ضربـة قاضيـة للجبهـة

اعتبر محمد الدرويش، الفاعل الأكاديمي والسياسي، أن مبادرة تشريعية لنائبين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بتصنيف «بوليساريو» منظمة إرهابية، بمثابة ضربة قاضية للجبهة وللمناورات الجزائرية، شريطة وجود دعاية إيجابية تسلط الضوء على ما يسجله الرأي العام الدولي من اختراق إرهابي للمخيمات منذ 2007. في ما يلي نص الحوار : أجرى الحوار: ياسين قُطيب كيف تقرؤون سياق المبادرة التشريعية الأمريكية بتصنيف جبهة «بوليساريو» منظمة إرهابية ؟ > لا بد من الإشارة أولا إلى أن هاته المبادرة التشريعية جمعت برلمانيين ينتميان إلى الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في مبادرة قلما يحصل أن يجتمع الحزبان في مبادرات تشريعية، خصوصا حينما يتعلق الأمر بالقضايا الأمنية القومية وبسياسات أمريكا الخارجية، ولا بد من الإشارة كذلك إلى أن وضع «بوليساريو» في خانة «منظمة إرهابية» يستند في الدفع به إلى مجموعة من المعطيات، والأحداث والوثائق التي تؤكد على الممارسات الإرهابية للجبهة وتدعم التحذيرات الأمريكية. ولعل الرأي العام الوطني والدولي يسجل منذ 2007 على الأقل اختراق مجموعات إرهابية مخيمات تندوف موازاة مع الإعلان عن نشأة القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي، وإنشاء إمارة الصحراء مع كتيبتي المرابطين وطارق بن زياد بقيادة المختار بلمختار وأبي زيد، ما أدى إلى انتشار عناصر حركة التوحيد و الجهاد في منطقة الصحراء الكبرى ( جنوب الجزائر وشمال مالي وغرب النيجر). إلى أي حد يمكن للمبادرة التشريعية أن تفضح المناورات الجزائرية في هذا الملف؟ > هذه المبادرة تجرنا إلى تجديد التذكير بأن «بوليساريو» تحتضنها الدولة الجزائرية بتندوف، حيث يعمل النظام الجزائري على جعل هاته المنطقة مجمعا لعناصر إرهابية، و»ماكينة» لصناعة الجهاديين وتأطيرهم ودعمهم وتخديرهم وغسل أدمغتهم. وتتلقى عناصرها تدريبات عسكرية تؤطرها مجموعة من الضباط من الجزائر ومن حزب الله و من إيران لسنوات في مخيمات العار بتندوف، ويعلمونهم استخدام الأسلحة بمختلف أنواعها، منها الطائرات المسيرة إيرانية الصنع والمنشأ في مجموعة من الهجمات على حدود في الجنوب المغربي . كما تسلمت الجبهة مجموعة من الأسلحة من نوع صام 9 وصام 11 وغيرها من قبل النظام الإيراني و حزب الله ، مع تأطير خبراء متفجرات مع عسكريين من هاته الجهات، منذ 2017 على الأقل، بعض عناصر «بوليساريو» وتكوينهم ليصيروا «كومندوهات» عمليات إرهابية وحرب عصابات وحرب الشوارع كيف يمكن للمغرب أن يستغل هذا المستجد المهم في ملف الصحراء ؟ > أعتقد أن المبادرة التشريعية للنائبين البرلمانيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري تستحق كل التشجيع والتنويه والدعاية الإيجابية حتى يتم وضع حد للعمليات الإرهابية، وتكون لذلك آثار على المنطقة، وبذلك نكون أمام الضربة القاضية لجبهة «بوليساريو» غير الشرعية ولأبيها غير الشرعي، الذي يسخرها لخدمة أجندته الداخلية والخارجية في المنطقة المغاربية والساحل، وفي مجموعة من الدول والمؤسسات الدولية، ويتم اجتثاث منابع العمليات الإرهابية. كيف تقييمون الصدى الذي يمكن أن ينجم عن مثل هذه المبادرات من الدول المعترفة بسيادة المغرب على صحرائه؟ > نعتقد أن المجتمع الدولي تأكد اليوم، بكل قاراته والأغلبية المطلقة لدوله، أن النظام الجزائري طرف أساس في النزاع المفتعل بينها وبين جارتها المملكة المغربية، وأنه هو الراعي الرسمي لجبهة «بوليساريو» وهو الداعم أرضا ومالا وإمكانات مادية و لوجستيكية ودعاية وحملات إعلامية بدعوى « الدفاع عن حقوق المستضعفين و المقهورين «و» ذوي الحقوق»، ناسيا أو متناسيا أن أغلب مستوطني تندوف اليوم ليسوا مغاربة ولا تربطهم أي علاقة بالمغرب، فأغلبهم أطفال استقدموا من مناطق أخرى، وكبروا بتندوف، وتم تأطيرهم، وغسل أدمغتهم ، وتجنيدهم ضد بلد لا يعرفونه ولا علاقة لهم به أصلا، فالنظام استغل بداية أبناء الوطن الذين غرر بهم في بداية سبعينات القرن الماضي حين احتضنهم النظام الليبي ذاك الزمن، وانضم له نظام الجزائر الذي لم يقرر بعد التخلي عن هذا الملف المصنوع صنعا، ونظام جنوب أفريقيا، وإيران، ومجموعة من أنظمة دول إفريقيا، وأمريكا الجنوبية، والتي راجعت مجموعة كبيرة منها مواقفها خلال السنوات الأخيرة باستثناء النظام الجزائري، الذي يجعل من المغرب محور سياسته الداخلية والخارجية مع الأسف. كيف يمكن استعمال هذه المستجدات في مرافعة المغرب على سيادته الكاملة ؟ > لابد من تسجيل مسارات نجاحات المغرب في دفاعه عن وحدته الترابية بتنوع دبلوماسية المملكة بقيادة الملك الذي يدبر هذا الملف برزانة وعقلانية وحكمة وتوازن بين مختلف الأطراف، ما يجعل المغرب منذ قرار جلالته العودة إلى هياكل الاتحاد الإفريقي يغير موازين القوى ومواقع القرارات في العلاقات الأفريقية وكذا في نظرة ومواقف مجموعة من الدول، وانضاف ذلك كله إلى مقتضيات الجولات والرحلات المكوكية التي قادت جلالة الملك إلى مجموعة كبيرة من دول أفريقيا الشقيقة والصديقة، دبلوماسيا واقتصاديا وتربويا وثقافيا واجتماعيا، وتتم مواكبة كل هاته النجاحات بالإنجازات المحققة رياضيا، ولابد كذلك من الإشادة بمجهودات وزارة الخارجية وكذا المؤسسات الدستورية، حكومة وبرلمانا والبعض القليل من الأحزاب السياسية وفعاليات المجتمع المدني في ما يتم تحقيقه من نجاحات. هل يمكن لهذه الاعترافات المتتالية بسيادة المغرب أن تنهي الملف المفتعل؟ > أكيد ولذلك يجب التنويه بقرارات مجموعة من الدول الشقيقة والصديقة والحليفة من إفريقيا و أمريكا وأوربا وآسيا، والتي جددت أو انخرطت بوضوح تام في الدفاع عن الوحدة الترابية بعيون مغربية، وما ينتج عنه من ثقة متجددة في المغرب ونظامه وفرص الاستثمار فيه، وأنه منطقة متوسطية وأطلسية وصحراوية آمنة تشكل نقط تواصل بين كل القارات بمنطق «رابح - رابح «. ومن أجل كل ذلك نوجه نداء للأمم المتحدة بالعمل على الطي النهائي لهاته الأزمة المفتعلة، التي عمرت لعقود، في ظروف تتوفر فيها اليوم كل شروط إنهاء هاته الأزمة حتى تنعم المنطقة المغاربية باستقرار تام وتوفر كل ظروف الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية و فرص الشغل وتبادل الخبرات والتجارب والتنقل الحر فيها .وختاما أتوقع شخصيا أن تكون احتفالات المغاربة بذكرى المسيرة الخضراء المقبلة حاملةً لمفاجآت سارة للمغرب و لكل شعوب المنطقة . في سطور - من مواليد الرباط - متزوج و أب لطفلين - فاعل أكاديمي وسياسي - رئيس اتحاد نقابات التعليم العالي بدول المغرب العربي - رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين - رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم - الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي سابقا - عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان سابقا - عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سابقا

ضربـة قاضيـة للجبهـة

الدرويش قال إن الرأي العام الدولي يسجل اختراق مجموعات إرهابية لـ"بوليساريو" منذ 2007

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لا حل لخلاف السكوري وصابري

جرائم الأموال ... "‬يد‭ ‬في‭ ‬يد"‭ ‬لاختلاس‭ ‬المال‭ ‬العام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات