الـفـسـاد يـلـطـخ الـتـنـس

اتهامات لأبرز اللاعبين العالميين بالتلاعب ورابطة المحترفين حققت في حادثة بالمغرب لم يستسغ العالم ما يحدث من فضائح فساد في كرة القدم وألعاب القوى، حتى صدم بنبأ اتهامات لعدد مهم من اللاعبين العالميين في عالم التنس ، بشراء مباريات في بطولات كبيرة، في السنوات القليلة الماضية.وقبيل بداية بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، والتي تعتبر أول أكبر بطولة "غراند شليم" في الموسم، أكدت الصحافة البريطانية بداية الأسبوع الجاري، أن 16 لاعبا من الأوائل عالميا، متهمون بشراء مباريات مهمة في السنوات الأخيرة، مقابل مبالغ مالية كبيرة.واعتبر الخبر صدمة في الأوساط الرياضية العالمية، علما أن التنس ظل لسنوات بعيدا عن الشبهات والفساد، وأعطى الصورة الجيدة للاعبين الممارسين وللاتحاد الدولي للعبة، الذي يعتمد على قوانين صارمة لمحاربة أي شبهات التلاعب أو الرشوة.وانضافت رياضة التنس إلى باقي الرياضات التي تفجرت فيها وقائع الفساد فبعد كرة القدم وما حدث للاتحاد الدولي «فيفا» وتوقيفات أبرز زعمائه، وألعاب القوى وفضائح المنشطات الروسية وتورط رئيسها السابق لامين دياك.أما بالنسبة إلى التنس فالأمر أكثر استفحالا، خصوصا بعد أن أعلنت هيأة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن وقائع تلاعب وفساد في هذه الرياضة.وتوصل تحقيق ل «بي بي سي» إلى أدلة على اشتباه حدوث تلاعب في نتائج مباريات التنس بأكبر البطولات العالمية.وتشمل الوثائق التي حصلت عليها «بي بي سي» نتائج التحقيقات التي بدأت في 2007 من قبل رابطة محترفي التنس.وفي تقرير سري للجهات المنظمة للعبة التنس في 2008، قال فريق التحقيق إنه ينبغي التحقيق مع 28 لاعبا مشاركا في هذه المباريات، لكن لم تكن هناك متابعة لهذه التحقيقات على الإطلاق. وسن القائمون على اللعبة قانونا جديدا لمكافحة الفساد خلال 2009، لكن بعد الاعتماد على مشورة قانونية بأنه لا يمكن متابعة جرائم الفساد السابقة.وقال المتحدث باسم وحدة نزاهة التنس: «ونتيجة لذلك، لم تفتح تحقيقات جديدة مع أي من اللاعبين الذين ورد ذكرهم في تقرير 2008.” بداية موسم عاصفةلم يتردد اللاعبون الدوليون الذين يمارسون حاليا، في إبداء غضبهم من الأخبار التي تتهمهم بالتلاعب في نتائج مباريات، وذلك في أولى الندوات الصحافية التي احتضنتها ميلبورن الأسترالية، على هامش بطولة أستراليا المفتوحة للتنس.وأكد جيل سيمون الفرنسي، المصنف 15 عالميا، أن ما راج بداية الأسبوع الجاري، بصمة عار على التنس، وعلى هذه الصحف أن تكشف الأسماء إذا كانت تتوفر عليها، من أجل توضيح كل شيء للرأي العام.وأضاف سيمون في تصريح له قبل بداية البطولة، أنه لن يقبل إلى جانب زملائه، أن يتم تشويه صورة هذه الرياضة، التي ظلت لسنوات بعيدة عن التهم الخبيثة، ما جعلها تكسب المزيد من الجماهير في الفترة الأخيرة.بدورها قالت الأسطورة الأمريكية سيرينا ويليامس، المصنفة الأولى عالميا، إن الخبر مفزع، ولا يمكن أن يصدق.وأضافت ويليامس التي تعتبر الأكثر تتويجا في العالم، أنها لا تعرف بماذا تجيب على هذه التهم، لأنها صدمت للخبر، وما على الاتحاد الدولي إلا أن يتدخل من أجل إيجاد صيغة لتجاوز ما يحدث.وأوضحت ويليامس أن من شأن هذه الاتهامات أن تؤثر على اللاعبين واللاعبات، في أول بطولة كبرى في الموسم، لأنها خطيرة وستنتشر بسرعة. موراي...أول الغيث قبل ثماني سنوات كشف نجم التنس البريطاني أندي موراي المصنف أولا في بلاده والسابع عشر عالميا خلال تلك الفترة، وجود تلاعب في بعض مباريات دورات رابطة اللاعبين المحترفين. وفي مقابلة مع محطة «بي بي سي» البريطانية أوضح موراي أن اللاعبين على علم بهذا الأمر المؤسف، لكن المشكلة أنه من الصعب تأكيد أن لاعبا ما تعمد ارتكاب الأخطاء أو حاول ذلك.وبناء على شكوك موراي تم فتح تحقيق دون الإعلان عن النتيجة رغم أن رابطة اللاعبين المحترفين، أعادت التحقيق بعد الخسارة المفاجئة للروسي نيكولاي دافيدنكو أمام الأرجنتيني المغمور مارتن فاسالو أرغويلو ثم الانسحاب بدعوى إصابة في الركبة في دورة سوبوت البولونية. وذكرت شركة «بيتفير» للمراهنات والتي تكبدت خسائر كبيرة بسبب هذه المباراة، أن مبالغ مراهنات ضخمة وضعت لصالح فاسالو حتى بعد انتهاء المجموعة الأولى لصالح دافيدنكو، وهو ما يشير إلى احتمال كبير بحدوث تلاعب لمصلحة المراهنين على فوز فاسالو المغمور. دجوكوفيتش يؤكد التهم لم يتردد النجم الصربي نوفاك دجوكوفيتش، المصنف الأول عالميا، والمسيطر في الفترة الأخيرة على كل الألقاب الكبرى، في كشف حقائق جديدة في الملف، قبيل بداية بطولة أستراليا المفتوحة للتنس.وقال دجوكوفيتش إنه صدم للخبر، غير أنه يذكر أن بعض الأشخاص حاولوا الاقتراب منه للغرض ذاته في 2007، لكنه رفض مقابلتهم لمعرفته المسبقة بنيتهم المبيتة.وأضاف دجوكوفيتش أنه سمع في السابق بهذه القضية، وأن هناك بعض الأشخاص يحاولون تلطيخ صورة اللعبة، غير أنه لم يهتم لأمرهم ولم يسبق له أن قابلهم في مسيرته.وأكد دجوكوفيتش أن مهمة الاتحاد الدولي باتت واضحة، وهي تبيان الحقيقة للجمهور المتابع لهذه الرياضة، من أجل الانتهاء من هذه القضية التي ستؤثر لا محالة على هذه الرياضة.وشكلت تصريحات النجم الصربي صدمة كبيرة لدى اللاعبين الآخرين، الذين طالبوا بدورهم بفتح تحقيق في القضية، لمعرفة هؤلاء اللاعبين المتورطين في هذه القضية، وإبعادهم فورا. الاتحاد الدولي يحقق في واقعة بالمغرببعد أربع سنوات من تصريحات موراي، فتحت رابطة اللاعبين المحترفين، تحقيقا في واقعة حدثت في إحدى دورات «شالانج» بالمغرب، بعد أن حامت شكوك حول لاعب أرجنتيني منح مكانه للاعب آخر في الأدوار التمهيدية مقابل مبلغ مالي.ومرة أخرى لم تفض التحقيقات إلى شيء، باستثناء الإشارة إلى الحادث في التقرير السنوي لرابطة اللاعبين المحترفين، دونما اتخاذ أي اجراءات بخصوص الموضوع.وحسب مصدر مطلع على رياضة التنس بالمغرب فإن هناك الكثير من الشكوك التي تحوم حول مباريات بعض اللاعبين الأجانب الذين يحضرون للمشاركة في دوريات العشرة آلاف و15 ألف دولار المنظمة بالمغرب.من جهة ثانية، أوضحت الصحافة البريطانية، أن الاتحاد الدولي لن يسكت طويلا عن هذه التهم، ومن المقرر أن يفتح تحقيقا مباشرا في النازلة، لمعرفة ملابساتها واللاعبين المتهمين فيها.وأكدت المصادر ذاتها أن هناك أشخاصا يتوفرون على لائحة اللاعبين المتهمين، والذي يبلغ عددهم 16 من أكبر اللاعبين العالميين، والذين احتلوا الرتب الأولى في الترتيب العالمي.وللمحافظة على صورة هذه الرياضة، فإن الاتحاد الدولي للتنس بات مطالبا بالاستعانة بالأمن الدولي، من أجل الوقوف على كل حيثيات الملف، ومتابعة المتورطين وطردهم من عالم التنس.ولم تستبعد الصحافة البريطانية أن يتم استدعاء لاعبين عالميين من أجل استجوابهم، ومعرفة رأيهم في القضية، ناهيك عن عقد اجتماع مع جمعية اللاعبين العالميين، والتي يترأسها حاليا النجم السويسري رودجر فيدرر. أين المغاربة من كل هذا ؟تحدثت الصحافة البريطانية عن أن التلاعبات حدثت من 2006 إلى يومنا هذا، إذ اعتمدها بعض اللاعبين المعروفين من أجل ربح رتب في الترتيب العالمي، ثم إغناء خزينتهم بالألقاب.ورغم تراجع التنس المغربي في الفترة الأخيرة، فإن أبطالا مروا على الساحة العالمية، خلال هذه الفترة، واعتبروا من الأبرز عالميا، باحتلالهم رتبا متقدمة، آخرهم يونس العيناوي.وقبل اعتزاله في 2008، تمكن العيناوي من تحقيق إنجازات باهرة في عالم التنس، إذ تمكن من حصد ألقاب دورات الدوحة والدار البيضاء وميونيخ ورومانيا وهولندا، فيما وصل إلى أدوار متقدمة في البطولات الكبرى مثل دورة ليون الفرنسية وباستاد السويدية ودبي الإماراتية وجاكارتا الإندونيسية، فيما لعب ربع نهاية بطولة أستراليا المفتوحة للتنس في 2000 و2003.وتربع العيناوي على قمة الترتيب العالمي في 2003، حين تمكن من الفوز ببطولة قطر المفتوحة، فيما أنهى الموسم ذاته في الرتبة 14 عالميا.ولم يكن العيناوي الوحيد في هذه الحقبة، وإنما صعد نجم هشام أرازي، الذي حقق هو الآخر نتائج جيدة، جعلته يصل إلى الرتبة 22 عالميا في 2001، ناهيك عن فوزه ببطولة الدار البيضاء، ووصوله لنهائي بطولة وميلانو الإيطالية ومونتي كارلو الفرنسية، فيما لعب ربع نهاية أستراليا المفتوحة للتنس وربع نهاية رولان غاروس الفرنسية.إنجاز: العقيد درغام وأحمد نعيم

الـفـسـاد يـلـطـخ الـتـنـس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفكيك شبكة لتهريب المخدرات نحو إسبانيا

"البام" يغير جلـده

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات