"العابر في صمته" إصدار شعري جديد يضم 15 قصيدة هدم الشاعر عبد الرحيم أبطي جدار بنيان الصمت، وعبر صامتا في اتجاه فناء الإبداع شعرا بصمه بحروف ذهبية في ديوانه الأول "العابر في صمته..." الصادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بعمان الأردنية، في ثاني كتبه في سنة بعدما وثق التراث اللامادي الجبلي بشمال المغرب، في كتابه "الجبل وأساطيره". بدأ ابن قرية عين باردة بجماعة البيبان بتاونات، الكلام في ديوانه، بصرخة مدوية ذابت جليد صمته أطبق قبضته من حديد على بقية مشوار "عابر شارد" إلى آخر الطريق، حيث تلاقت الأصوات وانثالت الألوان من عينيه راسمة خطوة جديدة في درب إبداع غزير لم ينته بميلاد كتابين، ويعد بالأوفر مما يلهمه. يقع الديوان في 100 صفحة من الحجم المتوسط، ويحبل ب15 قصيدة بوبها في 3 محاور إحداها أشبه بسيرة والثانية عبارة عن كلمات صامتة تنطق بما نطقت به الشجرة وتسمع خرير الكلمات منسابة في الوادي المقدس، وآخرها "مجازات كاطورزية" وحكاية رقم في محبسه الأخير، وحيث الصمت سلاح في المسافات الطويلة. واختار أبطي عناوين مشوقة لقصائده، المشترك بينها صمت يتنوع في تجلياته فيسود وقت الفجيعة ويصمت لما ينطق عابرون الكلمات أو يتكلم الطفل أو يشرد العابر طوال مسافة طريق تنعرج للوادي المقدس ولحيث الشجرة الناطقة القائلة بما لم تقله أصوات أفواه في بدء المشوار ومنتهاه الواعد بصمت قبض عليه بإصرار. "لم أدخل الصمت، قبض الصمت علي" مقولة للشاعر الأمريكي عزرا باوند أثث بها مستهل ديوانه واختصرت محتويات قصائده حيث "انبجس الصوت ودانت الهشاشات له بالكلام" و"الكلمات المواربة في صمتها الأخير" تحبو وتململ السطور الكسلى في شرود أوقات تنسل منها الخيوط فتهامس العناكب السود كالأنين. والديوان ثاني كتب عبد الرحيم أبطي بعد توثيقه 4 دراسات في التراث اللامادي الجبلي بالشمال في كتابه "الجبل وأساطيره" ويقع في 216 صفحة وصدر عن الدار المغربية العربية للنشر، وخصصه للنبش في تقاليد جبلية مختلفة منها "حاكوزا" والصلاة المشيشية والرمزية الأنثربولوجية ل"نشكونية" بيتا طينيا جبليا. حميد الأبيض (فاس)