الشرقاوي قال إن الهجوم على فرنسا بالون اختبار في سماء زيارة مرتقبة لماكرون إلى المغرب بدأت الجارة الشرقية تستشعر صفعة جديدة في ملف الصحراء، ستكون أكثر إيلاما على خد نظام "الكابرانات"، الذي استبق بوادر إعلان فرنسي رسمي بهجوم شديد اللهجة وصفه الروداني الشرقاوي، الخبير في الدراسات الجيو إستراتيجية والأمنية، بأنه بالون اختبار في سماء زيارة مرتقبة إلى الرباط. وقال الروداني، في تصريح لـ "الصباح"، إن بيان الخارجية الجزائرية يكشف ارتباكا دبلوماسيا فيه خرق لمبادئ العلاقات الدولية، لأنه رد على فعل غير موجود، ومحاولة يائسة لاستدراج باريس إلى مستنقع الابتزاز، بالنظر إلى عدم وجود أي إعلان من الجانبين، المغربي والفرنسي، في وقت تدعي فيه الجزائر أنها غير معنية بملف الصحراء. وعلمت "الصباح" أن فرنسا تستعد للإعلان عن تغيير موقفها من النزاع المفتعل في الصحراء، وأن من الشروط الموضوعة من قبل الرباط قبل التأشير على الزيارة المقترحة، من قبل الرئيس الفرنسي إلى المغرب، إعلان اعتراف رسمي بسيادة المملكة على كامل ترابها، وافتتاح قنصلية فرنسية في إحدى حواضر الأقاليم الجنوبية للمملكة والمساهمة في مشاريعها التنموية. وتوقع الشرقاوي حدوث تحول إستراتيجي كبير في المعادلة الإقليمية عامة وفي ملف الصحراء خاصة، على اعتبار أن الاعتراف الفرنسي بالسيادة المغربية على الصحراء ستكون له إضافة مهمة بحجم تداعياته على النظام الحاكم في الجزائر وإحكام طوق العزلة حوله شمالا وغربا وجنوبا. وكشفت وكالة الأنباء الفرنسية أن مكتب وزير الخارجية الفرنسي رفض التعليق على بيان ناري صادر عن وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية تعبر فيه الجارة الشرقية عن "استنكار شديد" لموقف الحكومة الفرنسية، التي أبلغتها "في الأيام الأخيرة" قرارها الاعتراف بمغربية الصحراء، ودعم مخطط الحكم الذاتي تحت سيادة الرباط، وتلوح فيه بإمكانية أن تكون لذلك تداعيات سلبية "على موعد الزيارة التي يفترض أن يقوم بها الرئيس عبد المجيد تبون لفرنسا، نهاية شتنبر أو بداية أكتوبر المقبلين، بعد تأجيلات متعددة، بسبب خلافات بين البلدين". وشددت الوكالة على أنه "سبق لفرنسا أن عبرت عن دعمها الواضح والمستمر لمقترح الحكم الذاتي، خلال زيارة وزير الخارجية ستيفان سيجورني للمغرب، فبراير الماضي، ما ساهم في تحسين العلاقات بين باريس والرباط". وكشف البيان الجزائري الذي نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية وموقع الإذاعة الجزائرية الرسمية، وتم سحبه في ما بعد، أن فرنسا تستعد للإعلان عن الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، من خلال دعم مباشر وصريح وغير قابل للتأويل لمخطط الحكم الذاتي المغربي، وأن الجزائر أحيطت علما بالأمر من لدن باريس، واصفا القرار الفرنسي بـ"غير المنتظر وغير الموفق وغير المجدي بتقديم دعم صريح لا يشوبه أي لبس لمخطط الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية". ياسين قطيب