ارتفاع الأسعار يحد من نجاح البرامج والأسر تشكو ضعف الخدمات أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة، الأسبوع الماضي، حملة تواصلية جديدة تحت شعار "نتلاقاو فبلادنا" الخاص بالسياحة الداخلية، بهدف إنعاشها وتعزيزها. وأكد المكتب أن إطلاق هذه الحملة، المنظمة تحت شعار التنقل، يتزامن مع حلول العطلة المدرسية، بهدف التشجيع على السفر والتنقل خلال هذه الفترة، مع الإشارة إلى أهمية استعمال وسائل النقل المشترك خلال السفر، لأنها تيسر التنقل من جهة إلى أخرى، على غرار الحافلات والقطارات، وكذا الطائرات. ويهدف مسؤولو المكتب، من خلال تنظيم هذه الحملة الترويجية، إلى تسليط الضوء على سهولة ولوج مختلف الوجهات السياحية، وإبراز ما تزخر به الوجهات المغربية من جمال وروعة وتنوع، مضيفين أن الحملة تهدف إلى التحفيز والترغيب في السفر بكل بساطة عبر اقتراح مسارات سهلة، رائعة وسريعة لاكتشاف أو إعادة اكتشاف المغرب بطريقة جديدة. وتتوجه الحملة الترويجية المصورة لعموم المواطنين، من جميع الفئات الاجتماعية والمهنية وكل جهات المغرب، وستتلوها حملات تواصلية أخرى لمواكبة مختلف فترات العطل والعطل الأسبوعية الممتدة على مدار السنة، بهدف تجويد رؤية وجاذبية الوجهات المغربية لدى المغاربة، وكذا التحفيز على السفر خارج فترات الذروة، والتشجيع على برمجة أسفارهم، والتخطيط لزيارة مختلف جهات المملكة على اختلافها. ويرتقب تنظيم موجة ثالثة من هذه الحملة التواصلية في 2025، بغية الترويج للسفر خلال العطلة الربيعية وخلال فصل الصيف، والتي ستتمحور، بدورها، حول سلسلتي "ضفاف البحار" و"الطبيعة والاكتشاف" وتمثل السياحة الداخلية ثلث النشاط السياحي بالمغرب، بما يفوق 5,8 ملايين ليلة مبيت، تم تسجيلها على صعيد مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة خلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة. وتعتبر السياحة الداخلية، واحدة من المحاور الإستراتيجية لخارطة الطريق الحاملة لشعار "Light in Action" التي يتبناها المكتب الوطني المغربي للسياحة، وتحظى باهتمام خاص من لدن المكتب، الذي يصبو إلى مضاعفة برامجه ومبادراته الهادفة إلى إنعاش هذا الشق الإستراتيجي بقطاع السياحة المغربية، واستمالة أكبر عدد ممكن من السياح. وتواجه السياحة الداخلية مشكل ارتفاع أسعار الخدمات التي تقدمها، والتي تظل في رأي الزبناء مرتفعة، ولا تراعي القدرة الشرائية للمواطنين، مقارنة مع الخدمات التي تقدمها بلدان مجاورة مثل إسبانيا. ورغم تعدد البرامج التي خصصت لإنعاش السياحة الداخلية، من قبل مختلف الحكومات المتعاقبة، إلا أنها لم تلق النجاح المنتظر، بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار، وهو ما يحد من تنافسية السياحة الداخلية ويحرم الأسر المغربية من الاستفادة من فرص قضاء عطلها المختلفة، في ظروف مناسبة، وبأثمنة ميسرة تساير قدرتها الشرائية. والمثير في هذا الشأن أن القطاع السياحي، ظل يستفيد من الدعم والمواكبة من قبل الحكومة، لتحقيق الانتعاش، إلا أن ذلك لم ينعكس على الأسعار وجودة الخدمات، تحت مبرر التضخم وحرية الأسعار. ورغم المطالب بفرض تدخل الوزارة الوصية للحد من هذه الاختلالات، وإيجاد حلول مناسبة لتشجيع السياحة الداخلية، وتشجيع المواطنين على استهلاك المنتوج الوطني، إلا أن الأسعار ظلت مرتفعة.