لانجومية في الدين

بصفتك إماما ومقرئا ومكونا في هذا المجال، كيف تفسرون الإقبال الكبير على صلاة التراويح ؟< في البداية تجدر الإشارة إلى أن صلاة التراويح، وما أصبحت تأخذه هذه السنة من بعد جماهيري، ليس جديدا في تاريخ التدين عن المغاربة، وبالعودة إلى الماضي القريب نجد كيف أن الناس كانوا يشدون الرحال في ثلاثينات القرن الماضي إلى مسجد السوق في المدينة القديمة بالبيضاء، للصلاة خلف أحد أشهر علماء المدينة في ذلك الوقت، الفقيه حمزة الإدريسي، الذي كان يحتشد حوله المصلون في صلاة الجمعة والأعياد و ليلة المولد النبوي.ومنذ ذلك الحين أخذت العادة في الانتشار، وحملت في الستينات والسبعينات بصمة أعضاء الحركة الإسلامية مع أسماء من قبيل الراحل تقي الدين الهلالي، والشيخين الزوبير وبنعبود.وهي ظاهرة محمودة، على اعتبار أن المغاربة معروفون بحب سماع القرآن، خاصة إذا كانت القراءة جيدة والصوت جميل، وهو ما تعكسه أعداد المصلين التي تتضاعف في رمضان، إلى حد أنك لن تجد مسجدا فارغا كيفما كانت القراءة فيه. < لم يكن لهذه الظاهرة أن تنتشر لولا بناء مساجد يمكن أن تستضيف عشرات الآلاف من المصلين؟ < صحيح أن الجيل الجديد من المساجد لعب دورا مهما في شهرة الفقهاء، ذلك أن الظاهرة تكرست نهاية السبعينات مع بناء مجسد آل سعود بالبيضاء، والذي كان فيه الفقيه الحاج عمر محسن، ومعه أخذت العادة شكلها الجديد، خاصة في صلاة التراويح. بعد ذلك بسنتين أو ثلاث ظهر المقرئ الإمام مصطفى الغربي بمسجد الشهداء بالحي المحمدي ليقتسم مع عشاق الصوت الجميل، قبل أن تتعدد مقاصدهم وأصبح لهم في كل منطقة مقرئ جيد.لكن الحالة أصبحت، منذ أواسط التسعينات، غير طبيعية بل ومرضية تستدعي التدخل، لأن الأولوية لم تعد تعطى لشروط الصلاة و القراءة، بل أصبح في الأمر تهافت على أسماء و أماكن بعينها، إلى درجة أن هناك مساجد كثيرة فيها مقرئون شباب يتقنون القراءة، وأحيانا أحسن من بعض المشاهير، لكن الناس أصبحت تصلي على الموضة، وسقطت في فخ وسائل الإعلام التي روجت للبعض، عن خطأ أو عن صواب، الأكيد أن ذلك فيه معاكسة لإرادة جلالة الملك الرامية إلى تكوين أئمة مشفعين من الشباب بتأطير من المجلس العلمي والمجالس العلمية المحلية، حتى تكون لهم الشرعية الدينية والوطنية.< ألن تؤثر النجومية في إمامة المشاهير؟< ليست هناك نجومية في الدين، لأن الإمامة نيابة عن الرسول وعن الملك أمير المؤمنين، لذلك لا يمكن أن يكون الإمام نجما، على اعتبار أن يتحمل مسؤوليات جسيمة من قبيل الحفاظ على الأمن الروحي وصيانة الآداب العامة والخاصة، ويعمل تحت مظلة إمارة المؤمنين وتأطير من المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، التي تمنحه تزكية القيام بالمهام المسندة إلى الإمام.الأكيد أن المغرب في حاجة إلى هؤلاء الأئمة المشاهير للقيام بأدوار كثيرة من أجل إعمار المساجد الحديثة البناء في كل الصلوات وليس فقط في التراويح. * أستاذ التعليم العالي، وخطيب بالمسجد المحمدي التابع للمجلس العلمي للبيضاء أجرى الحوار: ياسين قطيب

لانجومية في الدين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

متى يكون القاضي مسؤولا مدنيا؟

القزابري... قواعد الأداء وقوانين النغم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات