بودريقة… الغائب الحاضر

خلافات داخل برلمان الفريق وتخوفات من تأثير الوضع على الحصيلة بات غياب محمد بودريقة، رئيس الرجاء الرياضي، عن أرض الوطن، يطرح مشاكل داخل برلمان الفريق، لدرجة حدوث خطر الانقسام، أكدتها حرب البلاغات التي اندلعت، نهاية الأسبوع الماضي. وإذا كان بودريقة يحاول في كل مرة تجاوز غيابه عن الساحة، باتصالات يومية مع أعضاء المكتب المسير واللاعبين، وتدوينات تفاعلية عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل "فيسبوك"، فإن الأمر بالنسبة إلى بعض المنخرطين غير كاف، بل لجأ بعضهم إلى إعداد محاولات انقلاب باءت لحدود الساعة بالفشل. وبناء عليه، ورغم الخلافات، فإن السؤال الذي يطرحه الجميع دائما، هو متى ستكون عودة بودريقة ؟ إذ سبق لبعض أعضاء المكتب أن أكدوا قرب دخوله للمغرب، وهو الأمر الذي لم يحدث في الفترة الماضية. من يشوش على من؟ يعرف برلمان الرجاء خلافات واتهامات بين أعضائه، وصلت حد محاولة القيام بانقلاب على الرئيس محمد بودريقة، فشلت في حينها، وكانت سببا في اندلاع نقاشات و"حرب" بلاغات في الفترة الأخيرة. إذا كانت فئة من منخرطي الرجاء تعتبر بقاء محمد بودريقة رئيسا، ولو خارج أرض الوطن، أمرا حتميا وواقعيا، فإن فئة أخرى تعتبره خطيرا على النادي واستقراره، ووصل بها الحد إلى المطالبة بعقد جمع استثنائي، بغية اختيار رئيس جديد. وإذا جاء البلاغ الأول لمناصري بودريقة ورديا، وينوه بالرئيس ومكتبه واللاعبين والمدرب جوزيف زينباور، فإن بلاغ منخرطين آخرين يرى أن الأمور ليست على ما يرام بسبب غياب الرئيس، منتقدين صمت المكتب، ومبرزين أن اللاعبين يعانون بعض المشاكل المتعلقة برواتبهم ومنحهم. ويخشى الرجاويون وبعض المنخرطين المحايدين، أن تؤثر هذه الصراعات على الفريق رياضيا، خاصة أنه دخل منعرجا مهما في الموسم الرياضي الجاري، إذ لازال ينافس على لقب البطولة الوطنية، ويوجد ثانيا بفارق أربع نقاط عن المتصدر الجيش الملكي، فيما لازال في السباق لنيل لقب كأس العرش. رياضيا... الكل بخير رغم هذه الخلافات، يجتمع كل الرجاويين على نجاح الموسم لحد الآن رياضيا، بناء على النتائج المحققة، في البطولة الوطنية وكأس العرش، إلى حدود نهاية الأسبوع الماضي. ونوه كل المنخرطين بنتائج الفريق، ومجهودات المدرب جوزيف زينباور، مؤكدين ضرورة العمل على إحداث استقرار يمكن الفريق من العودة للتوهج قاريا في المواسم المقبلة. ومن بين النقاط التي يجمع عليها كل المنخرطين، بقاء المدرب زينباور بالرجاء، وضرورة تجديد عقده، إذ سبق للرئيس بودريقة القول في تدوينة، إن مستقبل المدرب ليس حديث الساعة بالنادي، لأن موقف المكتب واضح في بقائه، على الأقل إلى نهاية عقده، الممتد إلى يونيو 2025. وأثارت بعض الأخبار عن توصل زينباور بعروض من الخليج، جدلا داخل الفريق، ناهيك عن استدعائه من قبل المكتب لفتح باب التفاوض حول عقده، وهو الأمر الذي نفاه بودريقة في تدوينته، وقال إن المدرب ملتزم مع الفريق وباق معه إلى نهاية عقده. بدورها، ومشيا على خطى المنخرطين وبودريقة والمكتب، تعتبر جماهير الرجاء أن نتائج الفريق في الموسم الجاري مرضية، ولو أنها كانت لتكون أفضل، لولا بعض التعادلات في بداية الموسم الرياضي في البطولة، والتي ضيعت على الفريق نقاطا هامة، بات يحتاجها اليوم لتصدر البطولة على حساب الجيش الملكي. وتعادل الرجاء تسع مباريات من أصل 24 لعبت لحد الآن، مع تحقيق الفوز في 15 مباراة، ويعتبر الفريق الوحيد الذي لم ينهزم قط في البطولة هذا الموسم. مشاركة مضمونة في العصبة من بين الإنجازات التي أعلن عنها محمد بودريقة، والتي تشفع له لحد الآن مع أغلب المنخرطين والجماهير، هو ضمان مشاركة الفريق الموسم المقبل في عصبة أبطال إفريقيا، بعد اتفاق أخيرا مع الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم. وبعد توصله بمراسلة من قبل الكنفدرالية الإفريقية، تتضمن دعوة إلى إنهاء كل النزاعات الدولية، قبل المشاركة في العصبة الموسم المقبل، سارع النادي إلى البحث عن سيولة مالية لأداء مستحقات لاعبين، من أحكام نهائية، صدرت عن الاتحاد الدولي "فيفا" ومحكمة التحكيم الرياضي "طاس". وتمكن الرجاء في ظرف وجيز، من إيجاد حلول عملية، سواء بأداء مستحقات لاعبين سابقين أو تأجيلها إلى حين بالاستئناف، أو تقسيم تلك المستحقات على أجزاء، ليقنع "كاف" بمشاركته الموسم المقبل في العصبة. وأشرت الكنفدرالية الإفريقية للرجاء الرياضي، للمشاركة في العصبة، التي غاب عنها الموسم الرياضي الجاري، شريطة أن يتم افتحاص وضعية الفريق مجددا في يونيو المقبل، وما إذا ظهرت نزاعات جديدة أم لا. وضعية صعبة لأعضاء المكتب بين خلافات المنخرطين ورد بودريقة، يجد أعضاء مكتب الرجاء نفسهم في وضعية صعبة، إذ بات عليهم تدبير أمور النادي بناء على توصيات الرئيس، في وقت يتلقون الاتهامات بالتواطؤ من قبل منخرطين غاضبين على غيابه. ويرفض أعضاء المكتب المسير تبني موقف مما يحدث اليوم بالرجاء، إذ يصرون على أنهم يرغبون في البقاء على الحياد، مع تطبيق توصيات الرئيس محمد بودريقة، الذي يتواصل معهم بشكل يومي، وحول كل شؤون النادي. ويؤكد أعضاء بمكتب الرجاء، أن الأمور الإدارية والتسييرية ماضية بالشكل المطلوب، وأن لا مشكل في هذا الأمر، فيما تبقى الوضعية المالية صعبة، مع إعطاء الأولوية لرواتب ومستحقات اللاعبين، ثم النزاعات مع لاعبين ومدربين سابقين، والتي تنتظر الفريق الصيف المقبل، والتي تفوق قيمتها أربعة ملايير. وسبق لبودريقة وأعضاء بالمكتب، الاتفاق حول إحداث لجنة للبحث عن سبل تجاوز هذه النزاعات، إذ نجحت في بعضها فيما لازال البعض الآخر مطروحا على الطاولة. إنجاز: العقيد درغام

بودريقة… الغائب الحاضر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سياسيون خلف القضبان

جوانب خفية من حياة "القايد عيسى"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات