الأخبار الموثوقة الواردة من المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد لا تبشر بالخير، وتدق ناقوس الخطر قصد دفع من يهمهم أمر قطاع الصحة إلى التدخل قبل فوات الأوان، ومواجهة الحقيقة المرة، التي انعكست آثارها السلبية على الموظفين والمرتفقين على حد سواء، ما ينذر باحتقان لن تفلح الترقيعات في وضع حد له. الأخبار الموثوقة لم تصدر عن مريض عانى الإهمال ومنع من الولوج إلى المستشفى ليلقى حتفه خارج أسواره، أو أفراد عائلة حامل قتلت في سرير الجراحة، أو مصاب بكسور تعفنت جنباتها بسبب التسويف والإهمال، بل صدرت عن من أقسموا بقسم أبي قراط وخبروا التطبيب والتسيير وعاينوا طرق التدبير، إنهم البروفيسورات من الأطباء، المنضوين تحت لواء النقابة الوطنية للتعليم العالي، بعد أن ضاقوا ذرعا بما آلت إليه الوضعية داخل أكبر مستشفى بالعاصمة الاقتصادية. فقد قرروا عقد اجتماع عام للأساتذة الخميس المقبل، لتدارس ما وصفوه بالحالة المزرية بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، من "غياب أبسط وسائل الاشتغال وصفقات خاسرة وتعيينات غير مفهومة وإهانات متكررة...". عندما يرثي المريض أو المرتفق أحوال العلاج وغياب الأدوية والتسويف في مواعيد التطبيب والإهمال والتقصير، تتصدى له خطابات وبيانات المسؤولين، بالنفي والتكذيب، بل وينبري "المطبلون" إلى البحث عن منابر مقربة لتلميع الصورة ودحض الواقعة، لكن أن يخرج الأطباء البروفيسورات، فذلك يعني أن أهل الدار أعلم بما يقع داخلها. صور كثيرة من سوء التدبير والإهمال وتصفية الحسابات ومنع المرضى من الولوج لدرجة رفع شكاية ضد طبيب من قبل الإدارة لأنه أدخل مريضا تعفنت جراحه قصد تمكينه من حقه الدستوري في العلاج، فقامت القيامة داخل المستشفى وحررت الاستفسارات التي لم تشف الغليل، إلا بعد رفع الشكاية أمام القضاء لـ "جرجرة" الطبيب وتلقينه درسا اسمه "ادخل سوق راسك...لي بغا يموت يموت". يبدو أن الوزارة الوصية، أو الوزراء الأوصياء، إن صح القول، تعاقبوا على تدبير وضع تصلهم عنه تقارير لا تعكس الحقيقة، ولا يكلفون أنفسهم تقمص دور مريض، أو إرسال مبعوث بهذه الصفة، للوقوف على الحقيقة المرة، سيما أنهم لا يصدقون ما يكتب، ويدافعون عن التقارير التي تصلهم من مسؤولي المصالح التي يسوسونها. ملاحظة لها علاقة بما سبق من بين الأسباب التي ذكرها الأساتذة الأطباء دافعا لاجتماعهم، "التعيينات غير المفهومة"، ما يفتح الاستفهامات حول "تقليش" المهام داخل هذه المؤسسة، ويطرح الأسئلة حول طريقة انتقاء المسؤولين بالمصالح ويدعو إلى فتح بحث "أفقي وعمودي ومركزي ولا مركزي"، لفحص التعيينات ودراسة جدواها، سيما بالنسبة إلى من ليست لهم تجربة التسيير ومواجهة المرضى أو مشاركات في ندوات طبية أو تجربة في مدرجات كلية الطب. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma