تفاصيل أعمال التخريب والاعتقالات عقب تظاهرات 20 فبراير

ارتفاع عدد الموقوفين إلى 187 والأمن استخدم كاميرات مراقبة رقمية في تحديد هوية المخربين مرت على يوم الأحد 20 فبراير، أربعة أيام تقريبا، وهي مدة قليلة زمنيا لكنها طويلة ومفعمة بالأحداث والوقائع والدروس والخلاصات لمن شاء أن يتدبر في تداعياتها ونتائجها وانعكاساتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية على المغرب. فالدعوة المفتوحة للتظاهر انطلقت من عالم افتراضي، يضطلع فيه الشباب بدور ريادي، لكن خروج حركات الاحتجاج إلى الشارع وملامستها للواقع تميزت بغلبة تيارات سياسية وأخرى دينية، فتلاش بذلك اندفاع الشباب وغلبت نبرة السياسة والمطالب الحزبية الضيقة. بتجسيد حركات الاحتجاج التي خرجت يوم 20 فبراير إلى الشوارع المغربية في أرقام ومؤشرات إحصائية، فإننا سنجد أن عدد المتظاهرين الذي خرجوا إلى الشوارع في المدار الحضري بلغ 28540 شخصا، بينما لم يناهز هذا الرقم سبعة آلاف في المجال القروي، أي بنسبة لا تتعدى 0.06 في المائة من مجموع السكان المغاربة، هذا إذا افترضنا أن عدد سكان المغرب يقف في 32 مليون نسمة.أما التوزيع الجغرافي لهذه الحركة الاحتجاجية فقد تميز باحترام التركيبة والحجم الديمغرافي للمناطق، إذ جاءت المدن الكبرى، والمدن التي تعرف حراكا سياسيا وجمعويا في مقدمة المناطق التي خرج فيها عدد كبير من المحتجين، إذ خرج في الرباط زهاء 2500 متظاهر في شكل وقفات احتجاجية، قبل أن تتطور إلى مسيرات من باب الأحد إلى ساحة البريد إلى واجهة البرلمان، أما الدار البيضاء فقد عرفت وقفة احتجاجية يوم الأحد وتميزت بمشاركة حوالي 2000 شخص بساحة ولاية الجهة، وكانت وقفة سلمية بامتياز، بينما عرفت مدينة وجدة خرجات متفرقة بلغت في ساحة 16 غشت 1400 شخص وفي ساحة السوق زهاء 1200 شخص. وبدورها مدينة مراكش كانت مسرحا لحركة من الاحتجاجات التي قدر فيها المتظاهرون بحوالي 1800 شخص بساحة باب دكالة و200 بابن جرير و200 بقلعة السراغنة وحوالي 45 بشيشاوة.أما بخصوص باقي المدن، فقد عرفت فاس خروج حوالي 690 متظاهرا يوم الأحد الماضي، وتميزت الوقفات بطابعها السلمي، لكنها تحولت إلى مواجهات مع عناصر الأمن في اليوم الموالي بعدما احتشد أكثر من 600 طالب أغلبهم من القاعديين في ظهر المهراز وانضم إليهم بعض سكان دوار العسكر، لتتقاطع آنذاك المطالب السياسية بالمطالب الاجتماعية والحق في السكن والمطالب الطلابية.ولم تخرج عن القاعدة مدن طنجة وتطوان والحسيمة، ونالت نصيبها من الاحتجاج والعنف والتخريب، فقد خرج في طنجة أكثر من 2050 متظاهر بثلاثة مواقع هي ساحة طارق وساحة بني مكادة وساحة الأمم، أما تطوان فخرج فيها 900 شخص، نددوا بالأوضاع السياسية والاجتماعية، ورشقوا منزل والي الجهة بالحجارة قبل أن يصطدموا مع قوات الأمن، في حين تميزت العرائش، المدينة الساحلية الصغيرة، بخروج أكثر من 1000 شخص تسببوا في تخريب عام لمجموعة من الممتلكات العامة والخاصة بما فيها مفوضية الأمن وسرية الدرك.أما في مدينة الحسيمة، فقد نزح إليها أكثر من 4500 شخص من مختلف الدواوير والمداشر المدارية، في شكل مسيرة عارمة تسببت في خراب شامل لعدد من مرافق الدولة وممتلكات الخواص، قبل أن يلقى فيها خمسة محتجين حتفهم جراء اندلاع النيران في وكالة بنكية كانت عرضة لأعمال شغب.أما بخصوص الأشخاص الملقى عليهم القبض والمحالين على القضاء، فقد بلغ عددهم، أول أمس (الخميس)، حوالي 187 شخصا، 29 بمدينة مراكش و40 بالعرائش و24 بالحسيمة و9 بالقصر الكبير و20 بمدينة طنجة و14 بتطوان و23 بفاس و20 بكلميم و14 بإمزورن و6 بشفشاون.وينتظر حسب معلومات مطلعة أن يعرض على القضاء اليوم (الجمعة) 10 أشخاص بمدينة تطوان بتهم تكوين عصابة إجرامية ومحاولة القتل العمد وإضرام النار والتجمهر المسلح، و7 بالخميسات وأربعة بطنجة وأربعة بطانطان بتهم تتراوح بين العصيان والتجمهر المسلح والتخريب العمدي والاعتداء على موظفين عموميين.وأفادت مصادر "الصباح" أن مدينة الخميسات عرفت بدورها، ليلة أول أمس (الأربعاء)، مواجهات عنيفة بين رجال الأمن والمتظاهرين، عرفت إصابة أكثر من خمسة شرطيين بجروح متفاوتة الخطورة، وإيقاف سبعة أشخاص ما زال البحث متواصلا معهم في انتظار تقديمهم أمام القضاء. وبخصوص ما حدث بمدينة الخميسات كشف مصدر مطلع أنه في حدود السادسة والربع من مساء، أول أمس (الخميس)، تجمع حوالي 600 تلميذ ورشق بعضهم عناصر القوة العمومية بالحجارة، قبل أن يتفرقوا على مجموعتين، الأولى في حي صهريج الماء والثانية أمام المستشفى الإقليمي، لكن في حدود الثامنة ليلا و45 دقيقة تفرقوا بطريقة سلمية ليفاجأ رجال الأمن في الساعة 9 ليلا بتجمع عاطلين عن العمل بزنقة السرغيني، ليخربوا وكالة بنكية ل"تجاري وفا بنك" وهو ما استدعى تدخل قوات الأمن، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، لتفريق المخربين، وهو ما أسفر عن إيقاف 34 شخصا بينهم سبعة قاصرين. وبعد البحث مع الموقوفين ومراجعة كاميرات المراقبة الرقمية تبين أن سبعة رشداء فقط تورطوا في أعمال التخريب، سيحالون اليوم (الجمعة) على القضاء. رضوان حفياني

تفاصيل أعمال التخريب والاعتقالات عقب تظاهرات 20 فبراير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غضب بعد وفاة أربعة أشخاص بالناظور

مغربيان في "كاستينغ طوب شيف" على "إل بي سي"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات