التحريض على الفوضى لم يستثن الأغاني

إذا تمعنا في بعض الأغاني سنجدها مليئة بالتحريض دون قصد، على العنف، حتى لو كان رمزيا إضافة إلى العنصرية و التمييز ضد المرأة و زراعة الكراهية، لكنها تبقى مجرد أغان مستوحاة من التراث ومشاكل المجتمع دون أن يعي فنانونا أن هناك من يتأثر بها خصوصا الأطفال والمراهقين. فإذا كانت الموسيقى من العوامل التي تساهم في تهذيب النفس الإنسانية والارتقاء بها، فإن المتأمل في الأغنية الشعبية أو الشبابية المغربية سيلاحظ مع الأسف ميلا إلى تجسيد موضوعات ذات صلة بالعنف، للتعبير عن العواطف، إذ ما زالت الكلمات التي تستحضر السلاح الأبيض والقتل والطرد والعنصرية والعنف الرمزي موضوعات عادة ما تحضر في بعض الأغاني المغربية في سياق تعابير عاطفية. فالسلاح مثلا يستخدم للتعبير عن صور متعددة، فتارة كمعادل لقوة الحب وعدم التخلي عن المحبوب، مثل مطلع أغنية:" راني معول الليلة نعميها" أو الليلة نجبد الجنوي" التي أعاد غناءها العديد من المغنين المغاربة. وأيضا نجد أغنية "ردي بالك راني خطار" التي أداها في دويتو كل من الفنانة زينة الداودية والفنان قادر، إذ هناك بعض المقاطع التي تتغنى بالعنف "بالشرع وبالتاويل غادي نخلي دموعك تسيل". ودائما في ما يرتبط بالأغاني التي تثير الكثير من الجدل التي يروج لها فنانونها حتى ولو عن غير قصد، نجد الفنان المثير للجدل بتفاعله مع القضايا والأحداث التي تقع في المجتمع المغربي، عادل الميلودي الذي دخل على الخط، وأدلى بدلوه في المواضيع الساخنة، التي أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بدءا بقضية "فتاتي إنزكان"، مرورا بـ"مثلي فاس" ومجموعة من الأحداث بأغنية تحت عنوان "كيفاش هوما ما هضروش" والتي تحمل عبارات تحريضية في حق الممثلة لبنى أبيضار والمخرج نبيل عيوش، مع إهانة المتعاطفين مع "فتاتي إنزكان". وتنتشر عبارات مماثلة في أغاني الراي، إذ نجد أحد الشباب، في أغنية معروفة، يتغنى بالخمر، ويقول "ماشي الشراب يسكر هضرة...". وبحسب الكلمات الواردة في الأغنية، فهناك تهديد واضح لسلامة الأشخاص، وتحريض على العنف والكراهية، في مقطع يهدد بصراحة، حين يقول:"نتيا لبنى أبيضار. راكي ليوم في خاطار". "صيتك داع من دار لدار وغادا تشوفي غير الويل"، إضافة إلى مقاطع أخرى يغنيها بعض الفنانين المغاربة. وفي ما يتعلق بالنماذج التي تدل على الخصام الذي يحدث بين الفنانين المغاربة، هناك دنيا باطما وابتسام تسكت، إذ اندلعت حرب كلامية بين النجمتين المغربيتين، والدليل على ذلك التصريحات وما يروج من اصطدامات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتم التراشق بينهما بالكلمات والمعاني، أحيانا تصل إلى درجة الإهانة والمس بشخصية كل واحدة بالأخرى. وعلى ما يبدو فإن دنيا باطما اختارت سلاحها من خلال توجيه رسالة طويلة قاسية الحدة، عبر حسابها الرسمي في "الفيسبوك"، في البداية وجهت كلمتها للجماهير التي تنتقدها في تويتر بالقول" بالنسبة إلى بعض المتطفلين في التويتر، أريد أن أقول إن رائحتكم أصبحت تفوح وإزعاج المراهقين لن يؤثر في نجاحاتي، لأن نجاحي كبير جدا، وهذا من فضل ربي وعمر لكتاف ميتقادو مع البراعم".... كما أشارت إلى مسألة الجمال قائلة" إن الجمال ليس بوضع الصباغة والعدسات وغيرها، وادعاء الجمال. فالجمال جمال الفعل والأخلاق والأعمال الطيبة، وعندما تشارك في مهرجان أو قناة تترك مكانة وقيمة والكل يذكرك بالخير وليس العكس.. ومن يقول بأن دنيا باطما قبيحة أريد أن أرى جماله، وإذا كنت قبيحة فليفعل ربع ما وصلت إليه الحمد لله بقبحي." وفي الأخير ختمت دنيا باطما كلامها: "لكل مقهور عندما تتعصب اسمع جديدي "مزيان واعر" و أغنية " المغرب مغربنا" الضربة القاضية في الطريق..." وفي المقابل ردت ابتسام عبر حسابها في تدوينة برسالة قصيرة لكنها تحمل بدورها معاني قوية "التجاهل صدقة جارية لفقراء الأدب اللهم خفف عنهم حقدهم وارزقهم بكل ما هم مفتقدين له وابعد عنا شرهم، اللهم آمين"... وما هذه التدوينات التي نقرؤها في مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"للصفحات والحسابات الرسمية لكلا الفنانتين إلا نموذج حي على الحرب الدائرة بين الفنانين المغاربة. محمد بها

التحريض على الفوضى لم يستثن الأغاني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"التيفو" يؤجج شغب الملاعب

الاعتداءات بمؤسسات الدولة ... من المسؤول؟

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات