العـداء المركـب

خمري أستاذ التعليم العالي قال إن الجزائر طرف في نزاع مغربية الصحراء وتستعمل الملف للتلاعب بمطالب شعبها قال سعيد خمري، أستاذ التعليم العالي، ورئيس المركز الديمقراطي المغربي للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، إن النظام العسكري الجزائري، تجاوز الغباء في إظهار عدائه تجاه المغرب من خلال عدد كبير من المؤشرات، أولها أنه طرف في النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء من خلال تمويل ميليشيات البوليساريو على مدى نصف قرن. وأكد خمري في حوار مع " الصباح" أن النظام العسكري الجزائري ليست له شرعية ديمقراطية، ولأنه تسبب في حدوث معاناة للشعب الجزائري ولكي يتنصل من تحمل مسؤوليته، اختلق فكرة العدو الخارجي. يعتبر النظام الجزائري المغرب العدو الأول بل جعل منه عقيدته العدائية في السياسة الخارجية هل هذا نابع عن غباء العسكر الحاكم؟ >يختلق العداوة، وحتى إن لم يكن مشكل الصحراء، سيفتعل مشكلا آخر، والقادة والمجتمع الجزائري يعلمون جيدا أن الصحراء مغربية، ويعلمون ما صنعه الاستعمار الفرنسي في ما يخص محاولة تقسيم المغرب، واقتطاع الحدود الشرقية فاعتبروا المغرب ضحية لها . واستشرى الفساد في الجزائر ووصل درجة انسداد الحلم، والأفق ومنع حرية التعبير والعمل الحزبي والتعبيرات الفكرية والأدبية، إضافة إلى أن المواطن محروم من أبسط حقوقه في العيش، في بلد له عائدات نفط وغاز طبيعي، لذلك فهذا نظام استبدادي ويقوم بإعادة إنتاج النخب العسكرية نفسها على رأس الحكم. منذ نصف قرن والعسكر الجزائري يناهض الوحدة الترابية وفشل في مسعاه ومع ذلك يخوض حروبا على كل الواجهات، هل هذا يعبر عن غباء لدى هذا النظام؟ > نال المغرب استقلاله وتخلص من نظام الحماية الفرنسية في 1956، والجزائر نالت استقلالها بعد سنوات، ويعلم القادة العسكريون والوطنيون في الجزائر جيدا، وكل شيء مدون في وثائق تاريخية، أن القادة المغاربة والحكام في المغرب رفضوا تقسيم ورسم الحدود مع الجزائر، والبلد ما زال قيد الاستعمار ومدوا المقاومين بالسلاح والعتاد والرجال. وقد يكون حصول المغرب على صحرائه الجنوبية والاعتراف بامتداده الصحراوي في الجنوب، سوف يفتح بالنسبة له المجال للمطالبة بالصحراء الشرقية لذلك استمر العداء في معاكسة الوحدة الترابية، بإيواء الانفصاليين، والاستعانة بأناس من دول مجاورة، علما أن عددا من مؤسسي الكيان الوهمي كان يدرسون في المغرب ولم تكن تخطر ببالهم فكرة الانفصال عن المغرب وخلق كيان وهمي وهي فكرة النظام العسكري الجزائري، الذي يدعي أنه ليس هو من صنع ميليشيات البوليساريو. ماهي أسباب رفض النظام العسكري التفاعل مع سياسة اليد الممدودة للمغرب؟ > النظام العسكري الجزائري ليست له أي شرعية ديمقراطية، أوانتخابية، وما يعتمد عليه تاريخيا هو تحقيق الاستقلال مدعوما بحركة التحرير. ومع مضي السنوات أضحى العسكر متحكما في تفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والرياضية وفي كل شيء. وتجاوز هذا الأمر إلى تحكم العسكر حتى في أنفاس المواطنين وقمع حريتهم، وممارسة التضييق على تنقلهم، ولا مجال لأي حركة، أو تنظيم، أو هيأة أن تعبر عن توجهها، أو رأيها ومواقفها خارج الموقف الرسمي الذي وضعه العسكر. واعتبر أن نظام الجنرالات في الجزائر هو نظام استبدادي، يقوم على التحكم في جميع مناحي الحياة، ويسخر كل الآليات التي وضعها تحت يده لممارسة السيطرة، بالاعتماد على وسائل الإعلام، وجزء من الأحزاب، وجزء من جمعيات المجتمع المدني، والنظام التعليمي والرياضي وحتى الشارع. لذلك نفهم جيدا كيف يتم الإتيان بمرشح للرئاسة، والادعاء أن هناك انتخابات رئاسية، يقع بصددها تنافس، لذلك لا وجود لمرشح مستقل يمكنه أن يتولى منصب الرئاسة، بل هم من يضعونه في كل محطة انتخابية، فيجد هذا النظام العسكري نفسه محرجا من جاره المغربي الذي يقوم بإصلاحات، ويحقق إنجازات، ويتطور باستمرار في جميع المناحي التي تتحسن، ويتطور مركزه الجيو إستراتيجي الذي يتموقع في إفريقيا وأوربا والأطلسي، ويحقق إنجازات على أكثر من مستوى بتعددية حزبية بالمغرب على سلبيتها التي لا يمكن مقارنتها بما يجري في الجزائر، كما الحرية الصحافية بإكراهاتها التي لا يمكن مقارنتها بما يجري في الجزائر لغياب الصحافة الحرة والعمل النقابي والحزبي، ووقوف المواطنين الجزائريين في طوابير طويلة من أجل الاستفادة من مواد غذائية في بلد غني بموارده النفطية والغازية. يدعي العسكر الجزائري أنه ليس طرفا في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، غير أن تحرك الجنرالات لمنع دخول قميص فريق نهضة بركان لكرة القدم به خريطة المغرب، كشف مجددا زيف ادعائه، فهل هذا النظام غبي؟ >إنه أكثر من غباء لنظام عسكري، بالقول إنه ليس طرفا والحال أنه يتصرف بناء على ذلك، وكيف لا يكون طرفا وهو من آوى ميليشيات البوليساريو فوق ترابه ومنحها التمويل، وخصص لقادتها إكراميات ووسائل التنقل مقابل الاستمرار في معاكسة وحدة تراب المغرب. ومن أجل إيجاد مبررات لصرف نظر مواطنيه عن المشاكل التي يعانونها يدعي وجود خطر خارجي، ألا وهو المغرب، فيدعو الجميع إلى الالتفاف حوله. واليوم هناك مؤشرات ستجعل هذا النظام ينهي حياته بنفسه لأن مؤشر الاحتجاج مرتفع جدا لدى المواطنين الذين أضحوا يشاركون في العديد من الحركات والمنظمات الحقوقية والمدنية، ويعبرون عن امتعاضهم من هذا النظام وعن حاجتهم إلى الانفتاح على الديمقراطية، والحقوق العادية للوصول إلى المواطنة كما تنص عليها المعاهدات الدولية، ومؤطرة بميثاق دولي للحقوق الوطنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والمواثيق الأخرى . وعالم اليوم أضحى مكشوفا بسبب تقدم وسائل الاتصال الاجتماعية، والثورة الصناعية الرابعة لتكنولوجيا الاتصال، والذكاء الاصطناعي، وأن أي مواطن موجود في بلد وقرية معزولة، وحي معزول، بإمكانه أن يعلم ويشهد ماهو موجود في الخارج. إذن لا يمكن الاستمرار على هذه الحال لأنه سوف يأتي يوم لن يجد فيه هذا النظام ما يدعمه داخل هذا البلد. أجرى الحوار: أحمد الأرقام - أستاذ العلوم السياسية - رئيس المركز الديمقراطي المغربي للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية

العـداء المركـب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إحالة 9 متهمين في شبكتين للنصب بتازة وفاس

مشروعية فرض هيآت المحامين رسوم الانخراط

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات