قدمت ليلى السليماني، الروائية الفرنسية من أصول مغربية، أحدث إبداعاتها الأدبية بعنوان "سأحمل النار معي"، في لقاء احتضنه متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط. وجاءت رواية "سأحمل النار معي"، لتختتم السليماني ثلاثيتها "بلد الآخرين"، وهي تعد عبارة عن لوحة عائلية مستوحاة بشكل مباشر من القصة المؤثرة لأجدادها الذين لطالما اعتبرتهم شخصيات رمزية. وتم تنظيم اللقاء في إطار فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، والذي عرف حضور عدد من المثقفين والجمهور لتسليط الضوء أكثر على مسار الروائية. وتحكي رواية "سأحمل النار معي" قصة أبناء الجيل الثالث من عائلة بلحاج، "ميا" و"إيناس"، المزدادتان في الثمانينات. وعلى غرار جدتهما "ماتيلد" ووالدتهما "عائشة" أو خالتهما "سلمى"، تسعيان إلى العيش بحرية، كل بطريقتها الخاصة، في المنفى أو العزلة. وسيتعين عليهما أن تفرضا وجودهما، وتتعلما رموزا جديدة، وتجابها الأفكار التقليدية، والعنصرية أحيانا. وقالت السليماني خلال اللقاء ذاته، إن كتابة روايتها، التي نفدت نسخها بمجرد صدورها بالمغرب، كانت أمرا "شاقا للغاية" بالنظر إلى المعاناة النفسية والشكوك التي كانت تراودها كلما اقتربت باعتبارها كاتبة من الفترة التي عاشتها. وأضافت السليماني أنها أرادت بأي ثمن وضع نفسها في مستوى شخصياتها، مشيرة إلى أنها حاولت أن تداخل الوقائع التاريخية التي طبعت حياتهما وترويها بصيغة الحاضر من خلال وجهة نظرهما. يشار إلى أن السليماني صحافية وكاتبة فرنسية من أصل مغربي تخرجت من معهد الدراسات السياسية بباريس وعملت في 2008 بمجلة "جون أفريك"، كما نالت عدة جوائز، من بينها جائزة سيمون دي بوفوار في 2020، وشاركت في 2024 في كتابة نص حفل افتتاح الألعاب الأولمبية. وأصدرت السليماني في 2014 روايتها الأولى بعنوان "حديقة الغول"، كما أن تركيزها على موضوعي إدمان الجنس لدى المرأة والكتابة أثار اهتمام النقاد، ما جعل الرواية تختار لنيل جائزة فلور سنة 2014. وتوجت السليماني بعدة جوائز منها جائزة الغونكور في 2019 عن روايتها الثانية "أغنية هادئة"، وأيضا الجائزة الكبرى للقارئات في السنة نفسها. وكانت 2017 متميزة بالنسبة إلى ليلى السليماني، إذ أصدرت ثلاثة مؤلفات "الجنس والأكاذيب: الحياة الجنسية بالمغرب" و"وعود" و"سيمون في بطلتي"، كما صدرت لها في 2020 رواية "بلد الآخرين". أمينة كندي