بالبيضاء، بل غيرت الرقم الهاتفي، ما أدخله في شكوك، ليتوجه إلى منزل والديها حيث أشعراه بأنها فعلا موجودة، قبل أن يأخذه والدها ويفاتحه في أمر لم يكن متوقعا.أخبره أنها تريد الانفصال، وأنها لا تريد ان ترفع دعوى تطليق، بل تريده أن يتفهم ويتفق معها على الطلاق بشكل ودي.عاد أدراجه إلى منزله، حاول عبثا الاتصال بها مرات، ودفع آخرين إلى التوسط لكنها كانت اتخذت قرارها، لتصله بعد ذلك أخبار عن انتقالها للعمل في مدينة أخرى قبل أن يتوصل باستدعاء لحضور جلسات التطليق.المصطفى صفر

الصراع الأبدي بين الرجل والمرأة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العلاج التلطيفي ... آخر الدواء "المورفين"

الحب الفاشل يولد الانتقام

مقالات ذات صلة