سقطة دبلوماسية لمزوار في ملف الصحراء

فشل وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، في تحصين العلاقات الدبلوماسية للرباط مع بلدان لم يمض على تقاربها مع المغرب أكثر من ثلاث سنوات. فبعد أن علقت جمهورية بنما اعترافها ببوليساريو باعتبار أن الجمهورية الوهمية «لا تتوفر على المقومات الأساسية المشكلة لدولة ذات سيادة تماشيا مع مبادئ القانون الدولي»، فوجئت الرباط بعودة العلاقات الدبلوماسية بين جبهة بوليساريو وبنما إلى طبيعتها، بتعيين مفوض فوق العادة لما يسمى بالجمهورية الصحراوية لدى بنما، في تحول يشكل فشلا للدبلوماسية المغربية ولقطاع وزارة الخارجية، التي لم تتحرك لمنع عودة العلاقات بين بوليساريو وواحدة من أهم الدول في منطقة أمريكا الوسطى. ورغم وجود تمثيلية دبلوماسية لبنما في الرباط ترأسها سفيرة مكلفة بالقيام بأنشطة سياسية وإدارية بمجموعة من الدول الإفريقية انطلاقا من المغرب، فإن وزارة الخارجية المغربية لم تنجح في وقف قرار يسيء إلى الوحدة الترابية للمملكة، وعجزت عن إقناع مسؤولي هذا البلد بالتراجع عن موقفه الداعم لبوليساريو وتطبيع العلاقات معها. وقررت الحكومة البنمية في نونبر 2013 سحب اعترافها وقطع علاقاتها الدبلوماسية نهائيا مع بوليساريو، مقابل التقرب إلى المغرب باعتباره بوابة إفريقيا، سعيا منها إلى تقوية علاقاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع المملكة، بعدما تبين أن هذا الكيان يفتقد إلى العناصر الأساسية ليصبح دولة مستقلة. ويطرح هذا التحول مسؤولية وزارة الخارجية والتعاون في إدارة ملفات تهم المصالح العليا للمملكة، إذ أن التغير في مواقف بعض الدول حيال النزاع في الصحراء، نابع من ضعف العمل الدبلوماسي المغربي وغياب الفعالية وسرعة التحرك من قبل القنصليات والسفارات التي أوكلت إليها مهمة التمثيل الدبلوماسي، وهي المسؤولية التي تتضاعف حين يتعلق الأمر بموقف عدائي حيال الوحدة الترابية للمغرب، صادر من دولة بذلت الرباط جهودا قوية قصد استمالتها ودفعها إلى سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية، وهو الأمر الذي لم يدم أكثر من ثلاث سنوات، ما يفيد أن بوليساريو تحركت بقوة قصد استعادة علاقاتها مع بنما بوصفها من الدول الأولى التي اعترفت بالجبهة منتصف السبعينات، علاوة على دورها المركزي في منطقة أمريكا الوسطى. ويثير هذا السقوط الدبلوماسي مخاوف، من تأثيراته المرتقبة على علاقات الرباط بدول تزامن سحب اعترافها بجبهة بوليساريو مع موقف بنما تعليق الاعتراف بالجمهورية الوهمية، وذلك بالنظر إلى علاقات التأثير القائمة بين بلدان أمريكا اللاتنية عموما، ذلك أن الخارجية المغربية التي فشلت في تحصين العلاقات الدبلوماسية مع بنما ضد كل اختراق، مطالبة بالتحرك حتى لا يصل هذا التحول إلى مواقف بلدان من قبيل البارغواي وجزر موريس، اللتين سحبتا الاعتراف ببوليساريو، بينما أعادت بنما تطبيع علاقتها مع الجبهة بعد أن ساعدتها في مرحلة التأسيس على بناء دولة مستقلة في الصحراء، ودعمتها دبلوماسيا في منطقة أمريكا اللاتينية بدعم جزائري. إحسان الحافظي

سقطة دبلوماسية لمزوار في ملف الصحراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تعنيف الأساتذة يجر حصاد والرميد إلى البرلمان

بكوري يحذر من انعدام الثقة داخل الجهة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات