التحالف الدولي يشن غارات جوية على معقل قبيلة القذافي

مصر لن تتدخل في النزاع وتركيا تبدي اعتراضات شن التحالف الدولي، مساء أول أمس (الأربعاء)، وصباح أمس (الخميس)، غارات جوية مكثفة على مدينة سبها (750 كيلومترا جنوب طرابلس)، معقل قبيلة القذاذفة التي يتحدر منها الزعيم معمر القذافي، كما قال أحد سكان المدينة لوكالة «فرانس برس». من جهته، أفاد دبلوماسي غربي في القاهرة، أمس (الخميس)، أن مصر لن تتدخل في النزاع الجاري في ليبيا حيث تقود الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الجهود لفرض حظر جوي وحماية السكان المدنيين.وصرح الدبلوماسي لصحافيين طالبا منهم عدم الكشف عن هويته «أعتقد أن المصريين كانوا واضحين تماما ولا نية لديهم بالتدخل في النزاع في ليبيا».وأضاف أن «قلقهم الأساسي هو أمن الرعايا المصريين» الموجودين في ليبيا المجاورة، مشيرا إلى عدم توفر معلومات لديه حول مساع مصرية لتسليح المعارضة لنظام معمر القذافي.وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أوردت يوم الجمعة الماضي أن مصر تزود على ما يبدو الثوار الليبيين بأسلحة خفيفة لمحاربة القوات الموالية للقذافي، رغم الحظر على الأسلحة الذي أعلنته الأمم المتحدة في 26 فبراير الماضي.وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت الأسبوع الماضي عدم المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا لأسباب إنسانية.وتقدر مصر عدد رعاياها في ليبيا ب5.1 مليون نسمة قبل الاضطرابات التي حملت عشرات الآلاف منهم على الرحيل في الأسابيع الماضية.من جهة أخرى، عقد القادة الأوربيون قمة أمس (الخميس) في بروكسل في أجواء متوترة بسبب خلافاتهم المستمرة حول التدخل العسكري في ليبيا وهدفه النهائي والدور المحدد لحلف شمال الأطلسي في هذه العملية.وفي موازاة ذلك، يواصل سفراء دول حلف شمال الأطلسي، وغالبيتهم من أعضاء الاتحاد الأوربي، مشاوراتهم التي بدؤوها منذ أيام في محاولة لكي يحددوا بشكل نهائي دور الحلف في العمليات في ليبيا.وفي الوقت الراهن، تبدي تركيا اعتراضات. فقد منعت التوصل إلى اتفاق أول أمس (الأربعاء) رافضة السماح للحلف بتولي مسؤولية منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا إذا لم يوقف التحالف قصفه بشكل مسبق.لكن فرنسا أكدت أمس (الخميس) أن التحالف «سيواصل الضربات الجوية» على أهداف عسكرية. وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه «ذلك سيستمر طالما لزم الأمر»، لكن الوقت يضيق والولايات المتحدة تعبر عن مؤشرات على نفاد الصبر بالنسبة إلى دور حلف الأطلسي كما قال دبلوماسي، لأنها تريد وقف التزامها في أسرع وقت ممكن في قيادة عمليات التحالف التي تتولاها إلى جانب فرنسا وبريطانيا لتسليم المهمة إلى الحلف.ويواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقادات شديدة في بلاده بخصوص دور الولايات المتحدة في الضربات على ليبيا والشكوك حول نتيجة التدخل وكلفة الحرب في وقت تخوض فيه البلاد حربين في أفغانستان والعراق.ويقول مصدر دبلوماسي إن من المرتقب التوصل إلى تسوية مع أنقرة تنص على «قيام الدول الراغبة في المشاركة في الضربات في ليبيا بذلك، وعدم مشاركة تلك المعارضة» للتدخل.وقال المصدر نفسه إن حلف شمال الأطلسي المطالب بتولي أيضا مسؤولية الحظر البحري المفروض على ليبيا، وضع اللمسات الأخيرة على القسم الأكبر من هيكلية القيادة للمهمات التي ستلعب فيها قاعدتا نابولي (جنوب) وبوجيو ريناتيكو (شمال) الإيطاليتان دورا أساسيا.لكن، وفي مؤشر على التوتر المستمر، قررت ألمانيا تعليق مشاركة سفنها الحربية في عمليات حلف شمال الأطلسي في المتوسط لكي لا تضطر إلى الانضمام إلى مراقبة الحظر على الأسلحة المتوجهة إلى ليبيا واستخدام السلاح.وبرلين التي امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن لا تزال معارضة للتدخل العسكري.والتسوية التي تم التوصل إليها حول إدارة العمليات التي حسب فرنسا تعطي «القيادة السياسية» لدول التحالف فقط في حين أن الحلف يتولى التطبيق، لا تزال تثير تحفظات.وأعلن رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكر أنه «يأسف لعدم التنظيم الأوربي حول هذه المسألة»، سيما أن مشروع السياسة الخارجية المشتركة للاتحاد الأوربي تبدد كما حصل خلال حرب العراق في 2003.وسيلتقي القادة الأوربيون في بروكسل لبحث دور الاتحاد الأوربي. ويعمل الاتحاد على مهمة إنسانية في ليبيا يجري ضمان أمنها عبر وسائل عسكرية ويستعد لاحتمال تدفق مهاجرين غير شرعيين من شمال إفريقيا ويسعى إلى زيادة مساعدته الاقتصادية للمنطقة.وإلى جانب ذلك، يجب على الاتحاد التفكير في مرحلة ما بعد القذافي. وأكد مصدر مقرب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن «التدخل العسكري ليس غاية بحد ذاته، يجب أن يكون هناك نتيجة سياسية لهذه الأزمة. ومن المستحسن أن يبدأ المجلس الأوربي (قادة الاتحاد) ببحث ذلك والتفكير به».من جهة أخرى، دوت ثلاثة انفجارات قوية، ظهر أمس (الخميس)، في تاجوراء، الضاحية الشرقية لطرابس، وتصاعدت على الأثر أعمدة دخان من الكلية العسكرية التي تعرضت يومي السبت والثلاثاء الماضيين أيضا إلى قصف من جانب قوات التحالف الدولي، كما أفاد شهود عيان.وقال الشهود لوكالة «فرانس برس» إن الانفجارات دوت قرابة الساعة العاشرة والنصف بتوقيت غرينيتش. وأوضح أحد الشهود في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» طالبا عدم الكشف عن اسمه أن دخانا كثيفا ارتفع من مبنى الكلية العسكرية في تاجوراء إثر الانفجارات الثلاثة، مرجحا أن تكون الانفجارات ناجمة عن قصف من جانب التحالف الدولي. وكالات

التحالف الدولي يشن غارات جوية على معقل قبيلة القذافي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سوريون يطالبون بإسقاط نظام الأسد

ميناء الداخلة... بنياب تحتية محدودة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات