تهريب الأموال… تخريب للاقتصاد

مافيات دولية تتخذ منه وسيلة للاغتناء ساهمت الإجراءات الأمنية التي شاركت فيها مختلف مصالح الأمن، بعد التهديدات الأخيرة التي أعلنها تنظيم «داعش «، ضد المغرب، في إحباط العديد من محاولات تهريب الأموال، سيما عبر مطارات المغرب، بعضها تتزعمها شبكات إجرامية متخصصة.تبقى أكبر عملية تهريب العملات بالخارج، تلك التي تمت بمطار محمد الخامس، إذ بلغت قيمة الأموال المحجوزة ثلاثة ملايير، ضبطت في يوم واحد بعد إحباط عمليات عديدة.تتنوع أسباب تهريب العملة، سيما أمام إجراءات صارمة من قبل الدولة في شخص مكتب الصرف الذي حدد المبلغ المسموح به لإخراجه إلى الخارج في أربعة ملايين فقط، فالدولة تهدف من خلال هذا الإجراء حماية احتياطها العام من مخزون العملة الأجنبية، لكن هذا الطموح يتعارض مع أنانية بعض المغاربة، الذين غالبا ما يهربون أموالهم لاقتناء عقارات أو وضعها في حساباتهم البنكية في أوربا. مطار محمد الخامس… قبلة المهربين المصالح الأمنية أحبطت عمليات تهريب كبيرة أبطالها من أوربا وإفريقيا والخليج ساهمت يقظة عناصر الدرك الملكي وأفراد الجمارك بمطار محمد الخامس في إحباط عمليات لتهريب العملة الصعبة، تصل قيمتها ثلاثة ملايير تقريبا، كانت مهربة إلى أوربا بطرق احترافية في أقل من يوم.وأوقف خلال تلك العمليات العديد من المتورطين ينتمون إلى دول أوربية وخليجية، إضافة إلى مغاربة قدموا من دول خليجية، الأمر الذي جعل مصالح الجمارك بالمطار تعلن «النفير « لمحاربة هذه الظاهرة التي تهد الاقتصاد الوطني.وحجزت المصالح المذكورة في العملية الأولى، ما يناهز مليارين ونصف مليار، كانت موجهة نحو فرنسا، فيما عمليات أخرى ضبطت فيها مبالغ مالية مهمة من عملتي الأورو والدولار، وبوشرت بخصوصها أبحاث مع مهربيها. في تفاصيل العملية الأولى، تمكنت عناصر الدرك الملكي، من حجز ما قميته ملياران ونصف مليار سنتيم، في منطقة الشحن بمطار محمد الخامس، كانت مخبأة بسيارة تابعة لشركة خطوط جوية فرنسية.المبلغ كان سيسلم إلى شخص في طائرة تابعة للشركة نفسها، قبل إقلاعها نحو أوربا، وأن المشتبه فيهم استغلوا الثقة التي تحظى بها سيارات الخطوط الجوية الفرنسية ، في محاولة لاستغلالها لتهريب الأموال، قبل أن يقعوا في شرك الدرك بعد تشديد الخناق على المهربين في كل ممرات المطار. أما عناصر الجمارك العاملة بمطار محمد الخامس، فأحبطت عمليات مماثلة، إذ أوقفت متهما يتحدر من غينيا يتردد باستمرار على المغرب لممارسة أعمال تجارية، وعثر بحوزته على مبلغ 90 ألف أورو، إضافة إلى 15 ألف أورو من الدولار، كان يخبئها بإحكام في حقيبته وينوي حملها إلى كوناكري. ولم يتوقف مسلسل إحباط عمليات محاولة تهريب الأموال بالعملة الصعبة، عند هاتين العمليتين، بل تواصلت في اليوم نفسه، إذ أوقفت المصالح المذكورة، فرنسيا بحوزته 10 آلاف أورو، كان متوجها إلى ليون. كما أوقف فلسطيني بحوزته 12 ألف دولار، كان متوجها نحو جدة بالمملكة السعودية. تزايد محاولات تهريب العملة، دفع عناصر الجمارك إلى تكثيف عملياتها، لتمتد إلى الوافدين على المملكة، إذ جرى في اليوم نفسه ضبط مغربي قدم من دبي، بعد أن تبين أنه يحمل ممنوعات. وأثناء تفتيشه عثر بحوزته على 5000 بطاقة تخزين من سعة 4G، كان يلفها حول ساقيه ويثبتها بلصاق. وقدرت مصادر «الصباح» قيمة المحجوزات ب 100 مليون سنتيم. وتزامنت عمليات حجز الأموال المهربة، مع اليوم الذي أحيل فيه مشتبه ضبط بحوزته مبلغ مالي مهم من الأورو، قدر بمليارين، على النيابة العامة. وهي القضية التي مازال البحث جاريا فيها عن العقل المدبر الذي تمكن من الفرار. وتواصل مصالح الدرك والشرطة البحث عن العقول المدبرة لعمليات التهريب.مصطفى لطفي

تهريب الأموال… تخريب للاقتصاد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"ملوك" مخالفات المرور

علاقة الدولة بالمواطن وراء تفشي الاستهتار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات