الرئيس الفرنسي يقوم بزيارة دولة من ثلاثة أيام بدعوة كريمة من جلالة الملك أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أنه بدعوة كريمة من جلالة الملك سيقوم إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية وحرمه، بريجيت ماكرون، بزيارة دولة للمملكة المغربية، من الاثنين المقبل إلى يوم الأربعاء 30 أكتوبر الجاري. واعتبر بلاغ للوزارة المذكورة أن هذه الزيارة "تعكس عمق العلاقات الثنائية القائمة على شراكة راسخة وقوية، بفضل الإرادة المشتركة لقائدي البلدين لتوطيد الروابط المتعددة الأبعاد التي تجمع البلدين"، خاصة بعد الموقف الحاسم لباريس من مغربية الصحراء، وهو ما أشار إليه أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في تقريره الأخير إلى مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، عندما ضمنه الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي إلى جلالة الملك الداعمة للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، إطارا وحيدا لتسوية النزاع حول الصحراء المغربية. وتضطلع فرنسا، بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، بدور حاسم في ديناميات هذا الملف، إذ من شأن هذا التطور أن يسهل إحراز تقدم داخل المجلس، الذي ينظر بالإيجاب للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، في قراراته منذ 2007، واصفا إياها بـ"الجادة وذات المصداقية". ويهدف الموقف الفرنسي الجديد إلى مواكبة جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، الرامية إلى إعادة إطلاق العملية السياسية تحت الإشراف الحصري للأمم المتحدة، من خلال تحفيز مناخ دبلوماسي أكثر ملاءمة لاستئناف اجتماعات الموائد المستديرة والمناقشات على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، كما أن الدعم الفرنسي الواضح للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية يأتي ليعزز الاعتراف المتزايد بمبادرة الحكم الذاتي، ما يمنحها شرعية أقوى على الساحة الدولية، باعتبارها الحل الوحيد القابل للتطبيق لهذا النزاع. وشكلت رهانات الشراكة المتجددة بين المغرب وفرنسا، بحر الأسبوع الماضي، محور لقاء أدارته سفيرة جلالة الملك في فرنسا، سميرة سيطايل، في بلدية نويي سور سين في ضواحي باريس، تحت عنوان "المغرب- فرنسا: بناء مستقبل مشترك سويا في عالم متحول". وأكدت سيطايل عزم البلدين على تسريع وتيرة شراكتهما الاستثنائية وتطويرها، والتي تحظى بدعم على أعلى مستوى من قبل جلالة الملك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأن "هذه الإرادة رفيعة المستوى أدت إلى إنشاء مجموعة من القنوات التي تتمثل اليوم في تحديد السبل والقضايا التي سترتكز عليها هذه الشراكة الاستثنائية المتجددة بين البلدين"،مرحبة بالموقف الجديد لفرنسا بشأن القضية الوطنية، مما يعزز الزخم الدولي والدعم الهائل لسيادة المملكة على صحرائها. وأبرزت السفيرة مزايا التعاون الحالي التي يجب الاستفادة منها في هذا السياق، مشيرة على المستوى الثقافي إلى شبكة التعليم الفرنسية الواسعة المنتشرة في المغرب، وكذلك إلى 53 ألف طالب مغربي في فرنسا، مما يجعل المملكة "واحدة من أهم المساهمين في إشعاع التعليم العالي الفرنسي". ياسين قُطيب