التهريب الدولي للمخدرات يستنفر استئنافية الجديدة

شهدت جلسة الأسبوع الماضي، بالقاعة رقم 2، المتخصصة في الملفات التي تنظر فيها الغرفة الجنحية التلبسية الاستئنافية لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، توافد العديد من النساء والرجال، سيما في الفترة المسائية التي خصصت للنظر في الملفات المتابع فيها عدد كبير من المعتقلين. خصصت الجلسة الصباحية للمتهمين المتابعين في حالة سراح، التي تميزت بالبت في بعضها فيما تم تأجيل أكثرها نظرا لغياب بعض المتهمين أو بسبب طلب المتهمين مهلة لإعداد الدفاع. تكلف رجال الأمن بتنظيم حركة الولوج إلى بهو المحكمة ومنه إلى القاعة قبل ولوج هيأة الحكم إليها. وتم منع عدد من النساء، كن رفقة أبنائهن الصغار من دخولها. عرفت الجلسة الصباحية مثول متهمين في حالة سراح بعد اتهامهما من قبل شقيقهما بالاستيلاء على جزء من أرضه، واعتمد على شهادة أختهما العاجزة عن الحركة، إذ طلب رئيس الجلسة من المتهمين حملها وخصص لها كرسيا قبل أن يطلب منها أداء اليمين القانونية لأداء شهادتها حول الموضوع. وجدت الشاهدة صعوبة في الجلوس، حيث كادت أن تسقط من شدة التعب والوهن، كما وجدت صعوبة كبيرة في تلقي أوامر القاضي، الذي استعان بعون الجلسة الذي توسط في طرح الأسئلة عليها. قبل أن تغادر القاعة محمولة من قبل شقيقيها، تفوهت بكلام مسموع قائلة: "كيف ما محنتيني سير الله يمحنك"، قاصدة بكلامها شقيقها المشتكي. تهريب دولي انطلقت الجلسة المسائية على الساعة الواحدة والنصف، استهلها رئيس الجلسة بتلاوة قرار المحكمة المرتبطة بمداولات الجلسة الماضية، التي جاءت في أغلبها مؤيدة للأحكام الابتدائية. وعرفت الجلسة نفسها إنزالا أمنيا مكثفا مكونا من رجال الأمن والدرك الملكي، لمناسبة مثول 16 متهما في حالة اعتقال بسبب اتهامهم من أجل جنح حيازة المخدرات ونقلها ومحاولة تصديرها إلى الخارج والاتجار فيها والمشاركة في كل ذلك. نادى رئيس هيأة الحكم على المتهمين تباعا وطلب منهم احترام مكان وقوفهم خلال الجلسة المقبلة، التي حدد لها تاريخا لاحقا. حضر المتهمون المعتقلون، المحكومون ابتدائيا بمدد حبسية متفاوتة، فيما تخلف المتهمون المتابعون في حالة سراح. بعد التأكد من هوياتهم بالاستماع إلى كل واحد منهم، والتأكد من هيأة الدفاع المنصبة في الملف، استشار مع بعض المتهمين حول التشبث بحقهم في تنصيب محام أو التنازل عنه. واستدعى القاضي متهمين آخرين متابعين في ملف يتعلق بالحيازة والاستهلاك والاتجار في المخدرات. استفسر الأول عن علاقته بشقيقه المعروف بترويجه للمخدرات والموجود في حالة فرار، فنفى أن تكون له أي علاقة بترويج الممنوعات، معترفا أنه مدمن على استهلاكها وأن ما ضبط لديه عبارة عن "شقيفات مقصصة" مخصصة للاستهلاك الشخصي. وذكره القاضي بتصريحاته المدونة في محضر الضابطة القضائية، التي تشير إلى اعترافه بمساعدة أخيه وذلك بإخباره هاتفيا كلما شاهد أو علم بقدوم رجال الدرك الملكي وولوجهم إلى الدوار، لكنه تشبث بإنكاره. واستمع رئيس الجلسة للمتهم الثاني، فأكد تصريحات رفيقه، مشيرا إلى أنه مدمن على استهلاك المخدرات ولا علاقة له بالمتهم الذي يتاجر فيها، مضيفا أن الضابطة القضائية وجدتهما بمنزل عائلته رفقة صديقه (المتهم الأول) دون أن تضبط ما يثبت أنهما يشتغلان ويتاجران في ترويج المخدرات. وركز دفاع المتهمين على إنكارهما وأكد على عدم وجود ما يثبت تورطهما في ترويج المخدرات أو مساعدة المتهم الرئيسي، ملتمسا تمتيعهما بأقصى ظروف التخفيف. الضرب والجرح بالسلاح واصل رئيس هيأة الحكم النظر في الملفات المعروضة أمامه بالمناداة على أحد المتهمين، الذي لا يتجاوز سن الرشد القانوني إلا ببعض الشهور، محكوم ابتدائيا بسنتين ونصف سنة بعد متابعته من أجل الضرب والجرح بواسطة السلاح (عصا). وقف المتهم مطأطئ الرأس أمام قفص الاتهام، يبدو أنه ندم عما بدر منه، سيما بعدما قضى حوالي نصف سنة وراء القضبان. وطلب رئيس الجلسة من المتهم الحديث عما وقع بينه وبين الضحيتين، فأكد أنه وجد نفسه مضطرا للدفاع عن نفسه بعدما هوجم من قبل سيدة وشخص أخر، معترفا أنه اعتدى عليها بالضرب والجرح بواسطة عصا، لكنه نفى أن يكون اعتدى على المشتكي الثاني. واستهل دفاع المتهم مرافعته بالتأكيد على أن الحكم الابتدائي جاء قاسيا في حق موكله الذي لا يستحقه، لأنه كان في حالة دفاع عن النفس وأن المحكمة لم تراع ظروف المتهم والحالة التي كان عليها، إذ كان في حالة استفزاز اضطر معها إلى رد الاعتداء عليه، علما أنه كان بالإمكان، إعادة تكييف التهمة إلى جنحة تبادل الضرب والجرح بين الطرفين. إهانة الضابطة القضائية بتت الغرفة الجنحية الاستئنافية نفسها في اليوم ذاته في ملف يتعلق بجنحة إهانة الضابطة القضائية أثناء القيام بمهامها واستعمال العنف في حق أحد عناصرها وإحداث الفوضى بمكان خاص. ونادى رئيس الغرفة على المتهم الذي دخل القاعة محاطا برجلي أمن ووقف أمامه منتظرا الشروع في محاكمته. ذكره بالتهمة الموجهة إليه، لكنه نفى المنسوب إليه، فسرد عليه ما ورد في محضر تصريحاته، قبل أن يفاجئه بسؤال دقيق ومحرج، "أنت علاش مشيتي للكوميسارية، هادوك مضاربين وانت مالك". حاول المتهم شرح ما وقع للقاضي، لكنه أردف قائلا: "اسمع، الضابطة أكدت أنها أوقفت شخصين وقع نزاع بينهما، وتبادلا الضرب والجرح، واضطرت إلى التحفظ عليهما". وأضاف أن "الضابطة القضائية فوجئت أثناء الاستماع إليهما، بالتحاقك بها ومطالبتك بالإفراج عنهما بطريقتك الخاصة، ورغم أنها طلبت منك الابتعاد والعودة إلى منزلك لأن الأمر لا يعنيك، رفضت الانصياع لأوامرها وبقيت هناك، بل وصدرت عنك تصرفات اتسمت بإهانتها". ونفى المتهم في كلمته الأخيرة ما حرر على لسانه، مشيرا إلى أنه لم يسئ إلى الضابطة القضائية، بل التحق بها لمعرفة نوعية التهمة الموجهة لصديقيه ومحاولة إجراء الصلح بينهما. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

التهريب الدولي للمخدرات يستنفر استئنافية الجديدة

إنزال أمني مكثف في محاكمة 16 متهما في قضية الاتجار في الممنوعات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

من طينة الكبار

العالم يلتحق بركب المبادرة الملكية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات