خــــزان مــعـــرفي

عباس الجيراري ... الأديب العلامة 1 كلماته وكتاباته ومؤلفاته وأفكاره تجاوزت حدود المغرب وصف الملك وفاته بخسارة شخصية فذة مشهود لها بغزارة العطاء في العلم والأدب والدين ما تركه الراحل عباس الجيراري من إرث ثقافي وأدبي وفكري، لا يجب المرور عليه مرور الكرام، ولكن يستوجب التوثيق كما كان يحب لأعمال غيره. لا يمكن أن تنسينا وفاته في 20 يناير الماضي، ما قدمه «عميد الأدب» من تضحيات ومجهودات في سبيل العلم والفكر الأدبي والإسلامي، وهو الذي نعت بـ «العلامة»، وتأسفت لرحيله أكبر المؤسسات والهيآت العلمية والأدبية الوطنية والعربية والدولية. سنحاول من خلال هذه الحلقات، تلخيص مسار ذهبي لفقيد وصفه الملك محمد السادس في رسالة التعزية، بـ «العلامة والأديب المقتدر الأستاذ»، معتبرا أن وفاة «الفقيد العزيز لا تعد خسارة لأسرتكم الموقرة فحسب، بل إنها خسارة أيضا للمغرب الذي فقد برحيله شخصية أكاديمية فذة، مشهود لها بغزارة العطاء في المجالات العلمية والأدبية والدينية». ياسين قُطيب مفكر وعالم من علماء المملكة المغربية، إنه عباس الجيراري، الذي وصف أيضا ب"خزان معرفي" وكذلك بـ "عميد الأدب". مفكر وخزان معرفي بصم بمؤلفاته حضورا أكاديميا تجاوز حدود بلده. ولد الراحل العلامة في 1937، وشغل عدة مناصب سياسية ودبلوماسية، أهمها مستشار الملك، قبل أن يلتحق بجوار ربه في 20 يناير الماضي، بعد وعكة صحية. كلماته وكتاباته ومؤلفاته وأفكاره ... تجاوزت حدود المغرب، إذ كرس حياته للبحث العلمي، وللدفاع عن الأدب العربي عامة، جعل منه ذلك أديبا عربيا، تحدث عنه كل العلماء العرب بحب واعتزاز وفخر. لقب في المغرب بعميد الأدب المغربي، وكان من أشد المدافعين عن اللغة العربية، رغم أنه كان يتحدث عدة لغات أجنبية، على غرار الإسبانية والإنجليزية والفرنسية. معروف على الجيراري أنه عاصر ثلاثة ملوك، وهم محمد الخامس والحسن الثاني رحمهما الله، والملك محمد السادس، أطال الله عمره. تحدث مقربون منه أنه كان من عشاق الملحون، ووصفه البعض بـ «قامة من القامات العلمية»، وكان يحب الحديث عن القدس والقضية الفلسطينية، التي حمل همومها في قلبه، وكان مدافعا شرسا عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية ونيل دولة مستقلة، وكان يقرأ كثيرا عن تاريخ القضية حتى خبرها وعرف تاريخها جيدا. دافع الجيراري أيضا عن حوار الحضارات والثقافات، وقضايا الفكر الإسلامي، والتي وصل صداها إلى أكثر من بلد، وتحدث عنه علماء في دول عربية كثيرة، بعدما أعجبوا بكتاباته، ومنحوه أسماء مختلفة، مثل "الأستاذ" و"العالم" و"الأديب" وغيرها من الأسماء، التي تمجد لشخصيته وأفكاره المستنيرة. لم يشأ التوقف عن القراءة وحضور أنشطة أدبية وثقافية، حتى في سن متقدمة، إلى أن وافته المنية. ولادة عباس الجيراري كانت في 15 فبراير بالرباط، إذ ازداد في عهد الحماية الفرنسية، وعاش بعض مرحلة مقاومة الاستعمار الفرنسي، وتشبع بروح الوطنية وبالدفاع عن الهوية الدينية والثقافية لبلده. ظهر ذلك جليا في كتاباته، إذ تمكن من المزج بين الأدب والشعر والنقد والترجمة، لإيصال أفكاره وآرائه بشكل عربي جميل. لم يكن وصوله إلى هذه الرتبة محض صدفة، وإنما جرته أصوله لهذا المجال الأدبي الرفيع، إذ ذكرت بعض الكتابات عنه، أنه من عرب "بني جرار"، الذين أتوا للمغرب في النصف الأخير من القرن الثاني الهجري. وللتدقيق في ذلك، كان لابد من الحديث عن والده، "السي عبد الله"، الذي توفي في 1983، وعرف بمقاومته الباسلة للاستعمار الفرنسي، بل كان يوصف بأحد أشهر العلماء في تاريخ المملكة، وكان معروفا لدى الجميع في حقبته. وصفت بعض الكتابات "السي عبد الله الجيراري"، واحدا من"أعلام الدين والثقافة والتعليم"، إذ لا يمكن لهذا العلامة، إلا أن يخرج علامة آخر وعالما من علوم الأدب العربي، ألا وهو عباس الجيراري، الذي تتلمذ على يد والده.

خــــزان مــعـــرفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف قاصرين اعتدوا على مثليين

حجز طن من الحشيش بميناء طنجة المتوسطي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات