سقـوط فـي المحظـور

البعمري: إحاطة دي ميستورا تعكس حالة الارتباك وتحركاته تعبير عن ضبابية رؤيته يرى المتتبعون لملف الصحراء المغربية، أن مسار ستافان دي ميستورا،المبعوث الأممي الخاص، بات يقترب من النهاية، وإعلان الفشل في الدفع بالعملية السياسية التي كلف بها من قبل مجلس الأمن، في ملف الصحراء، وتكرار أخطاء سابقيه، رغم اختلاف المعطيات على أرض الواقع، في ظل التحولات العميقة والانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب، والتي توجت باعترافات دول كبرى بمغربية الصحراء وبجدية مقترح الحكم الذاتي المغربي. وتأتي إحاطة دي ميستوراالأخيرة، تنفيذا لقرار مجلس الأمن الصادر في أكتوبر الماضي عدد 2703، والقرار الذي ألزمه بضرورة تقديم إحاطة، بعد مرور ستة أشهر على صدوره، لإطلاع المجلس على التقدم المحرز على مستوى المسار السياسي. وقال نوفل البعمري، المحلل السياسي، إن جلسة 16 أبريل، التي تقدم فيها المبعوث الشخصي للأمين العام بإحاطته تأتي بعد حدثين هامين، الأول هوالجولة التي قام بها لعدة دول، منها جنوب أفريقيا، التي لا تعتبر طرفا في المسار، ولا في أي مشاورات سابقة، مؤكدا نها دولة لها مواقف معادية للعملية السياسية، وتصريحاتها كانت موجهة ضد دي ميستورا، كما أن تصورها الذي تطرحه، تجاوزته الأمم المتحدة وأقبرته منذ سنوات. وأكد البعمري في حديث مع "الصباح" أن زيارة ديميستورا أثارت احتجاج المغرب، الذي بادر إلى أن تسجيل تحفظه حول زيارته لهذا البلد، مشيرا إلى المغرب عند استقباله لستافان دي ميستورا قدم ملاحظاته العامة،التي وضحها بلاغ ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي، والذي كان عبارة عن ثلاث لاءات واضحة، هي أنه "لا مسار خارج مبادرة الحكم الذاتي، ولا عملية سياسية خارج الموائد المستديرة، ولا لقاءات مع تنظيم مليشيات بوليساريو الإرهابي"،الذي ينهج سياسة قطاع الطرق في المنطقة. وبرأي المحامي والمختص في ملف الصحراء، فقد كانت إحاطة دي ميستورا متأثرة بهذا السياق، وعكست حالة ما يمكن تسميته بالارتباك الذي تشهده تحركات دي ميستورا، وضبابية التصور الذي يريد طرحه. إن دي مستورا عند طرحه لمسار العملية، يقول البعمري، يحاول تبرير عجزه عن حل المشكل بتحميله المسؤولية للمغرب وتنظيم مليشيات "بوليساريو"، بسبب ما أسماه تعنت الأطراف،وهو طرح مجانب للحقيقة، على اعتبار أن المغرب يقدم تصوره وفق قرارات مجلس الأمن، التي تبنت معايير مبادرة الحكم الذاتي واعتبرتها مبادرة جدية، وذات مصداقية، وتستجيب للمعايير السياسية، التي وضعتها الأمم المتحدة لطي هذا النزاع المفتعل. وأوضح البعمري أن المغرب في طرحه للحل السياسي، الذي يتشبث به، يتناغم تماما مع قرارات مجلس الأمن الصادرة في الموضوع منذ 2017، في حين أن الطرف الذي يعرقل عمل المبعوث الأممي، هو النظام الجزائري، الذي اعتبرته الأمم المتحدة هو الطرف الأساسي في الملف،وصاحب المصلحة فيه مازال يتشبث بطروحات متجاوزة، وبائدة، ثبت أنه لا يمكن تنزيلها، ما يطرح السؤال حول خلفيات ستافان مساواة المغرب ومواقفه مع مواقف الدولة الجزائرية المعادية، والرافضة للمسار السياسي كما حدده مجلس الأمن. وقال الناشط الحقوقي والمحلل السياسي، إن حركة دي ميستورا ليست مطلقة، بل هي مقيدة بقرارات مجلس الأمن، الذي أعلن دعمه له بشرط الحفاظ على طبيعة المباحثات، كما انطلقت في جنيف، بصيغة الموائد الأربع،وطرفاها الأساسيان هما المغرب والجزائر، ومقيدة كذلك بالحل السياسي، الذي يستند على مبادرة الحكم الذاتي، ما يجعل أي تحرك من قبله خارج هذه الخطوط الأممية، يتناقض مع قرارات مجلس الأمن، ورغبة دوله في طي هذا الملف على قاعدة الحل الذي اقترحه المغرب، وهو الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية. برحوبوزياني

سقـوط فـي المحظـور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"غلوفو" يكشف عادات الاستهلاك خلال رمضان

"كومندو" يطيح بعصابة للكوكايين و"البوفا"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات