“ملوك” مخالفات المرور

ارتفعت نسبها خلال السنوات الثلاث الأخيرة بشكل مهول تعني المواطنة في المفاهيم السياسية والحقوقية الانتماء إلى الوطن والارتباط الوثيق به وبتراثه وقيمه وتاريخه، كما تعني تمتع المواطن بكل حقوقه المدنية والسياسية، وأن يقوم بأداء كل واجباته تجاه وطنه، أي بكل اختصار وتبسيط، هي حقوق وواجبات.ولعل أبرز واجبات المواطن هي احترام القانون وعدم اقتراف مخالفات من شأنها أن تضر بمواطنين آخرين، غير أن الواقع والأرقام المسجلة عكس ذلك، خاصة في مجال المخالفات المرورية التي يمكن أن تدخل المغرب إلى موسوعة "غينيس"، بالنظر إلى عددها وعدد الضحايا المسجلة نتيجة لها.وإذا كان من الصعب في مغرب 2015 الحديث عن احترام الراجلين لإشارة المرور، بالنظر إلى أنهم لم يتشبعوا بعد بهذه الثقافة، بل يعتبرونها ترفا أو على الأصح شيئا تافها، مفسرا ذلك بأنهم لم يحصلوا بعد على ما يكفي من الحقوق التي تفرض عليهم عدم مخالفة القانون في هذا الشق، فإن الأرقام المسجلة على مستوى مخالفات السير تحمل أكثر من دلالة وتفسر بشكل لا يضع مجالا للشك عقلية المواطن ومدى احترامه للقانون.فحسب إحصائيات المديرية العامة للأمن الوطني، فقد ضبطت مصالحها قرابة مليون ونصف مليون مخالفة أديت عنها ذعائر، وبالضبط مليون و378 ألفا و452 مخالفة، وذلك في الوقت الذي عرف فيه المغرب في جل مدنه وقراه حركة سير وتنقل لثلاثة ملايين و28 ألف سيارة. بعملية حسابية للنسبة، يتضح أن سيارة واحدة من أصل أقل من ثلاث سيارات، اقترفت مخالفة مختلفة النوع والقيمة والخطورة تم أداء ذعيرة عنها، هذا دون احتساب المخالفات التي تفك بشكل ودي بين السائقين أو بين السائقين ورجال الشرطة.وما يكرس غياب ثقافة المواطنة لدى العديدين، أن الأرقام المسجلة، في ارتفاع خلال السنوات الأخيرة، إذ أوردت إحصائيات الجهاز الأمني نفسه بأن عدد العربات التي سجلت في حقها مخالفات مرورية انتقل من 716.275 سيارة خلال 2012 إلى 1.360.701 في 2013، أي بزيادة89.97 في المائة، لينتقل هذا الرقم إلى 1.720.885 سنة 2014، أي بمعدل زيادة بلغ 26.47 في المائة عن السنة السابقة، والشيء نفسه بالنسبة إلى عدد المحاضر المحالة على العدالة، والذي انتقل من 389.923 محضرا لمخالفات تتعلق بالسير والجولان في 2012، إلى 646.381 محضرا خلال 2013 و761.381 في 2014، أي بزيادات متوالية بلغت 65.79 في المائة و17.78 في المائة.وتعكس الأرقام السابقة ترسخ "ثقافة" مخالفة القانون لدى العديد من المغاربة، والتي تعتبر مخالفات المرور أبسط صورها، وتفسر مخالفات أخرى أخطر يقترفها مواطنون آخرون، من قبيل الغش في البناء، والذي قد يترتب عنه خسائر أكبر في الأرواح، مثلما حدث في انهيار عمارات بوركون بالبيضاء، والذي يجسد مفهوما خاصا للمواطنة" مرتبطا بالربح أولا وأخيرا، وهو ما يستدعي إعادة النظر في مجموعة من الأمور، لعل أبرزها إصلاح منظومة التعليم، حتى تنتج مواطنين مؤمنين بأن المواطنة حقوق وواجبات، وليست حقوقا وتهربا من الواجبات بشكل متعمد أحيانا.الصديق بوكزول

“ملوك” مخالفات المرور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أكضيض: هناك تكوين مستمر لمحاربة الظاهرة

تهريب الأموال... تخريب للاقتصاد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات