هيدان: دورة الابتكار لتحسين أنظمة الإنتاج

المندوب العام للمعرض أكد أن الرهان هو تطوير ممارسات فلاحية مرنة ومستدامة لمواجهة التحديات المناخية أكد كمال هيدان، المندوب العام بالنيابة للمعرض الدولي للفلاحة أن اختيار شعار «المناخ والفلاحة:من أجل أنظمة إنتاجية مستدامة ومرنة»، يعتبر مبادرة حاسمة من أجل إطلاق النقاش حول التكنولوجيات المبتكرة والأساليب الزراعية المتأقلمة وسياسات تدبير الموارد الطبيعية، التي يمكن أن تساعد على الحد من آثار الجفاف وتحجيمها. وأوضح هيدان في حوار مع «الصباح» أن الدورة 16 ستعرف العديد من الابتكارات، في ما يتعلق بطبيعة المشاركين أو على المستوى التنظيمي. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار : برحو بوزياني < أعتقد أن انعقاد الدورة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب تحت شعار «المناخ والفلاحة: من أجل أنظمة إنتاجية مستدامة ومرنة»، هو اختيار صائب ومناسب للغاية، وذلك اعتبارا، على الخصوص، للتغيرات المناخية ونقص التساقطات التي تشهدها بلادنا في السنوات الأخيرة، لأزمة الجفاف التي تجتازها بلادنا حاليا. فهذا الشعار يسلط الضوء على الطابع الاستعجالي والأهمية القصوى التي أصبحت تكتسيها مسألة اعتمادممارسات فلاحية مرنة ومستدامة في سياق مواجهة التحديات المناخية المتنامية التي تهدد بهدف تحقيق الأمن الغذائي، وإنعاش الاقتصاد الفلاحي للبلاد. فهذا التركيز على المناخ وعلى الاستدامة على مستوى المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، يعكس الوعي بأهميةالتغيرات المناخية، وإرادة تكييف الفلاحة المغربية مع الواقع الهيكلي، الذي أصبحت تفرضه هذه التغيرات. وبالتالي، فإن الأمر يتعلق هنا بمبادرة حاسمة من أجل إطلاق النقاش حول التكنولوجيات المبتكرة والأساليب الزراعية المتأقلمة وسياسات تدبير الموارد الطبيعية، التي يمكن أن تساعد على الحد من آثار الجفاف وتحجيمها. ومن خلال الجمع بين الخبراء والباحثين والمهنيين في القطاع الفلاحي، يتموقع المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب محفزا قويا لابتكار وتطوير استراتيجيات قادرة على تحسين مرونة وصمود أنظمة الإنتاج الفلاحي بالمملكة في مواجهة التحديات المناخية الراهنة والمستقبلية. < باعتباري مندوبا بالنيابة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، تواجهني العديد من الرهانات الكبرى، خاصة في السياق الحالي المتسم بالتحديات المناخية والضغوط الاقتصادية. ومن بين التحديات الأساسية، ضمان أن يلعب المعرض دور منصة للنهوض بالممارسات الفلاحية المبتكرة والمستدامة، والتي تستجيب لمتطلبات مواجهة تغيرالمناخ ولاحتياجات الأمن الغذائي. وتتوخى هذه الدورة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب تسليط الضوء على الحلول الكفيلة بالرفع من مرونة الفلاحة المغربية. ففي مواجهة الظروف المناخية المتقلبة، وتوالي فترات نقص التساقطات واستتباب الجفاف، أصبح من الضروري تقديم إستراتيجيات التأقلم التي يمكن أن تغير القطاع. وما نصبو إليه، تسهيل النقاش، والتبادل المثمر بين مختلف الفاعلين في الميدان، سواء الوطنيين أو الدوليين، وتشجيع علاقات التعاون التي يمكن أن تسفر عن إطلاق مبادرات ملموسة. إن ضمان نجاح هذه الدورة يتطلب تنظيما محكما بهدف ضمان سلامة جميع المشاركين، وتتويج وقع وامتدادنطاق إشعاع هذا الحدث. إنها مسؤولية كبرى، أتولاها بحماس والتزام كبيرين، وبطموح يهدف إلى وضع معالم مستقبل الفلاحة المستدامة بالمغرب. < في ما يخص هذه الدورة 16 للمعرض الدولي للفلاحة، أدخلنا العديد من الابتكارات، سواء في ما يتعلق بطبيعة المشاركين أو على المستوى التنظيمي، وذلك بهدف الاستجابة بشكل أفضل لانتظارات المهنيين والزوار. فعلى مستوى المشاركين، تتميز هذه الدورة بتعزيز الحضور الدولي بشكل كبير، مع ترقب استقبال وفود مهمة من العديد من الدول، من بينها إسبانيا باعتبارها ضيف شرف هذه الدورة. ويترجم هذا التوجه رغبتنا في تعزيزالمبادلات وتقاسم المعارف والممارسات الفلاحية المتقدمة. كما أولينا أهمية خاصة لإدماج الشركات الناشئةوالمقاولات المبتكرة في مجال التكنولوجيات الفلاحية، وهو مايعتبر تجديدا بهدف إعطاء ديناميكية جديدة للقطاع الفلاحي المغربي من خلال اعتماد حلول عصرية وفعالة. وفي ما يتعلق بالمستوى التنظيمي، اتخذنا مجموعة من التدابير العامة من أجل تحسين تدبير الخدمات والمرافق.ويشمل ذلك اعتماد نظام التدبير الرقمي لدخول المعرض بهدف ضمان سلاسة حركية وتدفقات الزوار وتقليصمدة الانتظار. كما تم تحسين المرافق بهدف توفير راحة أكبر وظروف استقبال أفضل للمشاركين والزوار. فضلا على ذلك، تم بذل مجهودات مهمة في سبيل تعزيز التدابير المتعلقة بالأمن الصحي، التي تعد أساسية في إطارالسياق الوبائي الحالي. كما تم تصميم هذه الدورة 16 من المعرض لتكون في مستوى الانتظارات المرتفعة للزوار والمشاركين، وذلك من خلال منح تجربة غنية، آمنة ومهنية. ونحن واثقون من أن هذه الابتكارات والتحسينات ستساهم في إنجاح هذه الدورة نجاحا باهرا ومؤثرا، سواء بالنسبة للفلاحة المغربية أو الدولية. < تكتسي المشاركة الإسبانية في هذه الدورة للمعرض الدولي للفلاحة أهمية إستراتيجية، والتي تعكس، ليس فقط العلاقات التاريخية القوية بين البلدين، بل أيضا رغبتنا المشتركة في تعزيز التعاون في المجال الفلاحي. فباعتبارها ضيف شرف هذه الدورة، تستفيد إسبانيا من حضور مميز، مع تخصيصها برواق خاص، والذي سيسلط الضوء على منتجاتها الفلاحية عالية الجودة. وتتوخى هذه المشاركة تحقيق هدف مزدوج، فهي من جهة، ستمكن من تقديم التطورات التكنولوجية والممارسات المستدامة الإسبانية، مانحة بذلك فرصة للتعلم وتبادل المهارات مع الفلاحين والمهنيين المغاربة. ومن جهة ثانية، سيتيح الحضور الإسباني إجراء محادثات تجارية وتبادل التجارب التي تعتبر أساسية لمقاربة التحديات المشتركة من قبيل تدبير المياه والجفاف والتغيرات المناخية. كما نتطلع أيضا إلى أن تساهم هذه المشاركة في فتح النقاش حول آفاق السوق والفرص التجارية المتاحة بين البلدين، وذلك رغم المنافسة الموجودة بينهما على مستوى بعض الفروع الإنتاجية. ويتضمن هذاإمكانية تنويع الصادرات، وتعزيز الروابط في القطاعات الأساسية، كتربية المواشي وإنتاج الخضر والفواكه، والتي أبانت فيها إسبانيا عن حيوية كبيرة. < في إطار دورة هذه السنة للمعرض الدولي للفلاحة، قمنا بإثراء قطب التعاونيات، الذي يعد فضاء حيويا بالنسبةللفاعلين في المناطق القروية، وذلك بهدف أن نبرز بشكل أفضل الدور المتنامي الذي يضطلع به القطاع التعاوني باعتباره قاطرة للنمو بالنسبة للمجتمعات المحلية. وتجدر الإشارة إلى أن فهم الأهمية التي يكتسيها هذا القطب يتطلب الاعتراف بالمجهودات المبذولة في سبيل زيادة وضوح الرؤية والدعم المقدم للتعاونيات المغربية، والتي تعتبرأساسية في تثمين المنتجات المجالية، وفي خلق القيمة المضافة للفلاحين الصغار. تعزيز قطب التعاونيات بالنسبة إلى هذه الدورة، قمنا بإدخال العديد من المستجدات الرامية إلى تعزيز وقع هذا القطب. أولها، توسيع فضاءالعرض المخصص للتعاونيات، الشيء الذي أتاح لعدد أكبر من التعاونيات، خاصة تلك التي تديرها النساءوالشباب، فرصة لتقديم منتجاتها. ثانيا، تمت برمجة العديد من الدورات التكوينية ومن الورشات التطبيقية الراميةإلى تعزيز قدرات أعضاء التعاونيات في مجال تدبير المقاولة والتسويق وتقنيات الفلاحة المستدامة. كما قمنا أيضا بإحداث منصة رقمية مخصصة للتعاونيات، والتي ستعمل طيلة السنة، وليس فقط خلال فترة انعقادالمعرض الدولي للفلاحة، على ربط الاتصال بين التعاونيات والأسواق الوطنية والدولية، من جهة، ومع الممونين والمستثمرين وشركاء التنمية، من جهة ثانية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة تمت بلورتها بهدف مساعدة التعاونيات على رفع التحديات اللوجيستية، وتحسين وصولها إلى الأسواق. في سطور < من مواليد 26دجنبر 1965 بمراكش < حاصل على الدكتوراه في الطب البيطري من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة سنة 1989 < مؤهل من قبل الأكاديمية العليا المغربية للكوتشينغ في 2012 < مدير المديرية الإقليمية للفلاحة بوادي الذهب (1998-2003) مدير المديرية الإقليمية للفلاحة بالصويرة (2003 – 2009) < مدير جهوي للفلاحة لجهة وادي الذهب لكويرة (2009 –2010) < المدير الجهوي للفلاحة لجهة مكناس تافيلالت < مدير المكتب الجهوي الاستثمار الفلاحي لتافيلالت (2010 – دجنبر 2015) < المدير الجهوي للفلاحة لجهة فاس مكناس (من يناير 2016 إلى اليوم( < مندوب عام بالنيابة للملتقى الدولي للفلاحة

هيدان: دورة الابتكار لتحسين أنظمة الإنتاج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إسبانيا... تجربة فلاحية رائدة أوربيا

"كوسومار"... الرائدة في صناعة السكر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات