اعتبر محمد أبيض، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، في ندوة صحفية عقدت بمقر الحزب أمس (الجمعة)، أن الوحيد الذي نجح في تفعيل الدستور هو الملك، منتقدا أداء الحكومة، خاصة في ما يتعلق بإعداد القوانين الانتخابية وتحديد أجندة الاستحقاقات المقبلة، موضحا أن حزب العدالة والتنمية ركز على مسألة التفاوض بهذا الخصوص مع أحزاب الأغلبية، في الوقت الذي كان يفترض فيه أن تنصب عملية التفاوض هذه مع المعارضة، الأمر الذي دفع أحزابها إلى دعوة الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها كاملة في هذا الصدد.وبخصوص الغموض الذي يلف مكانة الحزب، أكد الأبيض أن موقف رفاقه اعتراه بعض الغموض، بعد تنصيب الحكومة بالنظر إلى أن الصورة لم تكن واضحة منذ البداية، الأمر الذي حتم أخذ الوقت الكافي للتعرف على برنامج الحكومة وتوجهها لتحديد الموقع، مضيفا أن مسألة الحسم في الموقف من الحكومة أصبحت واضحة، وهي المعارضة، عكس ما يروج له البعض بشأن المساندة النقدية للحكومة، مسجلا أن ضعف المعارضة تعبير عن ضعف الحكومة. كما أكد أن موقف حزبه واضح في موضوع الإشراف السياسي على الانتخابات، مسجلا ضرورة إسناد المهمة إلى رئيس الحكومة، فيما توكل المهمة التنظيمية لوزارة الداخلية، وأن هذا الموقف تم التعبير عنه، منذ حكومة عبد الرحمان اليوسفي، ولا يمكن التنازل عنه اليوم، وأن المؤاخذة الوحيدة التي يعبر عنها الحزب بهذا الخصوص تتمثل في السند القانوني لعمل اللجنة، على اعتبار أن القانون المنظم لعملها تعثر منذ سنوات.وبخصوص المؤتمر الوطني الخامس المنتظر انعقاده نهاية الأسبوع المقبل، أوضح الأمين العام أن الحزب ارتأى انتظار عقد المكاتب الإقليمية والجهوية لمؤتمراتها للخروج بتصور واضح يمكن مناقشته في المؤتمر الوطني.وفي موضوع جدول أعمال المؤتمر الذي ستترأسه بشرى برجال، أكد الأبيض أن المؤتمر سيعرف حضور 4000 مؤتمر من مختلف جهات المملكة، لانتخاب المجلس الوطني للحزب والأمين العام، مضيفا أن لجنة الترشيحات داخل الحزب التي تعمل في استقلالية تامة توصلت بثلاثة ترشيحات إلى حدود اليوم. وستتكلف بدراسة مدى مطابقة هذه الترشيحات للضوابط القانونية، قبل عرضها على اللجنة التقريرية للمصادقة عليها، مضيفا أن الحزب يتعهد بتفعيل مبدأ الديمقراطية الداخلية في ما يخص ضمان المنافسة الشريفة، بعيدا عن أي نوع من المزايدات التي من شأنها تفرقة مناضلي الحزب، وأن الصراع الذي يفترض أن يكون يجب أن يكون على المستوى الخارجي وليس العكس.وعن الضمانات التي أقرها الحزب لتفعيل الديمقراطية الداخلية أكد الأبيض أن باب الترشيحات للأمانة العامة وباقي الهياكل التقريرية مفتوح لكل الفعاليات والأطر التي ترى في نفسها القدرة على خدمة الحزب و الوطن، وكذا أعضاء اللجنة الإدارية الذين يتم إلحاقهم بالصفة، إذ تم تخصيص بطائق مشفرة إلى كل المؤتمرين سيتم عبرها ضبط عملية ولوج المؤتمرين إلى مقر المؤتمر وكذا عملية التصويت ومغادرة المؤتمر.كما أوضح الأبيض أن الاتحاد الدستوري كان سباقا إلى تخصيص كوطا في حدود 20في المائة للنساء، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الشباب، مضيفا أن المؤتمر الوطني الرابع تميز بحضور شبابي وازن ناهز 64 في المائة من المؤتمرين، مضيفا أن الحزب سائر في تنزيل مقتضيات دستور فاتح يوليوز في هذا السياق.زكرياء الدويبي(صحافي متدرب)