ما تزال المدن المغربية بعيدة عن العواصم العالمية، سواء تعلق الأمر بالحكامة أو احترام شروط البيئة أو جودة الحياة، أو غيرها من المعايير المعتمدة في مؤشر أفضل 1000 مدينة عبر العالم. ووضع مؤشر "أكسفورد إيكونوميكس" للمدن العالميــة لـ 2024، المدن المغربية التي شملها التصنيف في رتب متأخرة، مقارنة بالعواصم الأوربية والأمريكية، بل والخليجية أيضا، إذ أن أول أفضل مدينة حلت في المركز 442 عالميا، من أصل ألف مدينة شملها الإحصاء، من 136 دولة عبر العالم. وحلت البيضاء في المركز الأول وطنيا، (442 عالميا)، والرباط ثانية (504 عالميا)، تلتهما طنجة في المركز الثالث (631 عالميا)، ثم أكادير في الرتبة الرابعة (656 عالميا)، تليها مراكش خامسا (670 عالميا)، وفاس في المركز السادس (684 عالميا)، وأخيرا مكناس (727 عالميا). ويعتمد هذا التصنيف على خمسة مؤشرات فرعية، ويتعلق الأمر بالاقتصاد والرأسمال البشري وجودة الحياة، إضافة إلى البيئة والحكامة. وسجلت البيضاء أحسن تصنيف في مؤشر البيئة (225 عالميا)، ثم مؤشر الرأسمال البشري، الذي احتلت فيه الرتبة 287 عالميا، يليهما مؤشر الاقتصاد في الرتبة 431 عالميا، في حين سجلت أدنى تصنيف في مؤشر جودة الحياة (713 عالميا). وتعتبر البيئة نقطة قوة الرباط، كما هو الأمر بالنسبة إلى البيضاء، إذ حلت العاصمة الإدارية في الرتبة 156 عالميا في البيئة، بينما قوة ضعفها هي جودة الحياة، التي حلت في الرتبة 742 عالميا. وفي ما يخص طنجة التي حلت في المركز الثالث وطنيا، فتظل البيئة نقطة قوتها أيضا بحلولها في المركز 130 عالميا، في حين أن نقطتي ضعفها هما الاقتصاد والرأسمال البشري، اللذان حلت فيهما في المركز 727 عالميا. وحلت مجموعة من العواصم العربية في مراكز متقدمة، كما هو الأمر بالنسبة إلى أبو ظبي (54 عالميا) ودبي (92 عالميا)، والرياض (118 عالميا) والقاهرة (327 عالميا). وعلى المستوى العالمي، حلت نيويورك الأمريكية في المركز الأول، تلتها لندن عاصمة المملكة المتحدة، ثم سان خوسي الأمريكية في المركز الثالث، فيما حلت طوكيو اليابانية رابعا، وباريس الفرنسية خامسا. عصام الناصيري