الفلاحة أمام تحديات المناخ

إسبانيا ضيفة شرف تحضر بوفد يمثل 37 مقاولة لاستعراض تجاربها المبتكرة يستجيب موضوع الدورة الحالية للملتقى،"المناخ والفلاحة... من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود" بشكل كبير لانتظارات المهنيين في القطاع الفلاحي، من أجل رفع التحديات المتعلقة بتغير المناخ، والتي عمقت أزمة جميع سلاسل القطاع بالمغرب. وواجهت الفلاحة المغربية خلال السنوات الأخيرة أزمة مناخية غير مسبوقة، اتسمت بارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الموارد المائية، ما أثر على مردودية وإنتاجية القطاع، وتسبب في لحظات من شح المنتجات، واللجوء إلى الاستيراد، لتغطية حاجيات السوق الوطنية. وبات مطروحا على المسؤولين في الحكومة وفي وزارة الفلاحة بالخصوص تعبئة كل الجهود من أجل ابتكار حلول مستدامة، وتعزيز أنظمة فلاحية مرنة ومستدامة، في انسجام تام مع أهداف إستراتيجية الجيل الأخضر 2020 – 2030، التي تتمحور حول استدامة التنمية الفلاحية. ويعد الملتقى منصة عالمية لطرح هذه التحديات للنقاش، وفرصة للاطلاع على الجهود المبذولة للتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثار غازات الاحتباس الحراري، واستعراض الإجراءات المتعلقة بسلاسل الإنتاج الفلاحي وسلاسل التوزيع والجودة والابتكار، مع التركيز على ضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز مرونة القطاع. ويعد الملتقى الدولي لهذه السنة، موعدا مهما لمناقشة ورفع مستوى الوعي حول قضية تغير المناخ وتأثيره على القطاع الفلاحي، من خلال أقطابه الموضوعاتية الاثني عشر، والتي ستسلط الضوء على النظام البيئي الفلاحي والإستراتيجية الفلاحية والابتكارات في القطاع الفلاحي والتكنولوجيا والممارسات الجيدة من أجل فلاحة أكثر مرونة وأكثر استدامة وأكثر احتراما للبيئة. وينتظر المهنيون الذين سيقبلون على المشاركون في فعاليات الملتقى، البقاء بنظرائهم من مختلف الدول المشاركة، لتعزيز التنمية الفلاحية وتحفيز المبادلات التجارية، وتعزيز الشراكات، وتحسيس العموم برهانات الفلاحة والمناخ. ومن بين مستجدات هذه الدورة، باشر المسؤولون على تنظيم الملتقى الدولي في نسخته السادسة عشر، تنظيما مبتكرا، يقوم على توزيع جديد وذكي للفضاءات، يمكن من تسليط الضوء على تنوع وثراء الفلاحة المغربية. ويجسد قطب الفلاحة الرقمية الجديد، التقاطع بين التكنولوجيا والفلاحة، بينما يستفيد قطب المنتجات المجالية من مساحة إضافية مهمة. وأكد كمال هيدان، المندوب العام بالنيابة، الذي خلف جواد الشامي، المندوب السابق، من شأن اعتماد التذاكر الإلكترونية أن يسهل ولوج الزوار للمعرض، ما يعكس التزام الملتقى الدولي بالابتكار من أجل تحسين الخدمات المقدمة للزوار. وأوضح هدان، في ندوة صحافية سابقة، أن الدورة الـ16 للملتقى، التي سيستضيف إسبانيا ضيف شرف، تراهن على مشاركة 1500 عارض، مقابل 1400 خلال الدورة الماضية، مشيرا إلى أن المساحة المخصصة للملتقى ارتفعت إلى 12,4 هكتار، من بينها 11 هكتارا مغطاة، بزيادة نسبتها 13 في المائة مقارنة بالدورة الماضية. وأضاف المندوب الجديد أن هذه الدورة، ستتميز أيضا بإحداث قطب جديد مخصص للفلاحة الرقمية، والذي يجسد التقاطع بين التكنولوجيا والفلاحة، مشيرا إلى إلى أن تحسين الخدمات (الولوج، اللافتات، خدمة المطعمة، مواقف السيارات…) مدرج على جدول الأعمال، بالإضافة إلى اعتماد التذكرة الإلكترونية، ما سيسمح للزوار باقتناء تذاكرهم عبر الإنترنت. وبخصوص الماركة الإسبانية، أبرز خوسي مانويل جاكوتو مستشار الفلاحة والصيد البحري والغذاء بسفارة إسبانيا، أهمية هذا الموعد السنوي البارز في المجال الفلاحي، مشيدا في الوقت ذاته بالعلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين البلدين. وأشار المسؤول الإسباني إلى أن 32 مقاولة شاركت في الجناح الإسباني، خلال الدورة الـ 15 للمعرض، معربا عن طموح بلاده لرفع هذا العدد إلى 37 مقاولة خلال دورة هذه السنة. فكرات: إعطاء مكانة هامة للتعاونيات أكد محمد فكرات، رئيس جمعية الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب ومجلس الإدارة الجماعية لمجموعة القرض الفلاحي للمغرب، على أهمية الموضوع، الذي تم اختياره لدورة هذه السنة، بالنظر إلى السياق الحالي المتسم خصوصا بأزمة مناخية غير مسبوقة. وأبرز، للمناسبة ذاتها، أنه سيتم إعطاء مكانة هامة للتعاونيات هذه السنة، خاصة تلك التي تتحدر من المناطق المتضررة من زلزال الحوز. ومن خلال أقطابه الموضوعاتية الاثني عشر، سيسلط الملتقى الضوء على المنظومة الفلاحية، والاستراتيجية الفلاحية، والابتكارات في القطاع، والتكنولوجيات، والممارسات الفضلى من أجل فلاحة أكثر استدامة وقدرة على الصمود واحتراما للبيئة. ويلتزم الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب لسنة 2024، من خلال العارضين والندوات ومختلف الفعاليات، بالتحسيس بإشكالية التغير المناخي. كما يطمح إلى توفير منصة للمؤسسات العاملة على تطوير التكنولوجيات والحلول الفلاحية المتكيفة والقادرة على الصمود.

الفلاحة أمام تحديات المناخ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مخطط ملكي استعجالي لمحاربة الجفاف

إسبانيا... تجربة فلاحية رائدة أوربيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات