خلافات حادة بين أبو الغالي وكودار في ثاني اجتماع للمكتب السياسي لم يخل ثاني اجتماع للمكتب السياسي للأصالة والمعاصرة، بتشكيلته المنتخبة والمعينة بالصفة، من تدافع قوي وصل إلى حد "التلاسن" بين عضو من أعضاء القيادة الجماعية للأمانة العامة، وقيادي نافذ، لم يطفئ نار غضبهما إلا تدخل المهدي بنسعيد، الذي ناب عن فاطمة الزهراء المنصوري، الغائبة عن الاجتماع. ورفض سمير كودار، رئيس جهة مراكش آسفي، الذي كلفته القيادة الجماعية للأمانة العامة، في أول اجتماع للمكتب السياسي، الذي ضم فقط الأعضاء بالصفة، بإدارة القطب التنظيمي للحزب، نظرا لخبرته وتجربته الطويلة، ومعرفته الدقيقة بالحياة التنظيمية للحزب، (رفض) أن يتطاول على اختصاصاته العضو الثالث في القيادة نفسها، صلاح الدين أبو الغالي. وعلمت "الصباح" أن العلاقة بين الطرفين ساءت، وتحتاج إلى تدخل صارم من فاطمة الزهراء المنصوري، حتى تعود المياه إلى مجاريها، وتجنيب اجتماعات المكتب السياسي، مستقبلا، المزيد من "الانشقاقات"، خصوصا أن وزيرة الإسكان والتعمير وسياسة المدينة، تراهن على قيادة حكومة المونديال، بعد انتخابات 2026، أول امرأة في تاريخ المغرب السياسي، تقود رئاسة الحكومة. ويتخوف "باميون" أن تنتقل صراعات "كبار" قادة الحزب إلى الجهات والأقاليم، وتتسع رقعتها، علما أن بعض المواقع التنظيمية للحزب نفسه في بعض الأقاليم، تعيش على إيقاع تصفية حسابات بين أبناء الحزب، وصل خبثها إلى درجة محاولة توريط برلماني "بامي" في إعداد وكر للدعارة، والزج به في السجن، لولا تعقل ورزانة بعض "الباميين"، الذين جنبوه الوقوع في هذا السيناريو. وتتفرج لجنة الأخلاقيات داخل الحزب، التي عهد برئاستها إلى محامية وبرلمانية، وهي رئيسة منظمة القطاع النسائي بالحزب، على ما يجري من صراعات وصلت حد تصفية الحسابات "الخاوية"، لأن السماح باستمرارها من قبل أبناء الحزب، قد يؤدي ثمنه غاليا في الاستحقاقات المقبلة، ويضعف حضوره الانتخابي، ويحرمه من التنافس على احتلال المركز الأول في انتخابات 2026. وينتظر "الباميون" و"الباميات"، بترقب كبير، أسماء الأعضاء الخمسة، الذين ستختارهم القيادة الثلاثية، وتضيفهم إلى تشكيلة المكتب السياسي، من أجل إعطاء دفعة قوية للحزب. وتحيط المنصوري العملية نفسها، بتكتم شديد، لأن العديد من الأسماء، تنتظر أن تكون من " المحظوظة"، وتحجز لنفسها مقعدا بالتعيين في المكتب السياسي، بيد أن "المرأة الحديدية" داخل الحزب، تسير نحو اختيار "كفاءات"، ولو اقتضى الأمر أن تكون من خارج أسوار الحزب. ومن المنتظر، أن تشرع القيادة الجديدة للحزب، التي جاءت بعد رحيل عبد اللطيف وهبي، في الإعداد القبلي لاستحقاقات 2026، باختيار العناصر ذات الحظوظ للفوز في الدوائر التشريعية، وتغيير بعض الأمناء الجهويين والإقليميين الفاشلين، من أجل خلق دينامية تنظيمية جديدة، يكون الولاء فيها للحزب، وليس للأشخاص والمريدين. عبد الله الكوزي